السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مـــن محاضر الاسبوع يان برونك.. تحرك القطار بقلم ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/18/2005 9:38 ص

مـــن محاضر الاسبوع

يان برونك.. تحرك القطار

بقلم: ضياء الدين بلال

[email protected]

اتسمت اللغة التي تحدث بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان السيد يان برونك بأنها مباشرة ولاذعة.. وهو يعلق على بداية المحكمة الوطنية المعنية بتجاوزات دارفور والتي أراد لها وزير العدل السوداني بأن تكون (بديلة)للمحكمة الجنائية الدولية.. وأراد لها المدعي العام لويز مورينو أوكامبو أن تكون( مكملة) وليست بديلة..!

فقد قال يان للصحافيين إن تشكيل الحكومة السودانية محكمة خاصة لمعاقبة مرتكبي الجرائم في دارفور خطوة إيجابية، ولم يغلق برونك القوس على ذلك ولكنه استدرك وهو يضع ابتسامة زئبقية على وجهه قائلاً: «لكنها جاءت متأخرة ولن تكون بديلة لمحكمة لاهاي الدولية التي ستباشر التحقيق في الانتهاكات الاثنين المقبل.. بداية محاكمة المجرمين الصغار لا تعني أن الكبار سيفلتون - كل المجرمين سيحاكمون - القطار إنطلق وغادر المحطة»!!.


--------------------------------------------------------------------------------

ويان برونك يمسك قلماً أحمر ليصحح للحكومة أفعالها بعد أن ينظر لكراستها اليومية من فوق نظارته التي لا تستقر على جفنيه.. يحفزها مرات بالثناء.. ويقرصها من اذنها مداعباً أو معاقباً وتمتد يده بصورة تبدو تلقائية مهددا.. أراد بتلك التصريحات المباشرة واللاذعة أن ينفخ على جهود الحكومة وهي تحاول استعادة الملف الجنائى لأزمة دارفور من لاهاي الى نيالا.. ينفخ على تلك المجهودات فتتطاير هباء منثوراً.. وما يغري المحامي الهولندي بكل هذا الصلف ارتباك الحكومة نفسها في تحديد مواقف حاسمة غير قابلة لأن تراجعها أو تتراجع عنها.. ومحاولتها اليائسة في التنسيق على حد منطقي بين خطابها السياسي واجراءاتها القانونية ومواقفها الدبلوماسية.. فاللعبة السياسية لم تعد قوانينها تسمح بتعدد الأصوات من المصدر الواحد.. ففي الوقت الذي أعلنت فيه القيادة السياسية انها لن تسمح بإجراء محاكمات خارجية لسودانيين وسورت ذلك بقسم ثلاثي مغلظ.. وشرعت الجهات القانونية في الترتيب لعقد هذه المحاكمات.. إذ بالدبلوماسية السودانية تسمح للمحكمة الدولية بممارسة تحقيقاتها في السودان لتجد الاشادة من يان برونك..!!

والارتباك كان واضحاً كذلك في وقت مضى عندما أعلنت الحكومة انها بدأت محاكمة المتجاوزين وعرضت ذلك على شاشة الفضائية السودانية.. ثم أعلن وزير العدل قبل أشهر عن تشكيل محكمة لعدد من المتهمين من بينهم أفراد من القوات النظامية.. وتتخذ العدالة السودانية خطوة ثالثة بتشكيل محكمة وطنية برئاسة مولانا محمود أبكم لتعقد جلساتها بنيالا..!

التصريحان الصادران بالتزامن من يان برونك بالخرطوم ومورينو بالقاهرة.. حيث قال الأول إن الاثنتين (الدولية والوطنية) مهمتان معاً.. وقال الثاني إن الوطنية ستكون مكملة للدولية وليست بديلاً عنها.. يدلان على أن هنالك فخاً قد نصب للحكومة السودانية أسهمت هي بقدر في إعداده بحيث تتسع دائرة المحاكمة بتعدد منصات التقاضي.. بمعنى أن المحكمة الجنائية الدولية ستنظر في قائمة الاتهام المطروحة على طاولة المحكمة الوطنية.. وستقول «لا بأس نحن سنبدأ من حيث انتهيتم.. بأن نضيف للقائمة آخرين لم يردوا عندكم».. وعندها تخرج قائمة الـ «51» لتصبح مضافة للقائمة الوطنية أو «مكملة» لها..!

الشمال والجنوب.. ومزيد من الطين

لا يعدو الأمر مبشراً في الوقت الذي بدأت فيه الأوساط في الشمال السوداني تهييء نفسها لاستقبال بشريات السلام وتحول تلك النصوص النيفاشية وملحقاتها الى ما ييسر عليهم أمر معاشهم، إذا بشيء ثقيل يطأ على تطلعاتهم.. ارتفاع جنوني في كل شيء الكهرباء والماء والسكر والأسمنت والعوائد وحتى المياه الغازية مع انخفاض في قيمة ذلك الإنسان الذي عليه تحمل فاتورة الحرب ودفع تكلفة السلام..!.

وعندما يتجه البصر جنوباً ونصوص نيفاشا لا تزال خضراء ووعود المانحين بأوسلو تذوب مع قطع الثلج في اكواب الشمبانية.. تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من سبعة آلاف لاجيء سوداني عبروا الحدود الى شمال أوغندا في الشهور الأخيرة فراراً من الجوع وهجمات متمردين أوغنديين «جيش الرب».. وقالت روبرتا روسو إن بعض القادمين الجدد زعموا تعرضهم لسوء معاملة من الجيش الشعبي لتحرير السودان.. إذ يتعرضون لعملية تجنيد قسري على يد الجيش الشعبي، وأن هنالك بعض التوترات القبلية بسبب إعادة توزيع السلطة.. واستطردت قائلة «معظمهم عبروا عن خشيتهم من أن اتفاقية السلام لا تعامل كل القبائل على قدم المساواة»..!!

