السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

التعصب القبلي والإعتداءات والعنف من صفات العرب بقلم عبدالغني بريش/أمريكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/5/2005 1:45 م

بسم الله الرحمن الرحيم-----
التعصب القبلي والإعتداءات والعنف من صفات العرب/عبدالغني بريش/أمريكا
أسباب الهجرات العربية الى اوطان الغير كثيرة ومتنوعة منها الصراعات القبلية والاقتتال بين الأسر،ومنها البيئية اي البيئة التي كانت تبدو كئيبة لا نبات فيها ولا تنزل فيها الآ قطرات من المطر من قرن لقرن،ومنها الاطماع التوسعية وغزو أراضي الأخرين مستخدمين الإسلام كسلاح 0
بدأ تدفق القبائل العربية الى السودان بعد الفتوحات العربية الاسلامية لمصر، وقد وجدت هذه القبائل ارض السودان واسعة حيث هطول الامطار بغزارة وتوفر المراعي والزراعة المطرية وكرم اهل البلد الاصليين، واصابتهم الهلع ولم يصدقوا ما رأووه في ارض افريقيا من خيرات ونعم،ولا شك ان هذه الهجرات ساهمت مساهمة كبيرة في تغيير المناظر الطبيعية بتلك الاقاليم السودانية ،فبعد الهجرات العربية نحو الغرب والشرق وشيوع النهب وقطع الطرق ومختلف أنواع التعدي على القرى والمزارع تحولت الأراضي الخضراء الى صحاري مجدبة-----و
عندما اشتد سواعد العرب في الاقاليم التي سمح لهم الاهالي بالاقامة فيها واستغلالها طمعوا في تلك الاراضي وقاموا بإعتدات على السكان الاصليين وسبوهم واغتصبو النساء وهذا قياسا على ماقامت به القبائل العربية من اعتداءات في جهات افريقية اخرى وعلى شعب افريقي اسلامي وقد وردت في شكوى من سلطان برنو الى السلطان الظاهر ابي سعيد برقوق سنة 1392 ضد بعض الاعراب قال فيها " فإن الاعراب الذين يسمون جذاما وغيرهم قد سبوا احرارنا من النساء والصبيان وضعفاء الرجال وقرابتنا وغيرهم من المسلمين--- وهؤلاء الاعراب قد افسدوا ارضنا كلها في ارض برنو كافة حتى الان وسبوا احرارنا وقرابتنا من المسلمين ويبيعونهم لجلاب مصر والشام وغيرهم ويختدمون ببعضهم" انظر مامون شبيكة السودان عبر قرون ص 43 طبعة 1966
ويروي لنا نفس التاريخ والمصادر العربية ان بعضا من أمراء بني أمية هربوا من مصر الى بلاد النوبة والبجة عندما خرّ صريعا في مصر مروان ابن محمد اخر خليفة لهم،وكانت سياسة بني العباس ترمي الى ابادة البيت الأموي - فلا غرابة إذا ما توغل العرب الامويين في مجاهل افريقيا وقفارها خوفا من سياسة الابادة الجماعية ------ ومن غير المستبعد ان ما يجري من سياسة التطهير العرقي والابادة الجماعية اليوم في دارفور،قد يكون امتداد للتاريخ العربي الأسود المليئ بالخيانات والإغتيالات والتصفيات داخل الأسرة الواحدة ،فلا غرابة في ذلك ايضا فرابطة القبيلة عند القبائل العربية أقوى من رابطة الاقليم اوالقومية والواقع العربي في كل مكان اليوم يثبت ذلك 0
ان ما يحدث اليوم في دارفور وجبال النوبة من فظائع تؤكد ان النعرات القبلية الضيقة عند القبائل العربية هي التي تسوقهم وتحدد مصيرهم وانها لإمتداد لتأريخهم الأسود--- ويحدثنا مكي شبيكة في كتابه السودان عبر قرون "-كيف تهاوت دولة مقرة وانقسمت الى امارات صغيرة عندما صبغت بالطابع العربي وحتى في دولة الفونج راينا تلك النزعات الاستقلالية والتمرد على السلطة المركزية والوقائع المستمرة بين القبائل وعلى الناحية الدينية تغلب الطابع الصوفي على طابع التفقه في العلم والشريعة ورحل الكرامات والشطحات وشيخ الطريقة كون لنفسه العديد من الاتباع والمريدين رهن اشارته وطوع بنانه ينظرون اليه
بعين التقدير والاعجاب والقداسة"
وقد تابعت القبائل العربية مسيرتها نحو اواسط السودان تحتل المناطق الواسعة الخالية والمسكونة لتثبيت اقدامها فيها وامتزجت الثقافة المحلية بثقافة الوافدين ولعب الاسلام دورا اساسيا في تغليب الثقافة العربية على الثقافات واللغات المحلية ،وهكذا تغلغلت القبائل العربية الى الجسد السوداني وتحت اغراء الثروات المتراكمة فيه،وقد اعتبرت بعض القبائل السودانية الأعراب الوافدين همجا حقيقيين تحضرهم مستعص وكانوا حريصين على الآ يختلطوا معهم ويفضلون على اقصى تقدير بقبولهم كغزاة ،لكنهم لم يحاولوا ابعادهم عن تلك الأراضي --- والواقع ان الأعراب كانوا يخشون بكل بساطة الآ يكونوا مسايرين للأحداث وينم موقفهم هذا عن نوع من التعالي الفكري ولو كان موقفهم متسقا باتجاه مصلحة الشعب الاصيل لقادهم الى التقدمية ،لكن الوضع ابعد من ان يكون كذلك،حيث أدت حوادث النهب والسلب والتعدي على الأنفس والأموال من تلك الأقاليم وعاث بعض الأعراب الاجلاف الجهلة السفلة فسادا، وهم لا يتصفون بفضيلة ما غير الفوضى،وبما ان العقلاء منهم كانوا يزجرونهم ويتهددونهم ويتوعدونهم بالعقاب الشديد،لكن لم تتبدل نفوسهم وعقلياتهم وقد شبوا على الفوضى والظلم والقبلية الضيقة----
قد لاحظنا ان أغلبية القبائل السودانية رحبت بالوافدين الجدد ذلك لانهم حملوا وجلبوا معهم ديانة جديدة وكان هو الاخر أي الاسلام محل ترحاب كبير عند الأهالي لانهم رأووا في اعتناقهم له خلاصا لهم من الوثنية المتفشية والمسيحية الناقصة ،لكن أُستغل هذا القبول والترحاب من قبل الأعراب ليفرضوا اللغة العربية والثقافة العربية كشرط لصحة الإسلام، ووصفت القبائل التي لم تقتنع بهذا المنطق المعوج وبوجهة النظر هذا بالتمرد والوثنية وإعتدوا على أراضيها مستغلين ضعف فهم الأهالي للإسلام ،ومن هنا بدأت الكثير من القبائل السودانية تساورها الشكوك من تصرفات الوافدين ونواياهم الحقيقية،وبدأت هذه القبائل العربية في التوسع شرقا وغربا طمعا في خيرات أهل البلد حتى وصلت كردوفان" وكُر دُو فان إسم نوبي الأصل له معاني تختلف من قبيلة لقبيلة"
فيما يتعلق بسياسة هذه القبائل العربية لم يكن مستغربا على الاطلاق ان يظل الجزء الاكبر مبهما غير مفهوم وان يظل الجزء المفهوم وان كان قليلا من كثير قابل لاكثر من تأويل وتفسير " استغلال الاسلام لاغراض قبلية توسعية دنيوية"
فكل الحروبات التي قادتها هذه القبائل العربية كانت عنصرية قبلية ضيقة أي لم تكن قومية او اقليمية، وكان هذا الاسلوب غريبا على الأهالي لأنه لم يكن النطام الذي عرفوه----- وبدخول المفهوم القبلي الممزوج بالإسلام وظهور عادات وتقاليد جديدة لم تكن معروفة من قبل بدأت المجتمعات السودانية في التمزق والانكماش حفاظا على عاداتها وتقاليدها ولغاتها وتراثها،ولتأكيد على سلوك العرب القبلي ففي عهد المهدية مثلاً" بدأ الخليفة عبدالله التعايشي بعد موت المهدي بتهجير أهله البقارة من غرب السودان الى أم درمان وذلك ليجعل كل اولاد الغرب من البقارة في موقف اقوى من حيث العدد والاسلحة والذخيرة وتعيين العمال عليهم من ابناء جنسهم للتأكد من حسن المعاملة واراحتهم في المأكل والمشرب والملبس، وتكسير شوكة زعماء القبائل الأخرى لكيلا يعوقوا مسيرة الهجرة البقارية الى أم درمان ،وطلب الخليفة التعايشي من محمد خالد زقل ان يحضر معه رؤوساء التعايشة والهبانية والمسيرية والرزيقات الى ام درمان ،وعقاب الذين اعترضوا طريق المهاجرين من قبائل المسيرية وان لا تثنيهم موت المهدي عن الحضور الى ام درمان" وما الحرب العنصرية التي يجري رحاها في دارفور اليوم الآ امتداد للمفهوم القبلي العرقي العنصري العربي الضيق" انصر أخاك ظالما أو مظلوما" لإبادة القوميات الأفريقية التي رحبت بهم ترحابا حارا، وبعد ان عاشت القبائل الافريقية مع تلك القبائل الوافدة جنبا الى جنب لمئات السنوات بسلام وأمن ووئام، يخرج من حيث لا يدري الدارفوريين الأشباح والجنجويد والخنازير وجيش قريش والعفاريت والأباليس العروبية وجيش محمد الخ هذه الجماعات التي تفتقر الى المدنية والحضارة والإنسانية
لتقتل مئات الآلآف من الابرياء العزل لاغراض قبلية ضيقة، وتتوهم هذه القبائل ان بامكانها القضاء على السكان الاصليين لكنهم خطأؤون جميعا--- اننا لا ننشد الفتن ولا ننبش في الماضي البعيد لكن هي الحقيقة ولا فائدة فينا ان لم نقلها turth hurt وفي عام 1987 تعرض قبائل الدينكا لمجزرة عرفت "بمذبحة الضعيين" وكان الطرف المعتدي قبائل عربية وفي عام 1985 تعرض أهالي منطقة قردود النوبية وكان الطرف المعتدي قبائل عربية ،إذن مكان ما تواجد الأعراب كان هناك قضية قبلية وانتشار حمل السلاح غير المرخص وإفتقاد للأمن والطمأنينة 0 وعليه
نناشد أخيار العربان وعقلاءهم وهم كثر ان ينبذوا التعصب القبلي الأعمى ويتدخلوا لصالح السودانية والبشرية والإنسانية جمعاء لاننا نعيش في القرن الواحد و21 والعالم في طريقه الى الإندماج--------------------------- والسلام [email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved