ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الى الذين لا يعرفون ظروف انضمام النوبة الى الحركة بقلم عبدالغني بريش/امريكا
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/17/2005 11:11 م
بسم الله الرحمن الرحيم---------- الى الذين لا يعرفون ظروف انضمام النوبة الى الحركة/عبدالغني بريش/امريكا يستغرب المرء كل الاستغراب عندما يسمع اصواتاً نوبية وغيرها تنبح هنا وهناك تنتقد وتعارض الحركة الشعبية وتتهمها بانها خانت النوبة وقضيتهم او بالاحرى بان الحركة الشعبية باعت النوبة الذين حاربوا الي صفوفها اكثر من عشرين عاماً، وهذه الاصوات اما انها لم تستوعب القضية النوبية اصلاً،او انها لم تعي اهداف الحركة الشعبية ودستورها وبيانها التاسيسي 1983 بعد ،او انها تعمل لجهات حزبية معينة معادية للشعب النوبي - العقيد قرنق كان من مناضلي حركة " الأنانيا 1 الانفصالية وعندما وقعت حكومة نميري اتفاق اديس ابابا عام 1972 رفض قرنق هذا الاتفاق لكن تم استيعابه في الجيش القومي وظل فيه حتى اعلان قيام حركته عام 1983 القرن الماضي - كانت اهداف الحركة الشعبية واضحة وهي انها حركة سودانية قومية تسعى الى تحرير السودان اقتصاديا،سياسيا،اجتماعيا،ثقافيا الخ،من نمولي حتى حلفا ومن غرب السودان حتى شرقه لذلك وجدت قبولا شعبياً وجماهيرياً سودانيا لدرجة ان معظم الاسر السودانية في عهد نميري كانت تستمع يوميا الى البث الاذاعي للحركة الذي كان يذيع برامجه الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي للسودان، وعليه انضم الى صفوفها العديد من الشماليين الذين وجدوا في اهداف الحركة مخرجا وانقاذا للقضايا السودانية الشائكة والمعقدة،وكان النوبة من بين السودانيين الذين انضموا اليها 0 لم تنضم النوبة الى صفوف الحركة الشعبية بناءا على قرار تنظيم بعينه بل كان قراراً نوبيا فرديا نتيجة للظلم الواقع عليهم ووجدوا في اهداف الحركة بصيص أمل ومخرجا وحلاً للظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي ومشكلة الاراضي التي عانى منها النوبة طويلا،كما كان للاطماع التوسعية لبعض القبائل الرعوية وزحفها نحو المناطق النوبية المقدسة دورا محوريا في قرار االنوبة بالانضمام الى الحركة الشعبية حيث كونوا جبهة نوبية قوية قادت معارك شرسة ضد الحكومات والانظمة السودانية والطامعين من الرحل والرعاة في اراضي النوبة 0 ان المعارضين من ابناء النوبة خاصة الذين يرجمون المرحوم يوسف كوة والحركة الشعبية بالخيانة كان خيرا لهم ان يبدأوا برجم الانظمة والحكومات السودانية المتعاقبة اولاً والتي تسببت في فقر الشعوب السودانية شمالاً وجنوباً،كما كان يجب عليهم ان يستوعبوا طبيعة القضية السودانية بصفة عامة وقضية جبال النوبة على وجه الخصوص قبل كل شئ،فالحركة الشعبية طرحت اهدافها واضحة لكل السودانيين وفتحت ابوابها لكل المظلومين والمضطهدين والمهمشين السودانيين دون ان توعد أحداً بشئ معين، وهذا هو طبيعة الحركات المسلحة،اذاً اي حديث عن الخيانة لكلام فاسد وغير مؤسس وغير مسئول ايضا ولا يعدو ان يكون كلام حبوبات جالسات تحت ظل شجرة على فنجان قهوة،إذ كيف يتوقع هؤلاء من الحركة الشعبية ان تحرر لهم أراضيهم وهم يعيشون في أوربا وكندا الخ، اليس هذا سلوك غريب ونقد ليس في محله للحركة الشعبية،السماء لاتمطر ذهبا ومن أراد الحرية والديمقراية عليه ان يعارض من الداخل او يكون له قاعدة جماهيرية تؤيد طروحات هذه المعارضة او ذاك المعارضة في حالة "المنفى" والآ ستكون معارضة لهو ولعب وهجيج،فالمعارضة الليبية مثلا رغم انطلاقها في اواخر السبينيعات من القرن الماضي الآ انها عديمة الأثر في ارض الواقع،المعارضة العراقية قبل احتلال امريكا للعراق كانت تعيش بصورة دائمة في امريكا وبريطانيا،حركة ايتا الانفصالية E T A التجمع الوطني الديمقراطي السوداني الخ،كلها معارضات هشة غير فعالة لعدم تاييد الجمهور لها او لان لافرق