نعم تبدو المفارقة صافعة بارتفاع الأسعار في الشمال بعد تمزيق فاتورة الحرب.. وحملات التجنيد القسري في الجنوب في وقت تنص فيه اتفاقية الترتيبات الأمنية على تخفيض الجيوش..!

هيكل مشتت الذهن

لم أر الاستاذ محمد حسنين هيكل من قبل بمثل ما كان عليه أمس الأول بقناة الجزيرة فقد كان مشتت الذهن يطارد فكرة ما.. وعندما لا يلحق بها، يعود وهو متقطع الأنفاس ليطارد فكرة أخرى.. كان طوال الحلقة يقفز من الحاضر للماضي ثم يستجمع أنفاسه ويحشد ما بقى لديه من طاقة ليقفز الى المستقبل فإذا به يسقط على أرض قاسية التضاريس، فيقوم الرجل ودماء الخيبة على وجهه مثل ما حدث له في كتابه الطريق من نيويورك الى كابول، حيث شكك في دور القاعدة في احداث 11 سبتمبر.. واتهم به الصرب - فكذبت الايام افتراضه ذلك - المهم أن هيكل بقناة الجزيرة أمس الأول غير هيكل الذي نعرفه.. فقد كانت الفكرة الأساسية لإطلالته تلك إجراء معالجة تحليلية لما يحدث في مصر الآن من حراك سياسي وصل حد أن جماعة كفاية المعارضة حملت «مكانسها» وذهبت «لتقش على الحكومة المصرية عتبة السيدة زينب وتدعو الله هناك أن يسقط الحكومة» تأسياً بالعرف المصري.. هيكل وهو يتعامل مع هذا الواقع الجديد كان يبدو حذراً في إطلاق الاحكام لا يريد أن يغضب الحكومة وفي نفس الوقت يريد أن يرضي جماعات المعارضة، وعندما يضعه استرساله بالقرب من نقطة تكشف حقيقة موقفه.. يهرب هيكل لأزمنة عبدالناصر وأيام النكسة وذكريات السجن.. ثم يعود من هنالك بباقة من الاعتذارات ليقدمها على عتبة الرئيس حسني مبارك قبل أن يقول له «كفاية يا ريس».. وتتلعثم الكلمات وتشرد الأفكار ويعجز هيكل عن قول ذلك.. ولكن يمد يده الى الطاولة نحو ورق كان أمامه.. فيستشهد بالتجارب الأمريكية والبريطانية والفرنسية في تحديد مدة الرئاسة بسنوات محددة.. ويقول إن البحوث الطبية أثبتت أن مدة صلاحية أي رئيس دولة للحكم لا تتجاوز العشر سنوات.. ويقترح هيكل للمصريين تشكيل «مؤتمر وطني».. نعم مؤتمر وطني يدير الفترة القادمة.. والمفاجأة في الاقتراح أن هذا لا يعني إبعاد أو تنحي الرئيس مبارك..!!

لقد استأذن هيكل من قبل بالانصراف عن الكتابة النشرية.. فأذن له.. ولكنه يأتي الآن عبر قناة الجزيرة ليقول «السلام عليكم من هنا نبدأ»..!

أبوجا.. كوميديا عابثة

مفاوضات أبوجا تضيف مشهداً آخر لقصة كوميدية عابثة لم يؤلفها أنطونيو تشيخوف.. تجعلك تضحك وفي نفس الوقت ترغب في التقيؤ.. قصة يترك فيها الخصوم منازلة بعضهم البعض ويتجهون بعصيهم نحو الوسطاء.. وفد الحكومة ينسحب من المفاوضات بسبب الوجود الاريتري الذي يتحول بعد جدال ونقاش من وسيط الى مستشار علني للحركات المسلحة.. وحركة العدل والمساواة تتجه بمدفعيتها نحو الوسيط التشادي وتطالب بإبعاده.. والحكومة تدافع عن دور تشاد وتؤكد على أهمية استمراره.. وحركة العدل وحركة تحرير السودان تدخلان القاعة على موقف تفاوضي شبه مشترك في الوقت الذي تتقاتل فيه قواتهما على أرض الميدان.. وترصد الصحف صراعات دامية بمنطقة دريات بولاية جنوب دارفور ومناطق أخرى بجبل مرة.. وداخل حركة تحرير السودان لا يزال الخصام قائماً بين عبدالواحد محمد نور قائد الحركةومني اركو مناوي الأمين العام.. وحركة العدل والمساواة تقبل القسمة على ثلاثة ويعزل بعضها بعضاً. ووسطاء الاتحاد الافريقي يقدمون ورقة من ستة عشر بنداً يصعب الاختلاف عليها.. فبعض بنودها بدهيات.. وبعضها حسم في نيفاشا وبقية المباديء تقبل الشيء وضده..!

ودكتور خليل ابراهيم يقبل بإجراء حوار مع الإذاعة السودانية بكل ترحاب.. وآخر من حركته يعتدي على مراسل الاذاعة ويحطم جهاز التسجيل..! أسوأ ما في الأمر أن هذه المسرحية التفاوضية مسرحية بلا أبطال.. والأسوأ من ذلك أنها بلا ستائر يمكن أن تسدل ليذهب الجمهور الى أسرته ليدس غيظه تحت وسائده...!!


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved