يا سعادة الوزير مجذوب لا نصدق كل ماقيل
إلا أن يكون واقعا معاشا وحقيقة ملموسة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم .

من المبادئ التى اقرتها حكومة الانقاذ الان فى ابوجا الالتزام التام بممارسة الديموقراطية ، استقلال القضاء ، والعدالة والمساواة للجميع فى السلطة والثروة دون تفرقة على اساس عرقى او دينى او اثنى كلام احلى من العسل ، مما يعنى تعديل كامل وشامل فى هيكل الدولة ، على اقل تقدير تشك كل هذه الوزارات التى يمثل وزرائها جهة بعينها وعرقية معينة من دون الجهات والاثنيات الاخرى وتشكل من جديد ، علما بأن هذه اللجنة التى تمثل الانقاذ فى ابوجا برئاسة الوزير د. مجذوب الخليفة قد فوضت تفويضا كاملا من قبل رئيس الجمهورية فيما تتعهد به فى ابوجا وبموجب ذلك تكون قراراتها ملزمة للدولة فهل يا ترى ما قاله سعادة الوزير سوف يكون ملزما للدولة ام هى الحذاقة وحلو الكلام الذى تجيده الانقاذ منذ فجرها الاول فى مثل هذه المنابر ؟

هذا يعنى أن هذه الوزارات سوف يعاد النظر فى تشكيلها المالية ، الخارجية ، البترول ، الدفاع ، الاعلام ، الامن والاستخبارات ، الشئون الهندسية ، الداخلية والتجارة والاستثمار اضافة الى بعض المؤسسات القومية ذات الصبغة الجهوية والعنصرية ، حتى يعم الاستقرار السودان العظيم ويستدام السلام .

لكن المدهش فى الامر أن الرئيس لم يتطرق لمثل هذا التوجه القومى فى خطابه الاخير فى احتفالات الخرطوم بمضى 16 عام من عمر الانقاذ مما يثير الكثير من الجدل ! عندما ظهرت نغمة التهميش تساءل الكثيرون من أهل الاتقاذ من همش من ؟ ونحن بدورنا نسأل نصدق من ؟ هذا اذا علمنا ان معظم هذه الوزارات تمثل اهل الشمال فقط بما يتنافى والمبادئ المذكورة اعلاه التى توكد المصداقية وحسن النوايا حتى تدعم السلام ليتفشى الحب والوئام لينعم اهل السودان بالاستقرار واحترام القرار .

بصراحة نحن اهل دارفور شبعنا كلام يا سعادة الوزير مجذوب لا نصدق كل ما قيل إلا ان يكون ذلك واقعا معاشا وحقيقة ملموسة وذلك نسبة لوعود عايشنا وتحسسناها من قبل وكانت اوهام ، وخير شاهدة فى ذلك طريق الغرب قالوا ساهموا بسكركم ونحن نبنى ليكم الطريق ويا مؤمن يا مصدق فصار كسراب بقعية يحسبه الظمآن ماء وعندما سألنا عن طريقنا او قيمته قالوا اكلوها اولادكم والتانى يقول بغم الا سجن كوبر ياباه ، وحيث كلكم راعى وكلكم مسؤول عن رعيته كنا نتوقع عقاب رادع لاولادنا حفاظا لحقوق بقية الرعية من الضياع لاننا مدركين ان أولادنا لم يكن ذلك من ادبهم وتربيتهم ولا حتى تلك من شيمهم بدليل انكم اليوم ترددون كثيرا ان دارفور ارض المحمل وحفظة القرآن والشواهد كثيرة لا يسمح المقام بذكرها .

المثقفاتية قالوا واحد انجليزى قال مثل ( يمكنك ان تخدع بعض الناس لبعض الوقت ولكنك لن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت ) واحد من اهلنا فى دارفور عندما سمع هذا المثل قال دى ما خدعة دا كضب عديل ، فى تقديرى ان المسألة صراع اجيال وليس تجاذب حديث وما عادت العقول كما كانت على سابق عصرها ، إذا بنبغى ان نحترم عقول الاخرين كما ينبغى ان يتلاشى نهج نحن الصفوة العقلاء المنظرين وهؤلاء هم العمال المهرة المنفذين .

قيل قديما عندما دخل محمد على السودان قابله بعض من الجماعة سألوة انت جاى من فين وعايز ايه ؟ قال انا جاى ابحث عن الذهب والعبيد قالوا له طيب امشى قدام على نسق ارمى قدام ، والغريب فى الامر الجماعة ديل لا شفناهم مع الشهداء ولا فى الميل اربعين ولا حتى مع الدبابين وبرضك عايشين مع الجماعة اخر حلاوة ، والامر المدهش هذه الفئة تنتشر انتشار السرطان فى كل من المالية وبنك السودان المركزى والتخليص الجمركى والاراضى والامن واستخبارات الجهاز الذى كنا نعتقد انه قومى ولها خلايا نشطة كما النمل ، هذا يعطينا انطباع ان الحروب والقتال خصصت لفئة معينة من جنود ومقاتلين (الغرب ) دون ان ينالوا شيئا من الغنائم وفئة اخرى تستفيد من الامتيازات ، حيث نسمع كثيرا ان هنالك مهمشين فى الشمال النوبى قال ايه قال كوش قال .

نحن برضك نوبة نسعى ليكون السودان العظيم وخيراته لكل ابنائه ولا يقتصر ذلك على فئة من دون الاخرين بالخدعة والخباثة وعدم الكياسة ... وطن واحد وشعب واحد ، لا فرق فيه لعربى على عجمى الا بالتقوى سواسية كأسنان المشط فى الانتماء والسلطة والثروة والاحترام المتبادل ... وإلا من يحمل سلاحه يملك قراره .

من أدبيات عنترة فى العزة والكرامة :
لا تسقنى ماء الحياة بزلة بل اسقنى بالعزة كأس الحنظل
كأس الحنظل كجهنم وجهنم بالعزة اطيب منزل .

آدم محمد إسماعيل الهلباوى