دخل السودان مرحلة جديدة بعد توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والتجمع الوطني المعارض في القاهرة برعاية مصرية خالصة اثبتت معها مصر مجددا انها لاتفهم طبيعة السودانيين وانها تضع مصالحها اولا وقبل كل شيئ وان قرائتها للاحداث فيما يخص السودان دائما خاطئة .فالتجمع الذي ارهق السودانيين طيلة فترة التسعينات بصوته العالي وصورته الهلامية هو تجمع ميت لم يعد احد يابه به فالقوة الحقيقية والمعارضة الفعالة التي يعلق عليها السودانيون امالهم بكل اطيافهم بمافيهم مهمشي الحضر في الخرطوم هي المعارضة المسلحة في دارفور وشرق السودان فهؤلاء هم رجال السودان الشرفاء القادمين الذين يضعون احداث نقلة حقيقية في حياة المواطن السوداني البسيط في كل ارجاء القطر السوداني الفسيح نصب اعينهم.
كان دور التجمع دائما سلبيا ولم تكن له من الايجابيات مايستحق ذكره واكتمل دوره السلبي باختياره لتوقيت غاية في السلبية لتوقيع اتفاقية مع الحكومة في الوقت الذي عاث فيه طلاب الجبهة الاسلامية الفساد في منشات جامعة امدرمان الاهلية واحرقوا ونهبوا مانهبوا مذكرين الجميع بان شيئا لم يتغير في السودان وان الامور ستستمر كماهي عليه ارهابا لكل من يقف في طريق الجبهة الاسلامية ذلك النظام الامني البغيض .
ان ضعف التجمع الوطني الديموقراطي وهشاشته هي التي منحت النظام في الخرطوم كل هذا العمر فالتجمع كان يتقمص دور المعارضة من دون اي استراتيجية واضحة ومواكبة للتعامل مع الحكومة بل انه ظل اكبر مشوش للمعارضة الحقيقية الفاعلة لانه كان يلعب دورا هو في الاصل غير جدير به وظل يقف جامدا من دون اي حراك والنظام في الخرطوم يوجه له اللكمات تلو اللكمات من دون ان يحرك ساكنا حتي وصل به الامر في نهاية المطاف الي توقيع هذه الاتفاقية المهينة والتي حصرته في نسبة ال14 % والتي هي بالتاكيد كبيرة جدا عليه حتي ان علي عثمان محمد طه ورفاقه لم يصدقوا بان هناك من سيحمل معهم اوزارهم بهكذا نسبة. وفر الجميع الي مادبة السم في الدسم التي صاغتها القاهرة .
راي افراد التجمع بان العمر يجري وان رؤوسهم قد اشتعلت شيبا وهم لايستطيعون فعل اي شيئ لذا فقد ارتضوا بما جادت به عليهم الايام علي ان يكونوا حصان طروادة للاجندة المصرية في السودان في مستقبل الايام وستثبت الايام خطأ الاستراتيجية المصرية التي رات الاعتماد علي افراد لن يستطيعوا بالتاكيد تقديم اي شيئ لمصر واذا ارادت القاهرة تحقيق اي مكاسب من جارها الجنوبي فان ذلك يتوقف فقط علي ماتقدمه بصدق وبقلب مفتوح من دون اتباع طرق ملتوية حفظها السودانيين لمصر عن ظهر قلب .
واما بخصوص النظام في الخرطوم فنرجو ان لاتبطره هذه الاتفاقية والتي اضافت له جسم هو في الاصل ميت لن يقدم او ياخر في شيئ ونتمني ان لا يفرح علي عثمان ونافع لذلك كثيرا لان سيف العداله سينال منهم طال الزمان ام قصر ... فهناك رب عادل لا يرضي بالظلم لعباده مهما تشكلت الوانه ....
محمد الباقر
الرياض -المملكة العربية السعودية