بينها وبين حكوماتها ،الآ تبدوا هذه المعارضات كشركات مقاولات تجارية تقبل بالذي يدفع غاليا،كم من معارضين عملوا عملاء لامريكا ودول اجنبية اخرى،وكم منهم عملوا عملاء للانقاذ نفسه وقبضوا ثمن العودة الى حظيرته - لم تنضم النوبة الى صفوف الحركة بمطالب محددة قدمتها للقيادة السياسية العليا للحركة "كشرط مسبق" حتى ُتتهم بالخيانة الكبرى ،انما كان انضمام النوبة اليها بقناعات شخصية للاسباب التي ذكرناها سابقا - لم تطرح النوبة مسألة ما يسمى بحق تقرير المصير اصلاً عند انضمامها للحركة - لم تنضم النوبة ككيان مستقل عن الحركة بل كمظلومين أرادات بقتالها انهاء الجور والظلم في جبال النوبة وكل السودان - اكد مؤتمر كاودا الاول والثاني على وحدة السودان لان النوبة يرفضون ان يروا بلدهم يتمزق - لم يكن موضوع الانفصال يوماً ما يدور في ألسنة النوبة لعلمهم بان التاريخ سيحاكمهم اذا نطقوا بكلمة انفصال باعتبار انهم اقدم شعوب السودان واصحاب اضخم حضارة انسانية - ان الحركة الشعبية ليست جزءا من مشكلة جبال النوبة، اذاً لايقع على عاتقها حلها،بل يتحمل كافة أبناء النوبة المسئولية بالتضامن لتقديم اجندة واضحة لحل قضايا المنطقة دون اقتباس من اجندة الاخرين،وعليه اتهام المعارضة النوبية الحركة الشعبية بالخيانة مضيعة للوقت وتشويه متعمد لصورة الحركة الشعبية في السودان وجبال النوبة - ان ابناء النوبة الذين قاتلوا بجانب الحركة الشعبية بحاجة الى كل الاصوات النوبية لتقف بجانبهم وتقديم قراءات سياسية مستقبلية صحيحة بدلاً من القاء اللوم على الحركة الشعبية ووصفها بالخيانة ،لان مثل هذا الاسلوب مدمر ولايؤسس لاي علاقة مستقبلية حميمة 0 نحن ابدا لم نقلل من شأن تلك المعارضة وهي حرة حتى لو انطلقت من محيطات وبحار الدنيا، لكن عندما كانت القضية النوبية بحاجة الى دعم حقيقي من هؤلاء كانوا قد اختفوا واختبأوا تماما واعتبروا الانضمام الى الحركة انتحاراً وفروا بعيدا مبررين ذلك بخراب ديارهم - ينتابني شعور من الحزن العميق وانا اشاهد اختلاط الاوراق على نحو ينذر بتضييع الحقائق والموازين وهو مايقود الى التدحرج نحو الهاوية في نهاية المطاف - ان الآلاف السيارات والعربات المحملة باهلنا النوبة والتي تحركت من الخرطوم وام درمان متجه صوب الجبال بعد توقيع اتفاقية السلام تكشف عن مشاعر فرحة حقيقية لدى هؤلاء العايدون الى اراضيهم بعد سنوات طويلة قضوها لاجئيين او منفيين داخل وطنهم وكان لها مردودها الايجابي في نفوس ابناءهم الذين قاتلوا بجانب ثوار الحركة الشعبية،لكنها من جانب اخر اصبحت مثار لقراءة خاطئة من جانب النوبة المعارضين للحركة ومن الذين تربوا في احضان الطائفية السودانية وانصارهم وابواقهم الاعلامية،حيث انهم قللوا من اهمية عودة اهلنا النوبة الى ديارهم،وهو امر لايقل بشاعة عن الحرب نفسها والتي تسببت في مقتل ملايين الارواح - ان التوازن المطلوب في المواقف يقتضي من الاحرار والشرفاء في كل مكان ان يرفضوا الحرب وان يرفعوا اصواتهم عالياً مطالبين الديكتاتورية الحاكمة في الخرطوم ان تتنحى عن السلطة بعد ان اغرقت البلاد والعباد بالجرائم والمظالم،وبعد مسلسل رهيب من الحروبات والمغامرات الطائشة ،واصرار عجيب على حرمان الشعب السوداني من حرياته وحقوقه،وتسليط الاجهزة الامنية القمعية على احراره وحرائره،تنتهك الكرامات وتحصي الانفاس،وتستهين بكل القيم والحرمات،وبعد ان اصبح استمرارها في الحكم يعني وقوع حروبات في مناطق سودانية اخرى لامحالة - نحن النوبة كسائر المهمشين عشنا كلاجئيين منذ مجئ الرجعية الانقاذية الساقطة والهابطة في عشرات الدول الاتحادية والبسيطة منها، ويستطيع المرء ان يقول ان الفدرالية هي انسب نظام حكم يمكن تطبيقه في السودان بتعدد اعراقه وثقافاته واديانه ولغاته،واي حديث عن انفصال يجب ان يقاوم من كل القوى السودانية المحبة للوحدة والمؤمنة بان عظمة الدول وقوتها في اتحاداتها -
للمزيد من االمقالات