قال تعالى (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) صدق الله العظيم (الانفال 61).
في التاسع من يوليو ٢٠٠٥ دشن السودانيون باختلاف انتماءاتهم عهداً جديداً بدخول اتفاق السلام مرحلة التطبيق العملي للاتفاقيات الموقعة بين حكومة الانقاذ والحركة الشعبية لتحرير السودان في ضاحية نيفاشا الكينية، والتي جاءت تتويجاً لمفاوضات دامت قرابة العامين شملت القضايا مصدر الخلاف بين الشمال والجنوب بوساطة دول الايقاد والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. *** التاسع من يوليو .. "وإن وجدت عليه بعض التحفظات" يعد محطة هامة في مسيرة السودان وبداية للخروج من دائرة الاحباط الذي طالما قضّ مضاجع الأمة وأحبط أمالها قبل الدخول في مرحلة التصالح والتعاضد وتجاوز المحن ونبذ العنصرية وقبول التعددية وحقوق المواطنة الكريمة. *** التاسع من يوليو يعد ايذاناً ببدء حقبة جديدة للعلاقة بين الشمال والجنوب وشكل الحكم في السودان الذي مزقته الحروب وهو كذلك بداية للفترة الانتقالية وتنفيذ للاتفاق على أرض الواقع وهذا بدوره يفضي الى انتخابات يعوّل عليها في أن تمثل ترسيخاً حقيقياً لفترة حافلة بالممارسة الديمقراطية الهادفة الى اجادة العمل السياسي واحترام الرآي الأخر وتتويج الآمال بنهضة شاملة تبدأ بمحاربة الفقر ونشر العلم وتفجير الطاقات الخامدة. *** التاسع من يوليو حمل ثقيل يستوجب استنهاض الهمم لمرحلة بناء الثقة وتجاوز مرارت الماضي ومعالجة حالات الكراهية والخصومة بفعل تباين الرؤى لتكون الضمان في تضميد الجراح والآلام التي لازمت مراحل الحرب والقتال.
*** التاسع من يوليو مسؤولية المواطن قبل المسؤول وهو استحقاق يشمل كل أبناء السودان بإختلاف اطيافهم وألوانهم واعراقهم وانتماءاتهم السياسية تعزيزاً لمضامين النصوص المتفق عليها لوقف نزيف الدم ولترتقي من بعد ذلك البلاد الى مواقع أفضل في التعليم والصحة وتوفير أطر العيش الكريم وفتح المجال أمام التعمير والبناء ويقدم السودانيون نموذجاً للعطاء يحتذى به في العالمين العربي والأفريقي.
*** التاسع من يوليو فرصة للتطبيق الكامل لمباديء حقوق الانسان والعدالة ومحاربة الفساد وافساح المجال أمام الحريات العامة وخاصة حرية الصحافة ومبدأ العدالة والمساواة الاجتماعية والسياسية.
*** التاسع من يوليو دعوة للتمسك بقيم التصالح ووحدة التراب، غير أنه سيبقى فرحة ناقصة تحتاج حتماً طي صفحتي دارفور وشرق السودان حتى يعم السلام ربوع البلاد ويكون الفرح للجميع..
ياترى هل انتهت عذابات السودانيين؟!.
***