ويبدو من الوهلة الاولى اندفاعك العاطفي وحماسك المدفوع بروح الانهزام دون الرجوع الى عقلك للرد علي انساك كثيرا من جوهرولب الموضوع الذي انا بصدده كتبت مقالي , اولا ياخي انا لم ادعو الى اجتثاث العربية من الواقع السوداني او العرب كبشر وجنس من السودان ولن يتجراء اي كاتب غيري من تحسبهم اعدا العربية ان يكتب مثل هذاالموضع لان هذا واقع ولابد ان نرضى به وقدر مشءوم قدر وقوعه ولا اريد ان اخوض في تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع لانه يحتاج الى مساحات واسعة للحديث, ثانيا ياخى تطرقك على مسالة خروجك من السودان عام 1990 ولم تنسى العربية ولكنك نسيت الفرنسية التى تعلمتها في الثانوي ,وان اللغة العربية تكمن قيمتها الاقتصادية والمادية على الصمود واعجابك الزائد بها , وان الشعب السوداني (هجين عربي افريقي) ,اولا ياخي انت لم تتعلم الفرنسية في الثانوية حتى تنساها انت تعلمت ابتجديات اللغة فقط وهذا لا يأهلك حتى تتبحر وتعرف قيمتها المادية والادبية!! ثالثا ذكرت بانك لم تنسى اللغة العربية اولا انت ذهبت الى امريكا وعمرك فوق الثلاثون عاما تقريبا لا اعتقد في فترة بضع سنين يمكن ان تجعلك تنسى اللغة التى تعلمتها منذ تسع وعشرون عاما !!!!!!

رابعا مفايهم الشعب السوداني شعب هجين عربي افريقي كما يتغني به الشعراء والمفكريين المستعربين, هذه الاعاء ينطبق على بعض الاقليات في السودان وعلى اي حال هذاغير مقتنع لاولئك الذين يرفعون لواء العربية الان في العالم العربي الكبير فاذا شاءت لك الاقدار زيارة هذه البلدان سوف تري بعينيك كيف يعامل كل من هو بشرته سوداء حتاى ولو من ال البيت ,في مصر وفلسطين ولالردن وفي العراق وفي ليبيا وفي السعودية هناك دول كانت حتى وقت قريب تمنع زيارة مواطنيها اصحاب البشرة السمراء من الدخول الى العاصمة او الاعتراف بوجودهم الا بعد دخول السودانيون فكان لهم الفضل .الان ادركت مدى الضلال والوهم الذي تعيشه انت ومن يوالونك.

الثقافة جسم متجدد يواكب حياة الشعوب , اسألك ياخي اي تجدد طراء على هذه الشعوب حاملة راية لواء العربية منذ وفاة الرسول (ص)؟ اين الاندلس ؟اين زنزبار ؟لاتوجد اجابة مقتغة. مازالت ترزح تحت نيران الفساد وتتغنى بامجاد الماضي وتبالغ في امتداح الامبراطور العاري , هذه الشعوب ياخي لاتعرف العيش الا بالحديد والنار لا ولن تسطيع بناء مجتمع فاضل شيمته التسامح والعدل فيما بينها ناهيك ان تاحذ مصير الاخرين فكريا او ثقافيا ,هولاء القوم ياخي حكموا شبه جزيرة ايبريا(الاندلس ) لمدة ثمانية قرون كاملة لم يستطيعوا ان يضعوا بصمة واحدة في التكوين الثقافي والحضاري لتلك الشعوب ,اليس هذا بمستغرب! ولو هداك تفكيرك الان وانت في بلاد الغرب لعرفت كيف استطاع الاروبين الذين حكموا الغرب في فترة اقل بكثيرمن العرب الذين حكموا شبه جريرة ايبريا مازالت بصماتهم وثقافتهم واضحة للعيان ولا تحتاج لتفسير!وانت اول من يلتمس ذالك. ولو هداك تفكيرك قليلا مرة اخرى لادركتك بنفسك ان هذه اللغة قد توفيت و كتب شهادة وفاتها الذي يحملون رايتها.

