المراقب الى حالنا فى الاسواق والمكاتب وخاصة محلات الاكل والشرب وكيفية التعامل مع اوانى الاكل والشرب يصاب بالاحباط ويكاد يجزم انه وبعد فترة وجيزة ربما تقضى علينا الامراض الفتاكة بما فيها مرض الايدز لولا رعاية الله ولطفه وحفظه .
ان خطورة الامر فيما ستجلبه لنا العولمة من امراض وآفات تحتم علينا الصراحة والوضوح فى تناول امر الصحة العامة وكذلك النقد الواضح الذى من شانه ان يلفت الانظار الى ضرورة الانتباه والحيطة قبل ان يفوت الاوان .
لابد لنا من الاستعداد لعصر العولمة والذى يتمثل اولاً فى نبذ السلوك والعادات غير الحميدة المنتشرة بيننا الامر الذى من شأنه وقايتنا من الامراض الفتاكة التى جلبتها العولمة كمرض الايدز ذلك الوباء المرعب الذى لاتتوقف آثاره على الاعراض الصحية للمصابين به فحسب بل تمتد لتصل الى ابعد من ذلك وتغطى جوانب اقتصادية وذلك بتوجيه كافة الموارد نحو قطاع الصحة على حساب قطاعات التعليم والتنمية والامن فضلاً عن انخفاض حجم العمالة بفقدان بعض افراد المجتمع بسبب المرض .
ان الحفاظ على صحتنا ومحاربة ومحاصرة هذه الامراض الفتاكة فى غاية السهولة وقليل التكاليف لكن العلاج فى غاية الصعوبة وباهظ التكاليف , فلا بد لنا فى هذا العصر الخطير الذى انتشرت فيه الامراض الخطيرة والغريبة ان نهتم بامر الصحة ويبدا ذلك بترك السلوكيات والعادات القديمة وان نتعامل مع الامور بجدية ونترك هذه " السبهللية " بداية فيما يختص بالتعامل مع اوانى الاكل والشرب فالامر فى غاية الخطورة .
لابد لنا من تغيير سلوكنا وعاداتنا وتقاليدنا فيما يختص بالصحة وان نتبنى نشر ثقافة جديدة نبدأ فيها بتعميم التحذيرات و التوجيهات عن كيفية التعامل مع اوانى الاكل والشرب مثلاً " مشروع كوب واحد لكل شخص " اى يجب ان لايتعامل اكثر من شخص بكوب واحد فى الشرب , يجب ان يحذر الاطباء من خطورة التعامل مع بائعى المياه .
اليس من الممكن ان ينتقل مرض الايدز عن طريق كوب الماء ؟! مابالك اذا شرب شخص مصاب بالمرض وكان فى لثته جرح وترك جزء من لعابه الملوث بالدم فى كوب الماء او العصير ؟!
لقد اصبحنا من الدول التى انتشر فيها مرض الايدز بصورة مخيفة ونحن بذلك نواجه معركة كبيرة لتامين متطلبات العلاج والرعاية الصحية والحصول على الادوية اللازمة من الشركات الكبرى التى تحتكر حقوق انتاجها .
لقد دخل هذا المرض مرحلة جديدة فى التعامل معه فلم يعد شأناً صحياً فقط كما انه لم يعد شأناً محلياً بل اصبحت له آثاره الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبعده العالمى ايضاً ومن هنا يمكننى القول ان المرض دخل مرحلة العولمة بل هو من اول الاشياء التى طبقت مفهوم العولمة السيئ بتحطيم الحدود ودخول عنصر من عناصر السياسة الدولية الجديدة فهناك عصابات متهمة بمحاولة نشره فى عالمنا العربى والاسلامى فالحذر الحذر خاصة وانه قد اصبح من الصعوبة بمكان السيطرة عليه طالما اعتبرناه احد افرازات العولمة , لذلك ينبغى علينا الاستعداد لمواجهة هذا المرض بالتسلح المعرفى ووضع الاحتياطات والتمسك بالعادات والسلوك القويم .
ان سوء التعامل مع اوانى الاكل والشرب لا تتوقف آثاره على اصابة المتعاملين مع هذه الاشياء فقط بل تمتد لتشمل كل من تعامل معهم واخيراً يغطى كل قطاعات المجتمع , لذلك علينا تغيير سلوكنا وعاداتنا وتقاليدنا الخاصة بالتعامل مع اوانى الاكل والشرب وكل ما له علاقة بذلك كنظافة الايدى قبل الاكل خاصة آكلى الوجبات السريعة " السندوتشات " فغالباً ما يكون الشخص قد صافح عدة اشخاص او لمس بيده عدة اشياء كالنقود ومقاعد الحافلات فيقوم بتناول افطاره مباشرة بغير ان يغسل يديه جيداً خاصة اولئك الذين يعملون بالمكاتب , لقد تاصلت السلوكيات والعادات غير الحميدة فى مجال التعامل مع بيئة وآليات الاكل داخل نفوسنا حتى اننى اذكر فى احدى النقاشات الجانبية مع عدد من الموظفين فى مؤسسة كان ينبغى على افرادها ان يكونوا من الرواد فى حركة تغيير السلوك والعادات غير الحميدة , اصابنى الحزن والاستياء والاحباط عندما رايتهم يضحكون عندما كنت اتحدث عن ضرورة غسل الايدى قبل وبعد الاكل بالصابون فقلت لهم تضحكون اليوم وغدأ ستبكون .
الاهتمام بالنظافة لا ياخذ نصيبه عند كثير من الذين يقومون باعداد الاطعمة للناس فتجد كثيراً منهم قد طالت اظافره وامتلأت بالاوساخ ويقوم باعداد " الطعمية " او " السلطة " واحياناً يدخل اصابعه فى انفه او اذنه وهو يباشر عمله واذا هداه الله قد يمسح يده "بالمريلة" التى يرتديها .
سوف ندفع اثماناً باهظة وستدفع الدولة اثماناً باهظة جراء انتشار هذه الامراض اذا لم تتشدد الدولة فى معاملة الذين انيط بهم اعداد المأكولات
والمشروبات والتعامل معها سواء كان بالصنع او البيع او النقل
صلاح الدين حمزة الحسن
-لاهاى - هولندا