ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أمدرمانيات - شهادة رأس الميت في حق كبس الجبة بقلم هلال زاهر الساداتي - القاهرة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/17/2005 11:26 م
أمدرمانيات - شهادة رأس الميت في حق كبس الجبة هلال زاهر الساداتي - القاهرة قال لي محدثي رجل القانون وهو ممن لا أشك في صدقه أن من غريب ما صادفه من قضايا وصارت من السوابق القضائية التي يرجع إليها هي شهادة رأس الميت , وهذا هو لقبه في حق صديقه القتيل كبس الجبة - وهذا لقبه أيضا - شهادة كان المفترض فيها أن تكون شهادة دفاع ولكن الشاهد أحالها إلى شهادة اتهام ! و أصغيت إلى محدثي بجوارحي كلها وكلي ترقب لمعرفتي بالرجلين معرفة (حلة) , فقد كنا نسكن نفس الحي , ولنتعرف إلى هذين الشخصين قبل أن نزداد علما بما كان عن أمرهما . كان الزمان في منتصف القرن العشرين و المكان حي الموردة العريق , وكان (للفتونة) شأن كبير وللفتوات سطوة ومكانة وخشية , وكان كبس (اختصارا) فتوة الموردة بلا منازع , وربما امتدت شهرته إلى الأحياء الأخرى في أمدرمان , وكان مربوع القامة قويا كجاموس الخلاء أو كبلدوزر تخال كل قطعة لحم فيه عضلة حتى لسانه وكان باطشا وكانت اكثر جرائمه هي تسبيب الأذى الجسدي , وكان لا يخرج من السجن إلا ليعود إليه , وربما كان السجن احب إليه من منزله , وما من مرة ذهبت فيها إلى حديقة برمبل والتي أصبحت حديقة الرفيرا ثم تحولت إلى كازينو الرفيرا العائلي , إلا وجدت كبس يرفع الماء بالشادوف من النهر إلى الجدول الرئيسي بالحديقة فقد كانت الحديقة تسقي بهذه الوسيلة حينذاك , وكان المسجونون يقومون بهذا العمل , وعلي الرغم من كل شئ كان كبس لطيفا ومهذبا مع أبناء حلته . أما رأس الميت فقد اتخذ هذا الاسم من فيلم من أفلام الكاوبوي كانت فيه عصابة تتخذ من الجماجم أقنعة , وكان رأس الميت تابعا لكبس وذراعه الأيمن وان كان اقل شهرة في الفتونة , وربطت بين الرجلين صداقة متينة . وقال محدثي انه في ذات ليلة عرس يهيجه لزواج وكانت هناك لعبة (حفلة بمطرب) , ذهب كبس مصطحبا صديقه رأس الميت إلى حتفه برجليه , فقد أراد الاعتداء علي صاحب المنزل بعد أن (فرتك) اللعبة , واخرج صاحب الحفل مسدسه مهددا به كبس ولكن هذا لم يبال واستمر في تقدمه نحوه , و أيقن الرجل أن كبس لو وصل إليه فانه هالك لا محالة , فاطلق رصاصة من مسدسه استقرت في قلب كبس , وخر كبس إلى الأرض مصروعا وفارق الحياة . وقدم الرجل للمحاكمة وجيء برأس الميت شاهدا للدفاع , ولنستمع لشهادة رأس الميت بعد أن أدى اليمين , قال مخاطبا القاضي : ((جنابك رحت أنا والمرحوم و أخذنا المرطب من حليم )) وقاطعه القاضي : إيه يعني المرطب ومين حليم ؟ - جنابك حليم صاحب بار حليم والمرطب اليومي بتاعنا هو قزازتين شري . - وبعدين - شربنا بعد داك واحد ابيض واتنين اخدر. - القاضي : وضح كلامك , يعني إيه ابيض واخدر . - جنابك ابيض يعني عرقي واخدر يعني سجارة خدرا . - وضح اكتر - جنابك سجارة خدرا يعني بنقو . - واصل - بعدين كبس قال لي ناس عمي خاطر عندهم لعبة .نروح نفرتكه , وقلت ليه OK , ومشينا لبيت اللعبة . كبس قال النسوان يقعدوا بجنب والافندية يكونوا علي جنب , وفي واحدين عايزين يقاوموا وكبس خبتهم ووقعوا في الواطة والباقين جروا وحصلت كواريك من النسوان وجوطة شديدة , وبعدين عمي خاطر جه طالع ومعاه مسدس (وهنضب) ( hands up كما في الأفلام) كبس ولكن كبس ما هماه وبقي ماشي وماشي علي عمي خاطر , وبعدين عمي خاطر ضربه طلقة ووقع كبس ومات . لكن جنابك لو كان كبس وصل ليه كان طلّع دينه )) والي هنا انتهت شهادة رأس الميت . وقد برأت المحكمة العم خاطر من تهمة القتل العمد , و أما أخ كبس فكان في مأتمه يقول للمعزين (( ده شن بشيلو غير الرصاص ؟))