![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
اذا لماذا هذا التغازل مع التجمع بدون قرنق وجيشه ؟؟ الاجابة بسيطة جدا ولا يحتاج الا الي خلية مخية واحدة كالتي عند الحيوانات الاولية لفهمها, وهي ان الانقاذيين الذين تشبعوا بروح العنصرية ونشروا داءها في السودان وايقظوها من سباتها, ظنوا بل ايقنوا بان قرنق والغرابة والبجا لا محالة قادمون وحاكمون السودان , وانه في القريب العاجل سوف ينتهي احتكار وزارت مثل الطاقة والخارجيو والداخلية والمالية لثلة ممن ظلوا يتداولونها فيما بينهم وللاسف الشديد بفشل تام. اذا فلا بد من الالتجاء الي من يظنونهم اهل عشيرة وبصريح العبارة جلابة مثلهم حتي ولو كانوا شيوعيون او بعثيون, لتوسيع دائرة المشاركة في السلطة, وازيادة فرص الحصول علي بعض هذه الوزارات ذات العائد المادي المجزئ ومراتع الفساد الذي ملا البطون والجيوب بمال السحت وحقوق المهمشين.
والتجمع الذي صار لا لون له ولا طعم ولا رائحة لم يبدي شيئ من الاعتراض ولو علي سبيل التمثيل حفاظا علي كرامتها ,ان كان لها من الكرامة نصيب, بل هرعت هي الاخري مشرعة اذرعها وكانها تلاقي حبيبا قد طال غيابه.
كيف لا وهم قد ادركوا انهم بلا قلرنق وجيشه لا شيئ, وافاقوا من سباتهم بعد ان قال لهم قرنق بانهم عليهم قتال الحكومة ان ارادوا منع الشريعة في الشمال, فادركوا ان هذا الذي ظنوا انهم مستغفلنه ومستغلينه للوصول الي السطة هو اذكي منهم واكثر دهاء, فاسقط في ايديهم وراوا انه لا سبيل لهم الا الارتماء في احضان عدوهم الدود, ولكن عندما ياتي الحديث عن المهمشين فان الجلابة جلابة حتي وان صلي احدهم شرقا والاخر غربا.وهذا يفسر لماذا الانقاذيين اشد فتكا بالمعارضين من المهمشين, ولكنهم اكثر لينا مع المعارضين من الجلابة مثل عبد العزيز خالد مثلا. ويفسر لماذا كان لقاء علي عثمان ومصطفي اسماعيل مع الميرغني امس الاول كلن لقاءا باسما ضاحكا, ولكنه عبوسا قمطريرا مع دريج في نيفاشا مثلا. حتي المعارضة من المؤتمر الشعبي تختلف معاملتهم من حيث انتماءهم, فيطلق سراح محمد الحسن الامين بعد سويعات من اعتقاله, ويقبع شمار ومحمد الامين الخليفة في السجن بضع سنين. انها العنصرية , وهي التي انتهت بالسودان الي ماهي عليه, وفتحت جروح لا اظنها ستندمل.
ينبغي علي متمردي دارفور والشرق وعلي قرنق الا يقبلوا بقسمة السلطة مع انتهازيين من الذين لا تضحية لهم ولا هم لهم الا التسكع في القاهرة بلا قوات في الميدان, جاهزين فقط لسرقة الثورات وملء وسائل الاعلام ضجيجا, وفي النهاية اثبتوا انه لامبادئ ولا كرامة لهم بالاستجابة الفورية لعصابة الانقاذ وبطريقة اذهلت حتي اهل الانقاذ.
محمد احمد معاذ
المنامة , البحرين