السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

جريمة حرب بدارفور مقتل المرحوم عثمان حجر شاهدا بقلم فايز منتصر أبوالحسن -القـــــــــاهـرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/4/2005 1:08 م

جريمة حرب بدارفور
مقتل المرحوم عثمان حجر شاهدا

التقيت بالمرحوم لأول مرة في عام 1997 وفارقته لأخر مرة في منتصف عام 2004. اللقاء كان ببيروت حيث جمعتنا الدراسة الجامعية في ظروف حياتية ومعيشية صعبة للغاية خاصة وأن الدراسة كانت على نفقتنا الخاصة في ظل إيقاف نظام الإنقاذ للتحويلات الخاصة بالطلاب إذ كنا نعمل سويا في أعمال يدوية شاقة وبأجور زهيدة حتى نؤمن المصاريف الدراسية للعام القادم كما وأن وضعنا من حيث الإقامة القانونية غير سليمة مما فرض علينا ضغوطا نفسية إضافية.

وجدته شاباً خلوقاً وخلاقاً، زاهداً وعفيفا، ذكياً ولماحاً، صادقا وكريماً تلمس فيه كبرياء أهلنا الغرابة مع تواضع جمً. شاركته السكن في غرفة واحدة لأكثر من عامين بحي كرم الزيتون جوار محلة بركة المطران، عرفت من خلاله الكثير عن طبائع وأخلاق دارفور وسلطنته، كما عرف هو من خلالي الكثير عن سنار ومملكته.

شاءت الظروف والحظ النحس أن تقوم السلطات اللبنانية في عام2000 بترحيلنا إلى السودان بحجة عدم قانونية إقامتنا وكنا مجموعة لا تقل عن سبعة عشر طالبا حيث عدت بعدها إلى القاهرة لمواصلة الدراسة فانقطعت أخباره عني لأفاجأ به في عام 2003 بأحدي شوارع القاهرة حيث جاء المرحوم من السودان في محاولة للهجرة إلى أمريكا أو استراليا ولكنه لم يوفق فآثر التيمم نحو ليبيا في صيف عام 2004 وكان ذلك أخر عهدي به.

بالأمس علمت من أحد معارفه أنه استشهد في المعارك الأخيرة التي جرت بين حركتي التحرير والعدل والمساواة الدارفوريتان.
الشهادة شرف يبتغيها كل مسلم ولكن ما أحزنني ظروف استشهاده حيث علمت انه اختلف مع قادته بحركة العدل والمساواة قبل المعارك بأيام قليلة فجرى اعتقاله تحت شجرة في العراء مقيد الأيدي والأرجل وعند بداية الهجوم فر القادة والجنود فتركوه أعزلاً مقيداً لا حول له ولا قوة ولا وسيلة للدفاع عن نفسه وهي جريمة لا سابقة لها في تاريخ الحركات الثورية، فالأخلاق والشرف تدعوان لتحمل مسئولية أسير بهذا الوضع إما بإطلاق سراحه قبل الهجوم أو حمايته أو إعطاؤه ما يمكنه من الدفاع عن نفسه، واعتقد أن هذا التصرف يرقى إلى جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية.

كبر حزني و ألمي حينما علمت أنه يتيم الأم ومسئول عن أخت وأخ باعتباره الأكبر، لقد أنقضي حلمه بالهجرة إلي أستراليا ولكن دمه وروحه سيظلان يطاردان أولئك الأوغاد السفلة الذين لم يراعوا تركوه مقيدا وهربوا.


ألا رحم الله عثمان حجر وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وجميع أصدقائه الصبر والسلوان.


فايز منتصر أبوالحسن
4/7/2005 القاهرة



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved