في يوم تتباين فيه المشاعر يشهد المجتمع السوداني مزيجا من الفرح والحزن اذ تتم يوم الجمعة وليلة السبت مراسم زواج المتعة بين الحركة الشعبية ومافيا الخرطوم، ورغما عن اعتراض بعض الاسرة تتم الدخلة على الخرطوم في ليلة السبت، اول امسية في شهر العسل السياسي والذي لن ينتهي قبل مشكلتين بينهما على الاقل خلال فترة شهر العسل في زواج المتعة السياسي، والمنزل الذي يصادف امسية بني اسرائيل ليلة السبت حيث كان (( تايتهم حيتانهم شرعا ويوم لا يسبتون لاتاتيهم))، فالنظام يصطاد في هذه الامسية الحيتان التي كانت غائرة في محيطات العالم، فهو يتحايل عليها ويستدرجها حتى تقق الحلم الكبير، ولكنه يبقيها حية مؤقتة ولاياكلها الا فيما بعد حيث لا تخرج الحيتان.
ان الزواج السياسي المشؤوم سيشهده جمع كبير ابرزه الماذون الذي عقد الرباط في نيفاشيا وتابع خطواته منذ الخطبة في ماتشاكوس وتمسى الخطبة بالعقد المبدئي، وهو يراقب الطرفين المشاكسين لتكون نهاية العلاقة : اما امساك بمعروف او تسريح باحسان، الا انه يميل الى الخيار الاخير لانه على صداقة مع كتلة الجنوب، لتكون صداقة دائمة وبلا منازعة والنفط مقابل الغذاء.
وهو يريد ان يقطع الرفصة الاخيرة وهي لان الطلاق والمفارقة بين حركات الجنوب والخرطوم حدث مرتين، الطلاق الاول عام 55 ثم رده نميري عام 72 باديس ابابا ثم حدث الطلاق في عام 83 وتم هذا الرد الاخير في 2005 وبقيت فرصة اخيرة كما هو الحكم (( الطلاق مراتان فامساك بمعرف)) لذا فان هذه الرفصة لا يمكن بدها الرد كما هو معلوم في الشرع لمشابهة الحكم (( فلا تحل له حتى تنكح زوجا غير)) مما يفيد لن ترد الا بعد اعلان الدولة الجديدة ثم اذا حدث تفاهم في المستقبل حتى تكون هناك فرصة للاتحاد من جديد اذا سمح الماذون العنيد. وهذا سر استعجاله لينهي امامهم فرصة التعايش ليضمن الانفصال في غياب العقلاء من العائلة المشردة.
فهذا الرباط المؤقت شهد عليه الطرفان بانه لمدة ستة سنوات كحد اقصى ولكن طبيعة مافيا الخرطوم تشير الى انه لن يستمر طويلا ولن يكلم المدة التي ذكروها، وسيشهد صراعا كثيرا ووسطاء لا تنقطع رحلاتهم الماكوكية، لذا علينا ان لا نكون بين الحاضرين حتى لا نعيير بالمشاركة في الرباط الفاشل.
عثمان حسن بابكر
[email protected]