السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

اتفاق القاهرة يطوى حقبة مظلمة ويضيف لبنة هامة في صرح السلام بقلم , آدم خاطر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/19/2005 9:07 ص

اتفاق القاهرة يطوى حقبة مظلمة ويضيف لبنة هامة في صرح السلام
الأحد/19/6/2005 م آدم خاطر
هاهي مسيرة السلام تتقدم و تمضى إلى غاياتها بتوفيق الله وهديه ، ثم بعزيمة وإرادة أبناء الوطن الخلص الذين يدخرهم ليوم كهذا الذي تشهده وشهدته القاهرة من أيام وتوج في يوم السبت الموافق 18/6/2005 م بموجب اتفاق السلام والمصالحة الوطنية الشاملة. وفيما ظل رهان معسكر أهل الحرب في الداخل والخارج دوما يكابر في أن يترك البلاد كي تستقر وترتاح من عنت الدمار والخراب الذي لحق ويلحق بأطرافها ، ويعزز سيل الفتن و النعرات العرقية والجهوية والعصبيات والطائفية ، ويكرس مناهجها ويغزى مدارسها ، كنا دائما على ثقة بان معدن هذا الشعب يجلى بالشدائد والظروف الصعبة والعصية عندما يراد له أن يكتب تاريخه وتسطر بطولاته في صحائف الوطن وأمجاد الخالدين من أبنائه . والذي تابع انخراط التجمع الوطني منذ ميلاد فجر السلام عقب توقيع اتفاق سلام الجنوب في نيروبي في ال9 من يناير هذا العام فأعقب تلكم الخطوة بترحيب قوى و بأخرى عملية تمثلت في اتفاق القاهرة الأولى في ال16 من ذات الشهر ، يدرك أن قيادة التجمع الوطني الديمقراطي كانت ترجح معسكر السلام على غيره على تكاثف تنظيماته المسلحة وتباين مشاربها وتداخل أجندتها وأهدافها ومحاولات الوصاية الخارجية عليه إقليميا ، لان الظروف وقتها كانت تحمل الكثير من التقاطعات وصراع الارادات والمصالح الذاتية ولكن إرادة السلام كانت غالبه وتياره كان أقوى من أن تقعده هذه العارضات .هذا الذي جرى في القاهرة بالأمس لم يكن وليد صدفة أو محض توقيع لأوراق واتفاقيات دون أن يكون قد سبقته جولات واتصالات وتنسيق و حوار وطني شفيف بعضه سرى وبعضه علني علت فيه روح الوطن وقدرت فيه المصالح القومية بنفس ومعايير تجاوزت غلواء الماضي التي أحاطت بها الشكوك والظنون والهواجس وتسجيل النقاط على الخصم ، ونتيجته التي تجسدت في مضامين الاتفاق ليس فيها منتصر ومهزوم طالما الذي ربح هو الوطن وكافة أهل السودان بشتى مشاربهم وانتماءاتهم . فالذي يريد أن يقيم هذا الاتفاق مؤيدا أو معارضا ، مادحا أو قادحا عليه أن ينظر في سنوات الخصومة والصدام والمكايدات بين طرفيه ولتي فاقت ال16 عاما ، ليقيس كم عانت البلاد في أمنها واستقرارها ووحدتها ، وكم فقد الوطن من أبنائه وموارده ، وكم من مشروع نسف أو تعطل وكم أصاب التنمية من تقهقر وكم كان حجم المعاناة على كافة الأصعدة ومناحي الحياة ؟، وما الذي كسبه شعب السودان من هذه السنوات العجاف غير التطاحن والفرقة والتدخلات الخارجية وأجندات التآمر والهيمنة والتي بدون هذا الاتفاق ستظل تنخر في عظم الوطن إلى يوم يبعثون ، ومن هو المستفيد من هذه الأوضاع المأساوية وحالة الفوضى والنزاعات ؟ .
لئن كان الميل في استقرار الوطن وتحقيق أشواق شعبه يبدأ بخطوة فان الإنقاذ قد بدأت بالسلام كأولى الاولويات التي تصدرت برامجها ، وسهرت على هذا الهدف المفصلي رعاية وسقاية لم تترك بابا أو سبيلا موصلا إليه إلا وسلكته رغم المحدقات والإحن الذي ظلت تحيط بها والواقع الذي تعايشه وحجم الفتن والمخططات التي تستهدف وحدة البلاد ، فقهرت بحول الله كل الصعاب فكانت نيفاشا بخلفيات حرب الجنوب ومراراتها وبسجال مفاوضاتها المعروف وما استغرقت من جهد ووقت أولى عتباته التي تكسرت عندها صخور الوهم ومتاريس العدو المصنوعة التي كانت تجعل من هذا الحلم وقتها استحالة . لذلك ياتى هذا الاتفاق التاريخي من القاهرة في هذا الوقت الدقيق والإنقاذ تقترب من عيدها ال 17 تدخله باتفاق آخر مساويا لإنجاز نيفاشا في أبعاده ومعضدا له ليضيف لبنة أخرى مهمة وأساسية في صرح السلام الذي يشيد . وعلى ما قامت به أطرافه من التزام بما توفرت لديها من إرادة وطنية واستعداد وقابلية لإنجاز ما تم ، يظل سهم الأشقاء في شمال الوادي أصيلا وكبيرا في كلياته ومغازيه أبدا يؤمن ظهر البلاد ويكمل مسيرة سلامها حتى تصله بابوجا ، فالذي يدرك أهمية مصر قيادة وشعبا في ماضي بلادنا وحاضرها ومستقبلها يعي هذا الدور الذي لعبته وتلعبه لأجل أن يستقر السودان ويستدام سلامه ليشمل كافة مكوناتاتنا السياسية وتنظيماتنا وأحزابنا ومنظمات مجتمعنا المدني . هذا الذي قامت به القيادة المصرية في جعل اتفاق القاهرة ممكنا يعزز مكانة بلادنا وأهميتها في محيطها العربي والافريقى والاسلامى وحاجتها لأشقائها في حماية هويتها ووحدة ترابها وأمنها الوطني وسيادتها واستقرار الإقليم بكامله وتامين عمقها الاستراتيجي لدى الشقيق والجارة مصر . هذا الذي أنجز في مصر هو تتويج لجهود جوارنا وإقليمنا لما سبقت به الإيقاد والشركاء والوسطاء والأصدقاء من أنصار السلام ، من شانه أن يعطى دفعة قوية لما ظل يضطلع به العقيد القذافى والقيادة النيجيرية وجهود أشقائنا في الاتحاد الافريقى لأجل إيجاد تسوية مماثلة للنزاع في دارفور حتى نسدل ستار الحرب إلى غير رجعة ويكتمل بناء الوفاق الوطني بمعانيه الحقيقية التي أبحرت من أجواء اتفاق القاهرة والروح التي سادت أوساطه و أعقبته .