ثم استشهادك بالدكتور عون الشريف قاسم في كتابه قاموس العامية في السودان ,هذا الدكتوراليمني الاصل ومعه نعوم شقير اللبناني وغيرهم من كتب عن تاريخ السودان ليسوا بسودانيون ماذا يعرفون عن شعب السودان حتى يتكلمون عنه . احب ان اقول لك ان كثير من الافارقة السودانيين يتشكك في كتاباتهم وفي كتب التاريخ التي وضعوها فهذا الذي استشهدت به يمني وليس بسوداني حتى يعرف عن شعب السودان والسوانيون فكيف تقنعني بذالك؟ , ثم مقارنتك بالغة الانجليزية واليونانية حيث ان الانجليزية فازت بفارق صوت واحد فقط عن اليونانية لا ادري من اين استندت الى هذه الوقائع مع انني على يقين تام من انك لاتجيد الانجليزية والدلالة على ذالك انخراطك في الكتابة لسودانيس اون لين بالعربية. ولكن يجب ان تعلم اخي العزيز ان اللغة الانجليزية الان استطاعت ان تكسب معركة البقاء والريادة مع مع الغات الاخرى بما فيهم الفرنسية و الاسبانية ولغة الهنود الحمر.

الاسلام عقيدة فهو دين سماوي منزل فاللغة والثقافة شيء والعقيدة شيىء اخر يجب ان تميز بين الاثنين لان الخلط بين الاثنين معا كما اراد العرب بسبب الصراع العربي الفلسطيني الى الى ما نحن فيه الان فمثلا الزرقاوي يقتل اناس في العراق ويذبحهم ويستندها الى الاسلام , حتى اصبحت هذه العقيدة مرتبطة ارتباط وثيق بالارهاب , هذه البلاوي التى جاءت الى الاسلام والمسلمين كلها بسبب تصرفات العرب وانت في الغرب تعلم ذالك جيدا فلولا السحنة السوداء التى اكتسبتها من السودان فميزتك عن بقية العرب هناك فاستطعت ان تخبي نفسك وسط الافارقة الامريكان لولاها لما استطعت ان تعيش طيلة هذه المدة صدقني. بل كنت اوائل الفارين الى السودان وربما كنت عسكري جنجويدي الان في دارفور من يدري وانت تعلم بذالك لماذا قلت هذا.

*ايضا تطرقتك لموضوع 1,7 مليارمسلم يتكلمون العربية هولاء ياخي يدينون بالاسلام وليس يتحدثون بالعربية فكما ذكرت لك اكثر من مرة الاسلام شيء والعربية شيء اخر فهي حركة عنصرية استعبادية استئصالية كالحركة الصهيونية . انا ادين بالاسلام واقراء القران وفاتحة الكتاب بالعربية كما امر الله ولكن غير ملزم بالتخاطب بالعربية او اكون عربيا فمثلا هناك كثير من الشعوب الاسيوية والافريقية مسلمة مائة بالمائة ولديها لهجاتها ولغاتها وثقافاتها وفي التخاطب وفي العمل الرسمي تتعامل بالغة الانجليزية او الفرنسية ولا اعتقد ان ذالك يتعارض مع الاسلام..

*ايضا موضع اللغات الاخرى واحيا لغة المستعمر اولا ياخي اذا كنت تعتقد ان اللغة الانجليزية لغة المستعمر فانت واهم!!! اللغة الانجليزية الان اصبحت الان لغة العصر وهي لغة كل العلوم الحديثة التى نحتاج اليها في التنمية ولماذا لم تقل ان اللغة العربية ايضا لغة المستعمر العربي !!! واحب ان اؤكد للك ان سر نجاح دول نمور اسيا كوريا وتايوان واندونسيا وماليزيا وتايلاند هو اللغة الانجليزية وليس مبالغ اذا قلت لك ان المهنة الوحيدة الان يمكن ان تجد عملا في اقرب فرصة في دولة مثل اليابان هو مدرس اللغة الانجليزية !

* تطرقك على ان شعب المساليت هو اخر شعب انضم الى دولة السودان هذا صحيح بموجب اتفاقية غلاني التي لا تعرفها وانضم بمحض ارادته وهذا الاتفاقية لم يتم تضمينها في تاريخ السودان الذي كتبه محمد ابراهيم ابوسليم الذي كتب تاريخ السودان , وذكرت ايضا بان هناك ضعف في الرباط الثقافي لابناء المساليت مع المكونات الثقافية للشعب السوداني !هناك لغط كبير وقعت فيه ياخي بسذاجتك وعدم المامك بتاريخ وشعوب افريقيا لانك وافد كما تحب ان تكون اولا ان ابناء المساليت لم يتوافدو من الخارج كما يحلوا للبعض ذكره في مجالسهم الخاصة ويجب ان تعلم ان المنطقة الواقع بين تشاد والسودان هي مناطق دار مساليت وارجو ان تجد اجابة لسئوالي من اي الاراضي انت؟ وفي تاريخ افريقيا ذكر اسم السودان تحديدا من اجزاء من الحبشة حتى مالي غربا فبعد دخول الاستعمار وتقسيم قارة افريقيا الى دويلات اصبح هناك سودان انجليزي وسودان فرنسي هذا يؤكد ان شعب المساليت هم جزء اساسي من تكوين هذا السودان ولم يتوافدو من خارج هذا القارة يابريمة وهذا شرف لنا باننا سودانيون حتى النغاع شعبا وارضا شئت ام رفضت ويدحض كل حججك التى تطاولت بها علينا فانت غير مؤهل فكريا حتى تخوض في مثل هذه المعارك اننا انضممنا سياسيا الى السودان بموجب اتفاقية تسمي غولاني واعطينا السودان ارضا وشعبا وهذا مالم تفعله انت ولا اجدادك ولا وامثالك من المستعربين.

*ايضا ذكرت بانني اريد ان اسعي للخلاص من الوجود العربي في السودان وهذا غير صحيح فاذا كان تفكير المستعربين ذالك, فان الشعوب الافريقية مسالمة بطبيعتها وتحب الغرباء واجدادك يشهدون بذالك ,هذا يقودني الى الوراء قليلا عندما قرات احدى المقالات عام 1994 لاحد مفكري الجبهة الاسلامية انذاك عثمان السيد البدوي (احد المستعربين امثالك) ا كان يشغل منصب رئيس منظمة الاغاثة الاسلامية في السودان, قراءت في احدى مقالاته التى وزعت سرا على منظمة شباب الوطن طالب الحكومة بمساعدة القبائل العربية في دارفور اذا ارات الحفاظ على الوجود العربي والاسلامي في دارفور ضد هذه القبائل الثلاثة المساليت والفور والزغاوة فبدا بوادة والاخرى وكال الاتهمات لها بانها تحمل اجندة خفية وورائها مخططات لاجتثاث الوجود العربي الاسلامي! انظر ربط الاسلام كعقيدة بالعرب نفس تفكيرك فكانت بداية تكوين مليشيات المراحيل والجنجويد لاحقا !!!! فتاذى منها ابناء وابناء الافارقة كلهم منها.

*ايضا ذكرت بان اللغة الانجليرية لا تصلح للتخاطب في السودان وحاججت بذالك على ان اغلب سكان السودان مسلمون !!لماذا نفعت اللغة الانجليزية في دولة مثل نيجريا اغلبيت سكانها مسلمون ومع ذالك صلحت ولا تصلح في حالة السودان؟ اليس في نيجريا لهجات ولغات محلية اخرى؟ لماذا نفعت في باكستان واندونسيا؟ هل يعني ان من لم يتكلم بالعربية غير مسلم اواسلامه مشكوك فيه! اخي يجب ان تعلم ان كلمة العربي تعني جنس او فصيلة معينة من البشر فهذه الفصيلة تضم في داخلها المسلم والمسيحي واليهودي فليس كل العرب بمسلمون! كما يحدث الخلط الان في القضية الفلسطينية.

واحب ان اؤكد لك بكل صراحة انا تعمدت ان التأخير في الرد عليك حتى اتأنى قليلا واعرف جوهر تفكيرك واتضح لي جليا ضحالة المعلومات التى تختزلها في ذاكرتك فانت غير مؤهل مرة اخرها اؤكدها لك في لخوض في مثل هذه المناظرات واتمنى ان تستعين باخرين ولو دعت الضرورة استعين باليمني عون الشريف قاسم او الكيني الامريكي على المزروعي (الذي تمني يوما بعودة الاستعمار الى افريقيا) ربما يفيدوك ببعض المعلومات الغائبة عنك حتى في اصلك وعرقك وفصيلتك وارجو ان لا تغضب وان عدتم عدنا والسلام ياا ستاذ بريمة .

ابوالقاسم ابراهيم الحاج ابكر

رابطة ابنا المساليت بالخارج