ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
إعلان الهوية الفلاتية لقيادة الإنقاذ هو المخرج من القرار «1593» بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/11/2005 11:05 م
ــــ إعلان الهوية الفلاتية لقيادة الإنقاذ هو المخرج من القرار «1593» السودان الشمالي يتجاذبه تياران ثقافيان: التيار الاول هو التيار الفلاتي القادم من غرب افريقيا, وهو تيار اسلامي سوداني علما بأن مصطلح السودان تاريخيا وجغرافيا يشمل المنطقة جنوب الصحراء من المحيط الاطلسي غربا حتى البحر الاحمر والحبشة شرقا,وفي عام 1995 تنازع سودان وادي النيل وسودان نهر النيجر «مالي وتمبكتو العريقة» على اسم السودان, وانتصر الشهيد اسماعيل الازهري باسم السودان ولم يجد أهل تمبكتو مشقة في ايجاد اسم بديل عن السودان فاختاروا اسم «مالي» استلهاما من تاريخهم العريق, التيار الفلاتي الحديث استاذه الشيخ عثمان دان فوديو المولود في 15 ديسمبر عام 1754, ويتلخص مشروع دانفوديو في البعد التربوي الصوفي «فقد كان قادريا» ألف في هذا الخصوص مجموعة من الادبيات نذكر منها كتاب «السلاسل القارية للأمة المحمدية» وايضا مقالة بعنوان «تطييب قلوب الامة المحمدية بذكر بعض القصائد القادرية» وأيضا مقالة «السلاسل الذهبية للسادات الصوفية» ويقول د, عبدالله الماجد ابراهيم في كتاب الخرطوم والشعب الدعاة ان مؤلفات الشيخ عثمان المذكورة ساعدت على جعل الطريقة القادرية اكثر الطرق شيوعا في غرب افريقيا, اما المدرسة الاخرى للشيخ عثمان في تراثه الفكري فكانت عن «المهدية», وعن مساهماته في هذا المجال يقول د,عبدالله عبدالرازق ابراهيم في بحثه الذي بعنوان «ثورة الشيخ دانفوديو وآثارها الدينية» المنشور في كتاب الخرطوم والشعب الدعاة المشار اليه, ص376: (وقد تناول الشيخ هذه الافكار عن المهدي والمهدية في كتاباته «النبأ الهادي الى احوال الامام المهدي» وكتاب «تحذير الاخوان من ادعاء المهدية الموعود به آخر الزمان» وكتاب «القول المختصر في المهدي المنتظر», ولقد ساعدت مؤلفات الشيخ عثمان بن فودي على تقبل افكار المهدية عندما ظهر محمد احمد المهدي في سودان وادي النيل بعد ان تأثر بكتابات الشيخ عثمان وتأييد احد احفاد الشيخ عثمان ــ ويدعى حيات بن سعيد ــ لمحمد احمد المهدي) انتهى الاقتباس, باختصار المشروع الفلاتي هو مشروع تربية روحية ودعوة ومشروع دولة «مهدية» ومشروع مقاومة دفاعا عن العرض والدين والدولة, المشروع الآخر في سودان وادي النيل الذي ينافس المشروع الفلاتي هو المشروع المصري ــ مشروع محمد علي باشا, وعلاقته بالسودان هي علاقة «ضم» و«تبعية» وعلاقة استعمار منذ عام 1821 الى يومنا هذا, هو مشروع ينظر الى «أرض» السودان و«مائه» ولا يهتم كثيرا بالانسان السوداني, وبكل أسف نقلت النخبة النيلية التي حكمت السودان خلال الخمسين سنة الماضية ذات التجربة المصرية فيما يخص علاقة الخرطوم بالجنوب أو الغرب أو الشرق, واذا اخذنا الجنوب كمثال نجد ان الخرطوم تنظر للجنوب «كأرض» و«ماء»,, ولا تهتم بشعب جنوب السودان, يا حسن نجيلة,, قل الحقيقة؟ في حوالي 2/6/2005 نشر الاستاذ حسن نجيلة من الامارات مقالا بعنوان «الرئيس كما يجب ان يكون (4)» بموقع سودانيراون لاين خلص فيه الى انه وبعد تحقيق مستفيض متواصل مع أهل الجذور والاصول وفقهاء القبائل علمنا ان سيادة الرئيس عمر حسن احمد البشير من اصل قبيلة الفلاتة الافريقية في فرع يسمى «سينار» ونائبه علي عثمان محمد طه ينتمي الى قبيلة البرنو من دولة نيجيريا بولاية برونوستيت, لقد صدقناك يا استاذ نجيلة, ولا تحتاج لأن تحلف لنا بالثلاثة فانت لست «متهما» عندما في افادتك, ولم نجرب عليك كذبا, ولكن بعض النصوصيين يريدون العنعنة وايراد المصادر, اننا نقدر المشاكل الامنية التي قد يتعرض لها الشهود, خاصة اذا كانوا موجودين بالخرطوم او يرغبون في العودة للخرطوم قبل الغاء حالة الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات وبداية التحول الديمقراطية, اعلان الهوية الفلاتية للبشير ونائبه للخروج من مضاعفات القرار «1593» وتداعياته في شتاء عام 2004, وفي اثناء الاجتماعات السنوية في جنيف بشأن حقوق الانسان تعرض السودان لضغوط غربية «اميركا والاتحاد الاوروبي» بهدف ادانة السودان بسبب ملف دارفور, لم يجد السودان نصيرا ــ بعد الله ــ إلا الدول الافريقية, وتحديدا دول الساحل والصحراء وهي دول المذهب المالكي والمدرسة الفكرية الفلاتية «عثمان دان فوديو,, ومحمد بيلو,, والشيخ عمر الفوتي», الذين يحبون أهل سودان وادي النيل «لله», فاذا اخذنا دولة نيجيريا وحدها نجد بها عشرين مليون من السمانية شيخهم بروفيسور حسن الفاتح وملايين من الانصار شيخهم الامام الصادق المهدي, اشكالية سودان وادي النيل انه بلا هوية, اعني ان العرب يبكون عليه بلا غبينة, والافارقة يبكون عليه ايضا بلا غبينة وذلك بسبب هويته المزدوجة, في مايو 2004, وجد الفريق البشير استقبالا حارا في تميلتو ــ دولة مالي ــ التي نازعت السودان عام 1955 حول الاسم السوداني, وقد عبرت الحكومة السودانية عن انتمائها لحضارة تمبكتو الاسلامية العريقة وللتيار الفلاتي الفكري الاسلامي عندما نزل الرئيس البشير وهو يرتدي «الغراند بوبو» وهو الزي الوطني لشعوب هذه المنطقة العريقة التي ساهمت بفكرها وجهادها في بناء حضارة اسلامية افريقية اصيلة, في ذلك الوقت كتب الاستاذ احمد حامد صالح من تمبكتو مقالا بالعربي الفصيح تحت عنوان «شكرا فخامة الرئيس» نشره بالمواقع السودانية بالشبكة الدولية, وقامت الصحف السودانية في الخرطوم باعادة نشره, في هذا المقال تحدث الكاتب عن الآثار الايجابية والمعاني الكبيرة والرسالة الصريحة التي ارسلها الرئيس البشير لشعوب الساحل والصحراء ولشعوب الفلاتة الذين استوطنوا في سودان وادي النيل, قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1592 والخاص بمحاكمة مجرمي الحرب في دارفور يعطي الاتحاد الافريقي صلاحيات واسعة يمكن للحكومة السودانية ان تجد منفذا منها اذا استطاعت ان تحسن صورتها في داوفور وتخلت عن عنجهيتها وعقليتها الامنية, مشكلة الجنوب تم حلها في اطار الايقاد وقلبها كينيا التي افلحت ايضا في مشكلة الصومال رغم ان الصومال عضو بالجامعة العربية التي تخلت عن قيم الجاهلية والاسلام «انصر أخاك ظالما أو مظلوما», ملف دارفور نظريا هو شأن الاتحاد الافريقي بكامله لكنه عمليا هو ملف يخص دول غرب افريقيا وتجمع الساحل والصحراء (ليبيا, تشاد, نيجيريا والنيجر ومالي,,, الخ) والقاسم المشترك بين هذه الدول هو المشروع الفلاتي, فاذا أراد البشير ان يقود الاتحاد الافريقي العام القادم والخروج من فخ المحكمة الجنائية الدولية التي بدأت تحرك اجراءاتها, فعليه ــ اي عمر البشير وعلي عثمان ــ الاسراع بالاعلان عن هويتهما الفلاتية, وأنا أناشد الاستاذ حسن نجيلة ان يقول الحقيقة, حقيقة نسب البشير وعلي عثمان الفلاتي «ومن فرج عن مؤمن كربة», معلوم جزاه عند الله, فالهوية الفلاتية هي المخرج الوحيد للبشير وعلي عثمان وللانقاذ من تداعيات القرار 1593, ان افريقيا السوداء هي التي اخرجت ليبيا من الحصار الدولي الجائر لعل الكثير من السودانيين والقراء لا يعلمون ان نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا السابق ومحررها هو فلاتي «من قبيلة الهوسا» وأصوله من نيجيريا, وهذه حقيقة معروفة للمهتمين وقد سمعتها ايضا من تليفزيون جمهورية السودان, فهل ينقذ عمر البشير وعلي عثمان الهوية السودانية من الاستعمار الثقافي المصري كما فعل الازهري عام 1955؟ إسماعيل الأزهري انتصر للتيار الفلاتي عام 1955 الزعيم اسماعيل الازهري أبو الاستقلال في السودان ينتمي الى قبيلة الفلاتة, يقول: ب,م, هولت ــ الاولياء والصالحون والاسلام في السودان ترجمة هنري رياض والجنيد علي عمر ص24 «ان أكبر الاسر الدينية التي اشتهرت بدنقالا في القرن السابع عشر اسرة الفقيه بشارة الفلاتي ويدعى في دنقلا بالغرباوي, وانه أسس عائلة كبيرة امتدت اصولها الى كردفان» انتهى, المصدر الثانوي هو كتاب د,عبدالله عبدالماجد ابراهيم «الخرطوم والشعب الدعاة» حيث يضيف د,عبدالله في كتابه المشار اليه لصفحة «9» هامش رقم «3» قائلا: «الفقيه بشارة هو جد الرئيس اسماعيل الازهري اول رئيس للوزراء في السودان عام 1954», الرئيس اسماعيل الازهري كان مدركا لهويته الفلاتية ليس كبعد عرفي فحسب وانما كتيار فكري سوداني,لذلك بادر الى ترتيب اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان, وقد مارس تقرير المصير لتحرير السودان من التبعية المصرية والمشروع الناصري, لقد زار الزعيم الازهري مدينة مايرز ــ جنوب سنار ــ حيث مقر السلطان محمد طاهر وأولاده احفاد الشيخ عثمان دان فوديو, وبالرغم من ان التيار الفلاني في السودان عموما انصاري ــ حزب أمة ــ ودائرة سنار المدينة اتحادية بسبب أهل «مارينو», ولم يفز فيها حزب الامة «احمد العبيد صالح» الا عام 1986, بعد غياب الازهري فقد تقوى الازهري بأهله الفلاتة لتعزيز مشروعه الاستقلالي الوطني «السوداني» داخل حزبه الاتحادي وفي مواجهة حزب الامة, الآن بعد توقيع سلام نيفاشا اصبح لدينا ثلاثة تيارات فكرية وثقافية في السودان, المشروع الاسلامو عروبي المصري ويمثله الانقاذ «المؤتمر الوطني» ومشروع قرنق الوطني العلماني, والتيار الوطني الجديد بقيادة «حزب الامة والمؤتمر الشعبي» وهذا التيار الاخير هو في النهاية, هو مشروع الشيخ دانفوديو السوداني المهدي الاصلاحي عندما انقسم حزب المؤتمر الوطني الى وطني وشعبي» انحاز ابناء غرب السودان والجنوب والشرق وكل ولايات الاقاليم لحزب المؤتمر الشعبي باعتباره حزب الدعوة والتيار الفكري السوداني المتصل بالتيار الفلاتي السوداني بالمفهوم الجغرافي, وهنا قالت النخبة النيلية الانقاذية قولتها المشهورة «يحكمنا المصريون ولا يحكمنا الغرابة», كل الدلائل تشير الى ان التحالف الوطني الجديد «الامة والشعبي» سيشكل معارضة حقيقية, وسوف يسحب البساط من تحت اقدام المؤتمر الوطني, ولن ينجو البشير وعلي عثمان من الهزيمة المحققة الا باعلان هويتهما الفلاتية السودانية, وطرح مشروع وطني سوداني, جذوره الفكرية تنتمي الى السودان الجغرافي العريض, فالمشروع العروبي لم يقدم شيئا لليبيا اثناء محنتها, ارجوك يا استاذ حسن نجيلة تخرج وثائق وبيانات النسب الفلاتي للبشير وعلي عثمان محمد طه لتخرجهما من ورطة المحكمة الجنائية وتداعيات القرار 1593, فهل يتوكل البشير وعلي عثمان على الله ويعلنان عن هويتهما الفلاتية لتغيير موقع السودان من خريطة السياسة, «من طيش» الجامعة العربية الى مقدمة الدول الافريقية؟!