ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
التجمع المحتضر لن يرفض عرض قرنق بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/15/2005 8:22 ص
أبو بكر القاضي : «التجمع المحتضر لن يرفض عرض قرنق واضح لكل ذي بصيرة ان التجمع الديمقراطي قد انتهى وفقد مبررات وجوده بتوقيع الدكتور قرنق على اتفاقيات نيفاشا في 9/1/2005, وذلك لأن التجمع يستمد مشروعية بقائه وقيمته كحركة معارضة من شراكه الحركة الشعبية والجيش الشعبي بقيادة د,قرنق, لذلك يشهد هذا الاسبوع اصدار شهادة وفاة التجمع الديمقراطي, ليتحول التجمع الى شراكة مع نظام الجبهة القومية وتلاميذ الشيخ حسن الترابي غير الاوفياء له, سبحان مغير الاحوال, ومبدل القلوب, والمواقع والكراسي, السياسة ليس فيها صديق دائم ولا عدو دائم,لقد تفاءل الصديق د,حيدر بدوي الصادق كثيرا من موقف التجمع الذي سبق ان اعلن عنه الاستاذ فاروق ابو عيسى حين قال ان التجمع يؤكد رفضه القاطع للمشاركة في لجنة صياغة الدستور, وان القوى السياسية الحياة ممثلة في التجمع, ومؤسسات المجتمع المدني الوطني ــ الديمقراطي, ترى بأن اي دستور يصدر عن هذه اللجنة ناقص وسينتهي ميتا, مدح د,حيدر موقف التجمع هذا قائلا: بدأت احس بفعل من هذا التصريح, بأن التجمع المعارض ربما يخرج من مواته المعهود الى حيز يسمح له بالحياة الخصبة الفاعلة, أنا متأكد ان د,حيدر بدوي لن ينصدم من تصريحات المناضل ياسر عرمان بأن لجنة الدستور في انتظار شركاء اضافيين في اشارة الى ممثلي التجمع الوطني الذين من المرجح ان يوقعوا على سلام محور القاهرة يوم 18/6/2005, بحضور الرئيس عمر البشير والرئيس المصري حسني مبارك, اضافة الى د,جون قرنق والاستاذ علي عثمان والسيد محمد عثمان الميرغني, وهذا التوقيع سيمكن التجمع من المشاركة في السلطة خلال الفترة الانتقالية التي ستحكم وفقا للدستور الانتقالي, وعليه فاذا كان التجمع سيشارك في السلطة فمن باب أولى بل من الاكرم له ان يشارك في لجنة الدستور, لمزيد من حفظ ماء الوجه بحيث يعمل على ادخال المسائل التي اتفق عليها في محور القاهرة داخل الدستور الانتقالي,ان التجمع حين اعلن رفضه المشاركة في لجنة الدستور لا يمتلك اي كروت ضغط في يده على حكومة الخرطوم ولا يركن الى شيء سوى يقينه بوفاء الدكتور قرنق لاصدقائه ورفاق السلاح, لقد انتزع الدكتور قرنق حقوق شعب جنوب السودان ثم حقوق شعوب المناطق الثلاث التي حاربت مع الجيش الشعبي من خندق واحد في اعظم تحالف تاريخي للمهمشين في السودان منذ الثورة المهدية, من المستحيل ان يذهب د,قرنق للخرطوم دون ان يصحب معه طاقم التجمع, وتحديدا الحزب الاتحادي جناح السيد محمد عثمان الميرغني والحزب الشيوعي, لقد شعرت حكومة الخرطوم بالعزلة المجيدة عندما سحب الامام الصادق منها كل الاطراف الشمالية وضمها الى تحالفه الجديد او حيدها بمعنى انها في النهاية رفضت المشاركة في لجنة الدستور مما كرس ثنائية سلام جنوب السودان وجرد الدستور من شرعية الاجماع, ان حكومة الخرطوم بحاجة الى ديكور التجمع ففي ندوة تليفزيونية بقناة «النيل الازرق» عن لجنة الدستور شارك فيها مجموعة مختلفة منهم د,عبدالرحمن ابراهيم عن الحكومة, قال: اذا لحق التجمع الديمقراطي بلجنة الدستور فانه سيشكل اضافة, واذا تخلف عن المشاركة فان تخلفه لا يؤثر بشيء ! بالطبع هذه مغالطة تعبر عن النظرة الاستعلائية للحكومة فالاحزاب تكتسب اهمية عندما تكون مؤيدة للحكومة, ويتحول ذات الحزب الى «حزب ورقي» عندما يعارض سياسات الحكومة, التجمع ,,وتمنع الراغبين عن المشاركة في السلطة تجمع أولا البحر ــ الجلابة ــ الناعم الملمس ــ الكائن بالقاهرة بعد ان اخلى مواقعه في اسمرا للمعارضة الخشنة, معارضة احفاد تورشين وأحفاد دقنة الجسور ممثلة في حركة العدل والمساواة, وتحرير دارفور وتحالف الشرق, تجمع القاهرة بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني اصبح الطريق امامه طريق اتجاه واحد نحو المشاركة في السلطة, في بداية شهر يونيو تحرك الدكتور قرنق من مقره في رمبيك متجها الى اميركا لتلبية دعوة الخارجية الاميركية, وفيما اعلن في اللقاء التليفزيوني الذي شارك فيه مع الاستاذ علي عثمان محمد طه وجاوب الطرفان على اسئلة ومداخلات قيادات الاحزاب المعارضة اعلن الدكتور قرنق انه سيذهب للقاهرة بصفته عضوا في التجمع للمساهمة في حسم محور حوار القاهرة,أول خطوة اتخذها د,قرنق في القاهرة كانت مقابلة الرئيس المصري حسني مبارك الذي كان يعارض فكرة تقرير المصير للجنوب بنظريتي «الملكي اكثر من الملك» و«أهل البكى غفروا والجيران كفروا», طمأن الدكتور قرنق الرئيس مبارك على مسألة «الوحدة» وملف «الموية», وطلب منه دفع مسألة مشاركة «التجمع» في حكومة الوحدة الوطنية التي ستحكم البلاد بعد اجازة الدستور الانتقالي في أو قبل 9/7/2005, فأصدر الرئيس مبارك تعليماته للواء عمر سليمان الذي يمسك بملف محور القاهرة, يبدو ان الرئيس مبارك بحاجة هذه الايام لتحقيق نجاح في الشأن السوداني بعد ان قفل بابا بوش الابواب في وجهه, وتمددت مساحة «كفاية» وأفلح الاخوان في مصر في ترتيب تحالفات جديدة من شأنها ان تشكل خطرا على مستقبل استمرار الرئيس مبارك, تجمع القاهرة,, لا يحتل ارضا, ولا يمتلك جيشا ومن ثم ليس واردا المطالبة بتقرير المصير او قسمة الثروات الطبيعية وخلافها, فالتجمع قضيته «التحول الديمقراطي» وهذا الحق قد كفله الدستور الانتقالي «كحق», اما التحول كواقع معاش, فهذا شيء كما قال الدكتور قرنق «سنقوم نحن بصناعته» بعد اداء القسم من خلال الممارسة,لقد مهد الدكتور قرنق «لترضية» التجمع بزيادة «كراسي» السلطة المخصصة للتجمع من 16 مقعدا الى 22 مقعدا, في الحياة الاجتماعية يقولون «الكسرة كسارة خواطر», والكسرة هي الاكل السوداني, استجمع احد الدائنين اصدقاءه وذهب الى مدينه في منزله ليطالبه بدينه ــ فأحسن المدين استقبالهم وأكرمهم بالأكل, فخرج الدائن وأصحابه دون ان يطالبوا المدين, فسأله اصحابه: لماذا لم تطالب بحقك؟ فرد عليهم «الكسرة كسارة خواطر», وفي السياسة نقول «الكراسي كسارة خواطر»,لقد اطمأن التجمع على ان السيد الصادق وصهره الترابي الذين شكلا مع غيرهما محورا آخر «وطني» للمعارضة, لن يزاحهما في حصة الـ 14% ــ تعادل 16 مقعدا ــ والتي تفضل الدكتور بالتنسيق مع حكومة المؤتمر الوطني على زيادتها الـ 22, على الرغم من هذا العرض السخي الا ان التجمع «الراغب لدرج اللهفة» يتمنع ظاهريا ويدعى ان هناك نقاطا تحتاج الى قمة ثلاثية بين قرنق وعلي عثمان والميرغني لحسمها,بالبحث والتنقيب عن هذه الامور العالقة فهي لا تعدو ان تكون «آليات تنفيذ الاتفاق» ووضعية قوات التجمع في الشرق من حقنا ان نتساءل ما هي قوات التجمع التي بالشرق؟ هل هي قوات الحركة الشعبية البالغة أربعة آلاف؟ هذه القوات عالجتها الاتفاقية مع الحركة الشعبية, لن يلعب الشكرية دور الجنجويد ! منذ صدور قرارات مجلس الأمن رقم 1590, 1591, 1593 تبين لكل ذي بصيرة ان الحرب اللعينة قد انتهت في الجنوب وفي دارفور فالشكر لله ثم للمجتمع الدولي الذي اصدر قراراته الحاسمة باحضار قوات دولية لضمان سلام جنوب السودان, واحضار قوات افريقية لتأمين المدنيين في دارفور الذين تعرضوا للابادة الجماعية وحرق القرى واغتصاب النساء والاطفال بواسطة الجيش الحكومي وذراعه من ميليشيا الجنجويد, بصدور القرارات الدولية دخل جنوب السودان وغرب السودان تحت الوصاية الدولية مباشرة وذلك لأن حكومة الخرطوم غير مؤتمنة على شعبها فهي حكومة استعمار داخلي, ظلمها من صنف ظلم أولي القربى,الآن حولت اجهزة الامن والاستخبارات كل نشاطها الى شرق السودان, وذلك لأن ابناء الشرق كلهم, وبكل فصائلهم قد تجمعوا في جبهة عسكرية وسياسية واحدة, وخرجوا جميعا من عباءة التجمع والختمية وحددوا مطالبهم الاقليمية في القسمة العادلة للسلطة والثروة ومطالبهم القومية المتمثلة في الدولة العلمانية بمفهومها الايجابي الذي يعني رفض استخدام الدين في السياسة وكأداة لقهر غير المسلمين ولإقصائهم من السلطة,في الاسبوع الماضي تحرك حزب المؤتمر الوطني بقضه وقضيضه الى دار الشكرية بالبطانة, ابراهيم احمد عمر ونافع, قطبي والزبير وزير المالية الذي يقال عنه انه لا يعرف شيئا عن عائدات بيع النفط السوداني, هذه الحملة السياسية تخفي صفقات امنية استخباراتية خاصة بعد ان قامت جبهة الشرق وبالتضامن مع حركة العدل والمساواة بالهجوم الاستعراضي على شرق السودان لافشال اجتماع المؤتمر الوطني في كسلا حيث كانت الحكومة تسعى لتزييف ارادة جماهير شرق السودان الذين أهلكهم السل والفقر والجهل ولم تلتفت اليهم الحكومة إلا بعد ان اسرت جبهة الشرق ثلاثة من البرلمانيين بولاية البحر الاحمر,هل نصدق كلام المهندس صلاح غوش رئيس الجاسوسية في السودان والذي قال «لن نسلح القبائل في شرق السودان» في اعتراف صريح بأخطاء الحكومة في دارفور بتسليح الجنجويد, وأخطاء الحكومات السابقة في تسليح القبائل العربية ضد القبائل الزنجية في منطقة جبال النوبة وفي جنوب السودان في مناطق التماس بين القبائل العربية والجنوبية؟ هل تعلمت النخبة النيلية ان تسليح القبائل العربية لمواجهة اي تمرد سياسي مطلبي هو اسلوب استعماري يقع في خانة «فرق تسد», وان الحكومة هي التي تضع تمزيق النسيج الاجتماعي؟ هل اتعظت الحكومة المركزية النيلية فعلا أم أنها حكاية برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين,, فمشى في الارض يهدي ويسب الماكرين؟! هل يقبض الشكرية مليارات جهاز الأمن, ثم يقولون شكرا,, هذا ثمن جهادنا السابق وعرس الشهيد الذي تحول الى فطيس,, ولن نستخدم «الابل» في حروب وكالة نيابة عن حكومة الخرطوم ضد أهلنا في شرق السودان كما فعلتها من قبل القبائل العربية في دارفور والتي رفضت ان تحارب في دارفور نيابة عن الحكومة, من يتذكر شيئا من محاسن التجمع في يوم وفاته؟ بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لثورة الانقاذ ننعي الى الشعب السوداني وفاة التجمع الديمقراطي برئاسة مولانا الميرغني, ويخفف من مصابنا الجلل ان التجمع كان ميت الاحياء, وموت من طال مرضه العضال لا يصدم احدا, أتحدى من يتقدم بشيء من محاسن التجمع في يوم وفاته !! مرحبا بالتجمع في ساحة الديمقراطية امام الشعب,, ليقدم كشف حساب بمنجزاته وتضحياته ونضاله من الفنادق خمس نجوم,
للمزيد من االمقالات