وبعيدا عن ما حواه اتفاق القاهرة من مواد ونصوص وقضايا وملفات فالاتفاق في حد ذاته مكسب كبير ومقصد وطني هام في هذه الحقبة لتكريس حالة السلم والاستقرار ومعالجة إشكالات البلاد عبر الحوار والتفاهمات الوطنية في هدوء وعقلانية ، ولا مجال الآن لمتربص أو مزايد أو عدو للنيل من إنجازات السلام التي باتت تتوالى لينتظم سير القاطرة إلى برها وشواطئها الآمنة التي انتظرها شعبنا طويلا وقدم لأجلها التضحيات الجسام . فالذين ينشدون التحول الديمقراطي والانتقال والتداول السلمي للسلطة فان الاتفاقات التي بين أيدينا تدفع بنا إلى هذه الغاية وتقطع الطريق أمام سماسرة الحرب وتجارها في بلادنا ، والذين يرومون حكومة الوحدة الوطنية في معناها الكبير الذي ينأى عن الحزبيات ويقلب مصالح الوطن العليا على ذاته وحزبه فان مضامين نيفاشا والقاهرة ترسى هذه الأمنية لأول مرة في تاريخ البلاد وتستشرف بنا حقبة تاريخية فريدة تقودها حكومة بثقل وطني نوعى مقدر له دلالاته وبشرياته في مسيرة الوطن . والذي يسعى لترسيخ الوحدة الوطنية بأبعادها الحقة عليه أن يعض على هذه الإنجازات بالنواجذ ويحمى ظهرها ويزود عنها ويروج لها ، والذي يريد لمفاوضات ابوجا أن تنجح وتقود إلى ذات الاتفاقيات عليه أن يستلهم منها العبرة والدافع حتى نوفر الوقت والجهد لما ينتظرنا في المرحلة القادمة من بناء السودان الجديد الآمن والخالي من التوترات والنزاعات والفتن أيا كان لونها ومنبعها . والذي انتقص بالأمس غيرة من اتفاق سلام الجنوب لثنائيته لن تعوذه القدرة على التقليل من اتفاق القاهرة لثلاثيته وان بلغ أن صار رباعيا باكتمال ابوجا فان مواقفها السالبة والمثبطة ستظل كما هي ، والذي يراهن على تناقضات هذه الاتفاقيات أو تقاطعاتها عند التنفيذ والتطبيق فان إرادة الوطن التي أنجزتها قادرة على تناغمها وانسجامها و تجاوز عقباتها وعوارضها الطارئة دون الإخلال بالمعادلة التي أقرت والمبادىء التي ثبتت من خلال هذا الحراك الطويل والمسير الشاق لكي تبنى دولة الوطن .
الدولة التي تقود مثل هذا التيار السلمي بمسيرته الخيرة تجلس وتحادث وتفاوض وتدافع وتدفع الشرور والمكاره عن لحمة الوطن وسط هذا الكم الهائل من الفتن والمخططات قادرة بحول الله وتوفيقه وسنده على صيانة هذه المكتسبات والوصول بها إلى أهدافها مهما كلفها ذلك من تضحيات ، وذلك لن يتأتى إلا بصدق توجهها ونواياها التي لا تحمل غير الخير لامتها ولا تضمر حقدا لهذا الوطن وشعبه ، والذي يشاطرها هذه الإرادة ويتوافق معها لأجل الوطن ومقاصده سيدرك جديتها في بلوغ هذه الغاية ويقف على هذه التبعات وعظها وهو يقاسمها إدارة الدولة ونظام الحكم الذي بات يتسع لكل أبناء الوطن دون تمييز ويحتاج لكل جهد مخلص وصادق حتى نخرج من أتون دائرة الفقر والمآسي، وهو اكبر من أن تنفرد به طائفة أو حزب مجموعة أو قبيلة مهم كبر حجمها وأوتيت من قوة ومقدرات . ومدى تماسك هذا الاتفاق رهين بمدى التزام أطراف التجمع الوطني الديمقراطي وفصائله المتعددة التي سيحسن الناس بها الظن وبقيادتها التي جعلت من اتفاق القاهرة ممكنا رغم اليد التي حاولت أن تنسفه ، ومدى التحام مسار ابوجا بهذا الذي اقر في نيفاشا والقاهرة رهين بمدى الحركة الجماعية التي أضحت ثلاثية ذات وزن وسند سيقود بمشيئة الله إلى تسارع الخطى حتى ينجز اتفاق ابوجا في غضون أيام قلائل ، فيولد السودان مولدا جديد بنظام وطني كبير بكبر الوطن وسعته التي لا تحدها حدود ، ويضحى قويا متماسكا بتماسك تياراته وتنظيماته لأجل أن تعلى أجندة الوطن وكتمل سلامه وتستقر أطرافه ويأمن مواطنه ويهنأ بخيراته وموارده التي هي اقرب للكنوز المدخرة فضلا منه ونعمة .

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved