السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لا .. للغزو .. الإنقاذ يقتلعها شعبنا بقلم/ Faisal Al Zubeir

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/13/2005 12:00 م

لا .. للغزو .. الإنقاذ يقتلعها شعبنا
ظل أبو بكر القاضي يسود مقالاته عن السودان لفترة طويلة‚ ورد عليه من رد من أهل المعرفة سواء كان في قضايا فكرية أو قضايا سياسية وتحديدا ما يجري في السودان‚ كنت أتعامل مع مقالاته بفضيلة «اضعف الإيمان» والدعاء للجميع إلى «كلمة سواء»‚ والهداية إلى الرأي الصواب‚ ويمكن مناقشة الشأن السوداني بـ «هدوء» ومن على منابر تراعي خصوصية مشاكلنا‚ نمارس من خلالها «النصح» وقول «كلمة الحق» ولا نخاف من كبير أو صغير ولكن نخاف رب العزة في وطننا‚ أما أن يكتب أبو بكر القاضي عن التحول الديمقراطي في السودان تحت «حماية الاحتلال» ويرحب بالتدخل الخارجي فهذا ما لا يجب السكوت عليه‚ ولست شيطانا اخرس حتى اسكت !على المستوى الشخصي احترم أبو بكر القاضي كثيرا فاسمه يدل على معان جميلة‚ أول الخلفاء الراشدين والعدل سواء كان قاضيا في مهنة المحاماة واقفا أو جالسا أو أن يقضي بالرأي في أمور تهم السودان بالعدل والإحسان‚ أما على المستوى الموضوعي والرأي الآخر فهناك خطوط حمراء لا ينبغي عليه تجاوزها‚ مبدأنا: «نحترم أدب الحوار ونعشق الأوطان»‚ عرفت أبو بكر القاضي من كتاباته في الوطن ومن حروفه عرفت فكره‚ وتحدثت أليه حتى «رأيته»‚ وكتب عنه آخرون‚ مؤيدون ومعارضون‚ وخرجت بالحصيلة التالية: يعمل مستشارا قانونيا‚ جذوره من غرب إفريقيا‚ وموقفي هنا: كلنا امة محمد ونحن مستخلفون على ارض الله الواسعة‚ وهو متقلب سياسيا‚ كان جمهوريا انضم لـ «الترابيين» وانتقد الجمهوريين والإسلاميين‚ يتبنى أطروحات «الحركة الشعبية لتحرير السودان» والحركات المسلحة في دارفور‚ تقلد منصب رئيس الجالية السودانية في قطر‚ يدافع عن الأفكار الأميركية‚ في كتاباته يناهض الوجود العربي في السودان ويكرس لمصطلحات عنصرية مثل «الجلابة» للعناصر المنحدرة من أصول عربية‚ و«الافريقانية» للقبائل الزنجية‚ يدعو لـ «السوداناوية»‚ تنكر لانتمائه الفكري السابق‚ يتناول قضايا السودان بما يثير «الفتنة» و«العنصرية» وفي ردي على مقاله في الوطن القطرية العدد «3454» الأربعاء 16 فبراير‚ اذكر القارئ بدعوته للتدخل في السودان لتأمين التحول الديمقراطي تحت الاحتلال ! إذ كتب:
- لا احد في الدنيا يطالب باحتلال بلده بأية قوة خارجية مهما كانت هذه القوى الأجنبية صديقة أو شقيقة ولكن «من يده في الماء ليس كمن يده في النار»‚
- التدخل الأجنبي في دارفور مطلوب من اجل حماية شعب دارفور من انتهاكات حكومة الخرطوم فالحكومة ما زالت تمارس الانتهاكات‚ بالطبع ندرك تماما أن التدخل الخارجي له مخاطره وسلبياته وله أجندته الخاصة التي تتقاطع مع أجندتنا الوطنية ولكن عندما تكون حكومتنا هي التي تقتلنا ــ بلا رحمة ــ فإننا لا نملك إلا أن نقول مرحبا بالتدخل الخارجي بل لا بد أن نشكر المتدخلين ولا نجحد دورهم وفضلهم‚
- التدخل الخارجي وقع وانتهى نسأل الله اللطف فيه‚ فالتدخل وقع سلفا في جبال النوبة وكان ناجحا وشافيا وقد بدأ في دارفور بقوات الاتحاد الإفريقية رغم عدم فعاليتها ولكنه سيتم في الجنوب «عشرة آلاف جندي»‚
- موقفي الشخصي الذي أنا مستعد للدفاع عنه أمام التاريخ إني أطالب الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي بالتدخل فورا لحماية شعب دارفور كما سبق للغرب أن تدخل لحماية شعب كوسوفا وحسم قضية البلقان‚
ان حكومة السودان التي تقتل شعبها هي المسئولة عن أي تدخل خارجي في السودان‚ أقول هنيئا لشعب العراق الذي لم يمارس الديمقراطية والانتخابات إلا تحت الاحتلال الأميركي‚ أنا أطالب السيد توني بلير بتحمل مسؤوليته التاريخية بحكم علاقة بريطانيا السابقة بالسودان بدفع جهود التدخل الأوروبي العاجل لإنقاذ شعب دارفور لتأمين التحول الديمقراطي في السودان «تحت الاحتلال»‚ انتهى حديث القاضي‚ وما أوردته أعلاه يتناقض بين سطر وآخر ويعكس مأزق القاضي وتأزمه الفكري فكما مارس التناقض في مواقفه والتقلب في انتمائه الفكري فانه يورد الفكرة ونقيضها‚ فكيف يستقيم انه «لا احد في الدنيا يطالب باحتلال بلده بأية قوة خارجية‚‚الخ» وفي نفس الوقت فان موقفه الشخصي الذي يدافع عنه أمام التاريخ أن يرحب بـ «الاحتلال» لتأمين التحول الديمقراطي‚
ومثلما كان للقاضي حق الدفاع عن موقفه وأفكاره ودعوته لـ «احتلال السودان» من اجل «التحول الديمقراطي» أرجو أن يحترم رأيي وموقفي الذي أراه حقا وأموت من اجله دفاعا عن بلدي وليس من اجل حكومة الإنقاذ وفي هذا لا يشذ أهل السودان في الذود عن ترابهم لأن الحكومات تذهب وتبقى الأوطان‚ وموقفي هو:
- اعترف بوجود أزمة بل «كارثة» في دارفور سببها حكومة الإنقاذ والحركات المسلحة معا وتعود جذورها إلى حكومات سابقة أهملت إنسان دارفور وهمشته وسبق أن كتبت قائلا أنها «فتنة» ولا يجوز قتل إنسان دارفور ولا بد من محاكمة المسئولين عن «الكارثة» مهما كانوا‚ وأزمة دارفور هي أزمة ضمير ونقص في فهم الدين لأن الله سبحانه وتعالى حرم قتل النفس البشرية بغير حق‚ ومن يقتلها كأنما قتل الناس جميعا‚ وحرمة النفس البشرية عند الله سبحانه وتعالى اشد حرمة من بيته الحرام وان نقص حجرا‚ وحل الأزمة يبدأ بالاعتراف بها وتطبيق القانون والقصاص‚
- حكومة الإنقاذ ستذهب مثل غيرها وغير مأسوف عليها ليس بقوات الاحتلال وإنما بإرادة الشعب السوداني الذي فجر ثورتي أكتوبر وابريل وشعبنا قادر على استعادة الديمقراطية بإرادته ولا يقبل أن تأتيه بدبابة أميركية أو بريطانية أو أن تطأ أرضه أقدام المار ينز أو قوات «أوروبية» أو «أطلسية» تغتصب أرضه ونساءه‚ والتاريخ شاهد فان دعا القاضي بلير ليكون «غوردون» فان المصير سيكون واحدا !
- لا شبه بين أزمة الحكم في السودان وما يجري في العراق من احتلال أو أزمة كوسوفا‚ فالكل يعرف ما يجري في العراق الذي تم احتلاله بذرائع «أسلحة الدمار الشامل» والتي لا وجود لها إلا في عقول من روجوا لها‚ ولن يكون التدخل في السودان مقبولا تحت الذريعة «الإنسانية» فدعوة القاضي هنا دعوة حق أريد بها باطل فأهل السودان سينصرون أهلهم في دارفور الذين كانوا يرسلون كسوة الكعبة الشريفة وكانت ارض السودان دار سلام لأهل غرب إفريقيا الذين استوطنوا ديارنا في الغرب وفي الوسط وفي سنار في طريقهم إلى الديار المقدسة لأن الأرض «هي لله» ونحن مستخلفون فيها‚
سبق أن كتبت عن «مشكلة الجنوب» و«أزمة دارفور» وأعيد التذكير بمواقفي «العاقل من اتعظ بغيره وعلينا ان نحل مشاكلنا بأنفسنا حتى لا تفرض علينا حلول» والتدخل الحميد يأتي من منظمات مسؤوليتها حماية الأمن والسلم والاستقرار وإطفاء بؤر التوتر لا من قوى احتلال أو إمبراطوريات هدفها تفتيت الأمم والشعوب ونهب ثرواتها والوجود المحتمل لقوات دولية يحكمه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي‚ فمثلما كانت في كوسوفا قوات دولية تحفظ السلام «كيفور» ستكون في السودان قوات تحت مسمى «يونسدوم» وهي اختصار لبعثة الأمم المتحدة في السودان لحفظ السلام الوليد الذي لن يحفظه إلا أهل السودان برعاية المواثيق لا نقضها ورفض الدعوة للتدخل الدولي ختاما‚ علينا أن نتفق على أن «الأوطان» عزيزة وأهلنا في السودان «كرام»‚
فاصلة.. كثير من الكتابات أتعامل معها بمبدأ «النظافة من الإيمان» أو اكتفي بـ «سلاما»

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved