السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حال دارفور يتطلب المواساة,, لا الاتهام بقلم عبدالرحيم ياسين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/11/2005 10:23 ص

عبدالرحيم ياسين ــــ حال دارفور يتطلب المواساة,, لا الاتهام
قلة هم الذين يستطيعون وضع قضاياهم والتعبير عنها دون التواء أو مداهنة وان بدت قاسية, فان كان مجتمع دارفور مدينا للاستاذ ابو بكر القاضي بشيء فانه يدين له بكشفه المستور واستنطاقه المسكوت عنه, فالذي يجهله الكاتب فيصل خالد هو دور ابو بكر القاضي وتسخير كل امكاناته من وقت وجهد وفكر ومال وإن بدا قليلا لا لإثارة الفتنة بين ابناء دارفور فأصحاب الهمم العالية والنفوس الكبيرة لا يعرفون الفتن الا باسمها, بل كرس الرجل جل وقته لجمع الكلمة والصف بين ابناء دارفور رتقا لنسيجنا الاجتماعي, وعندما اتحدث عن رتق النسيج الاجتماعي بدارفور فهو موضوع مقدس يجب التطهر قبل الدخول في محرابه ولا أرتضي ان امزجه بدنس مخاطبة من تلوث عقله وقلبه وفعله بالاستعلاء العنصري وتملكته الجهوية على مدى خمسين عاما ولا احسبك منهم أخي فيصل, وحتى لا نبخس الناس اشياءهم فولا مجاهدات الرجل ودوره لما رأت رابطة ابناء دارفور الكبرى النور وهو الذي فتح قلبه قبل داره ونعم ذاك من دار وما تزال داره تستقبل جميع السودانيين دون استثناء من الشمال والشرق والجنوب والغرب, أي والله بل ما جاءت رابطة ابناء دارفور الكبرى بالدوحة جامعة وممثلة للتنوع الا لمجاهدات الرجل وشرفاء ابناء دارفور امثال الاستاذ المحامي عبدالمنعم محمود والاستاذ عبدالرحمن حسين دوسة والاستاذ جبيل عبدالشافي والاستاذ محمد الامين عثمان والدكتور آدم حقار وبقية العقد الفريد من ابناء الرابطة تنفيذيين وأعضاء, بل لم تقتصر مجهودات الرجل ودوره على تقويم الرابطة بل كان صوته خارجيا وعلى نفقته الخاصة تكليفا من ابناء دارفور لعكس رؤى ابناء دارفور بالمنابر الخارجية, وقد كان على عهده دوما قدر المسؤولية, كيف لا وقد عزم الرجل امره وأمر أهله بألا يهدأ له بال ولن توهن له عزيمة إلا بعد ايصال صرخات أطفال دارفور, فأبو بكر القاضي هو ذاك الكاتب والصحفي الذي ولد من اجل ارساء قيم الحقيقة, فالكتابة رسالة انسانية شاملة ولكن معظم الذين حملوا قلمها اساءوا اليها وحولوها الى رسالة تدعو الى اسكات الحق ومداهنة السلطان, وقديما قالوا «اطعم الفم تستحي العين», فكفاكم حديثا عن دارفور وقضاياها أخي فيصل فجروحنا لا تحتمل ترف كتاباتكم التي غالبا ما تأتي عوراء لا روح فيها ولا علامة بل دائما تأتي بربع الحقيقة, لو كانت الشعوب تمنح بقدر تضحياتها لاستحق انسان دارفور الفردوس جزاء لا القتل والتنكيل والتشريد واغتصاب الحرائر وحرق للقرى بالطائرات ومحاولة محوه من الوجود وهم حفظة القرآن وكساة الكعبة وناصرو المهدي, ودارفور كانت وما زالت صمام الامان لحدود السودان الغربية من التدخلات الخارجية وهي أرض القرآن الكريم والنور, ولكن اطمئن وأصبر النفس وكل مظلوم فان هنالك محكمة كبرى يتولاها قاضي القضاة جل جلاله, أو ليس العدل اساس الحكم أخي فيصل؟ فالمخاطر تحدق من كل الجهات وما لم تنق من الظلم وتحصن بالعدل فالطوفان فالتحول الاجتماعي في السودان يتحقق برضا الاغلبية لا عنف الاقلية فنحن في بلد يظلم فيه الاحياء ناهيك عن الموتى, انسان دارفور تضمد الامم المتحدة والمنظمات الانسانية جراحه في حين تقذفه الطائرات الحكومية وتعيث ميليشياتها قتلا وفسادا في أرض دارفور الطاهرة وتحول هذا الذهب الاسود الذي نفاخر به الامم الى أداة قتل وتشريد بدل ان يكون أداة بناء واستقرار وتنمية, تمنيت ان أجد بين كلماتك تعاطفا وتضامنا مع أهلي بدارفور في مصيبتهم الجلل ولكن قد تغاضيت عمدا, فالذي اثار في نفسك الكثير من كوامن الحزن والأسى ما آلت اليه ظروفنا في هذا القُطر المغلوب على امره, سوداننا الحبيب وهذا شعور نتشارك فيه جميعنا ولكن اختلف معك فيما ذهبت اليه في هجومك على الاستاذ ابو بكر القاضي ومن مؤامرات على السودان من قبل القوى العظمى, فهذا كلام لا نشتريه, فنظرية المؤامرة كلام مرذول من الناحية الخلقية وفاسد من الناحية المنطقية فما كل اخطائنا من صنع الآخرين وفيه تبسيط مخل للظواهر الاجتماعية والسياسية ببعديهما الداخلي والخارجي, فقد علقت على مقال ابو بكر القاضي بقولك لماذا الثناء على اعداء البلاد والاشادة بما ورد على لسان زبانية الشيطان من أباطرة الظلم في هذا العصر الكئيب على حد قولك, نعم قد اصبت كبد الحقيقة فهو عصر كئيب, أليس ما يحدث في وطننا بمخز,,, محزن,,,مؤلم,,, مبك,,, موجع؟ فطريق القتل والعنف مسدود ومليء بالآلام والنكبات مهما تكن الغاية التي تقف وراءها سامية ونبيلة فما جرى لأهلنا بدارفور انما هو عابر طارئ وليست نصرة لمظلوم ولا ردعا لظالم, قد اتفق معك بأن صراع دارفور صراع قديم متجدد نتيجة التغيرات البيئية والمناخية في المنطقة شأنها شأن كثير من الدول الافريقية إلا أنها سرعان ما تنتهي بتدخل الادارات الاهلية التي عملت على فض النزاعات بين القبائل, لذلك بدارفور اصول عربية وافريقية تصاهرت واختلطت وتزاوجت فيما بينها منذ مئات السنين وأحسبها سبعمائة عام, ففي انسان دارفور الطيبة دون غباء, والاعتداد بالنفس دون كبرياء واحترام الآخرين دون تذلل فهو انسان من معدن اصيل لا يصدأ, لذلك أخي الفيصل لم تجد القوى الخارجية والمنظمات ما يدعوها للتدخل في شؤوننا الداخلية ولم نسمع بهذه المسميات الغريبة من ابادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية, أخي فيصل خالد الكاتب يحاسب على كتاباته لا على ولائه الحزبي ومن منا دون ولاء؟ فمداد الارواح هو الذي يكتب لا أسنة الاقلام, فتوافر الوقت والجهد والكتابة لا للتصدي للكاتب ابو بكر القاضي في كل المنابر وساحات الانترنت كما تفضلت بل ان تعمل على ابراز الحقائق بكل امانة وألا تقدم الجانب الشخصي على الجانب العام وإلا سقطت في دائرة النفاق الفكري عندما تهتم بالجزء وتعتم على القضايا العامة وقديما قيل: «ومن العداوة ما ينالك نفعه,, ومن الصداقة ما يضر ويؤلم»,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved