السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

العودة الى الصواب بقلم صلاح الدين حمزة الحسن-لاهاى - هولندا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/15/2005 10:14 م

العودة الى الصواب

فى الفترات الاخيرة انتشرت انباء عودة الكثير من المشاهيرالسودانيين من الغربة الى الوطن من فنانين وادباء و سياسيين و الان نحن في انتظار عودة لكن من نوع آخر فقد تحدثت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية والاقتصادية عن عودة الجنيه السودانى والذى كان قد استبدل بالدينار فى سلسلة من التغييرات التى اجريت فى كثير من الاشياء فى بلادنا والتى ساتطرق لبعضها وذلك مواصلة للكتابة عن ضرورة الاستعداد لعصر العولمة وتقنية المعلومات .

ان من اهم الامور التى تؤدى الى التطور والنماء والنهضة فى الدولة هو الاستقرار فى كل القطاعات التى لها علاقة بالدولة والمجتمع بدءاً بالاستقرار السياسى ثم الاستقرار الاقتصادى فالاستقرار الامنى والاستقرار الاجتماعى والاستقرار الفكرى , وهى جملة امور يمكن ان تكون حلقات مترابطة باحكام مع بعضها البعض بحيث تشكل جميعها نسيجاً واحداً هو الدولة الحديثة المستقرة , واى خلل فى هذه الامور او فى بعض منها بؤدى الى تفكك هذا النسيج وبالتالى تفكك الدولة وتدهورها .

ان وضع استراتيجية واضحة المعالم لكل حلقة من الحلقات التى ذكرتها والالتزام بتطبيق هذه الاستراتيجية هو الذى يثبت دعائم الاستقرار فى هذه الحلقات , اذا اخذنا الشأن الاقتصادى كمثال فلا يمكننا ان ننعم باستقرار اذا لم يكن هناك توازن اقتصادى وهو ما جعل كثير من الناس ينادون بضرورة العدالة فى توزيع الثروة الامر الذى افرز مصطلحات جديدة مثل "المناطق المهمشة" حتى ان بعضهم استعان بهذا المصطلح حتى فى الحديث عن الوزارات والمصالح الحكومية فقد ذكر احد الاخوة ان ادارة صيانة التربة ومصلحة المساحة وديوان الحسابات من المصالح الحكومية المهمشة والدليل على ذلك انها حتى الآن تقف خلف اللافتة ذات اللون الاخضر الذى كانت تتميز به كل المصالح الحكومية فى السابق وهناك ادارات ومصالح اصبحت امامها لافتات مضيئة واخرى بلون الذهب وثالثة بالشمع مع ان جميعها حكومية وميزانيتها من منبع واحد , وحتى فى المصالح والادارات التى لم تهمش تجد بعض الذين ينتمون اليها يشعرون بالظلم خاصة قبيلة المحاسبين المسئولة عن حماية المال العام تجدهم فى كل وزارة كالجسم الغريب يقيمون فى اسوأ المبانى ويستعملون اسوأ الاثاثات الامر الذي يحسبونه تهميشاً فقد ذكرلى احد المحاسبين اننا نجمع لهم المال و نحفظه لهم وهم يتطاولون به فى البنيان ونحن نقطن تحتهم فى مبانى قديمة و ننظر الى برجهم حتى تقع طاقيتنا .

لقد قمنا فى الفترات السابقة بتغييرات كبيرة فى مجالات شتى يمكن ان يوصفها المراقب بانها تدل على عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية الامر الذي يقود الى الفشل فى النهاية , هذه التغييرات انتشرت واصبحت تطرق باب كل شئ حتى وان لم يكن هناك داعى لها وقد كثرت ولا يسع المجال لذكرها هنا , الا اننا اذا درسنا تكاليفها من زمن وجهد ومال ونتائجها من تشويه وعدم ملائمة مع الواقع لما قمنا بها مثلا هذا (الجنيه) الذى ذكر انه سيعود قريباً , فهل سألنا انفسنا كم كلف تغيير الجنيه واستبداله بالدينار من طباعة وزمن وجهد وكم ستكلف عودته مرة اخرى ؟.

هناك تشويهات كثيرة طرات على المسميات والمواصفات والانظمة عندما غيرنا اشياء اتفق عليها كل العالم "استاندرس " وادخلنا مسميات وانظمة جديدة جعلتنا و كأننا "دولة شاذة " خالفنا فيها العالم من حولنا واوضح مثال على ذلك عدم الاستقرار فى بعض مسميات تكوينات نظامنا الادارى للحكم المحلى مثلاً مسمى "البلديات" وهو معمول به فى جميع انحاء العالم استبدلناه الى محليات ثم الى "وحدات ادارية" ثم "المحافظات" الى "محليات" و "المحافظين" الى "معتمدين" , ان هذا الامر يدعو للحيرة ويثير كثير من التساؤلات اولها من يقف وراء ذلك ؟ كما انه سيرهق الذين يأتون من بعدنا ويريدون بحث و دراسة تطورات الانظمة الادارية فى السودان , والطريف فى الامر اننا نسمع بان معتمد محلية الجهة الفلانية ذكر بانه سوف يقيم توامة مع بلدية المدينة الفلانية فى البلد الفلانى ! كيف ستقام التوأمة وليس هناك تشابه ؟! .

للتوقيت نظام عالمى معروف ومعمول به فى كافة دول العالم مركزه خط قرينتش وكل خط طول يمثل ساعة واحدة وهو نظام يضبط الزمن وتتاثر بتغييره امور كثيرة فقد قمنا باضافة ساعة جعلتنا نكون على بعد ثلاثة ساعات من خط قرينتش الذي يبعد عنا خطان طوليان ونكون فى نفس الوقت على بعد ساعة واحدة من الرياض التى تبعد عنا ايضا خطان طوليان , أى ان خطان طوليان يعادلان ثلاثة ساعات و فى نفس الوقت خطان طوليان يعادلان ساعة واحدة ! كيف يستقيم هذا الامر حسابياً و منطقياً ؟!

لقد جاءت العولمة بمخالبها وبحالنا هذا سنكون فى وضع يصعب معه التفاعل معها لان العالم سيكون قرية واحدة لامجال فيه لمعايير او مسميات او مواصفات " شاذة " , فهلا عدنا الى رشدنا واعدنا كل الامور الى نصابها كما سيحدث للجنيه السودانى ؟ والا ستتخطانا النهضة والتطور لأن العالم فى ظل العولمة لايعرف المحليات

صلاح الدين حمزة الحسن

لاهاى - هولندا


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved