والقضاء السوداني , وبشهادة لجنة التحقيق التي تحققت في هذه الجرائم والتي اكدت بؤس وفقر وعدم مصداقية واهلية القضاء السوداني, وبشهادة اكثر من 400 قاضي سوداني رفعوا مذكرة الي راس الحية رئيس الجمهورية,لا تملك العدل ولا تعرفه, وفاقد الشيئ لا يعطيه. بالله عليكم كيف يمكن ان يكون الخصم هو الحكم؟؟ فرئيس القضاء ومعظم القضاة اليوم , ووزير العدل كلهم موالون للنظام , والنظام هو من وضعهم في حيث هم الان, فكيف بهم يكونون اداة هدم مركب هم راكبوها؟ وتحركهم المتاخر هذا هو ابلغ دليل علي فقدانهم لاي احساس بالعدل والمسئولية.
ومن المضحك والمثير للشفقة والسخرية محاولة رئيس المحكمة المعين بانه سوف يستقيل اذا تدخلت الحكومة السودانية في عمله!! وهي, اي الحكومة, هي التي اوجدت له هذا العمل بعد ان كسدت تجارة المحاماة عنده بعد ان وخط الشيب راسه, ولا يذكره او يتذكره الناس الا انه احد نجوم مسرحية محكمة السدنة. وطوال عهد الانقاذ كان ابكما وساكتا عن الحق فهو اخرس.ولا اظنه قبل بهذه المهمز البغيضة والتي يعلم سلفا انه لن يستطيع مساءلة علي عثمان مثلا او موسي هلال او صلاح قوش, لا اظنه قبل بها الا ليسد رمقه من الجوع , اذ ان هذا هو ديدن الانقاذ وسياستها, تجوع الناس ثم تعرض عليهم انقاذهم مقابل خدمات رديئة وقذرة يؤدونها. حدث هذا مع امين بناني, والشريف الهندي الذي كان تائها حائرا في القاهرة حتي انقذوه مقابل تواليه مع الحكومة, وحدث مع ابراهيم نايل الذي طردوه من البيت الذي كان يشغله وجوعوه وضيقوا عليه حتي صار ينازع اخرين في لجنة البان حلة كوكو!, ثم مدوا له يد الانقاذ مقابل نشاطاته لتحييد وشق صف النوبة, وفاروق احمد ادم, علموا انه تائها مشردا في استراليا , فاتوا به عارضين عليه ولاية جنوب دارفور بعد طرد ادم حامد موسي الذي لم يتقن اخفاء ادلة توريط النظام في دعم الجنجويد, ولكنه, اي فاروق, فطن لمكرهم , كيف لا وهو كان منهم, فابي. وغيرهم كثر.
ومن يريد ان يدرك فقدان القضاء السوداني لمصداقيته واهليته , فاليقرا ما يكتبه قاض سابق علي صفحات سودانيز اونلاين. وليسال كل ضحايا دارفور عن كيف انهم لم يسمح لهم بفتح بلاغات ضد اسماء معينة ارتكبوا هذه الجرائم, وكيف ان النيابة في نيالا والفاشر تامرهم بفتحها ضد مجهولين.
وكما يقول الانجليز , فان تحرك القضاء السوداني المخجل هذا toolittle too late.
محمد احمد معاذ , المنامة, البحرين