نعم فقد اكتملت خيوط المؤامرة لتطبيق وتنفيذ المخطط الامني الرامي الي عزل قبائل التمرد عن بعضها ثم عمل تحالف مؤقت بين العرب وهذه القبائل المسحوبة لضرب الزغاوة وابادتهم ومن ثم ضرب الفور والمساليت بواسة الحكومة والجنجويد , واخيرا اثارة الفتنة بين القبائل العربية نفسها وتدميرهم , وبذلك يخلو الجو للثالوث الجعلوشايقودنقلاوي لحكم السودان. ولكن مهلا , ماذا عن قرنق والجنوبيين؟؟ يقول المخطط بان هؤلاء سنفصلون عن السودان وتكون لهم دولتهم بنهاية الفترة الانتقالية, وهو ما اكده علي عثمان في الاجتماع الذي تم بينه وصلاح قوش وزعماء الجنجويد والذي طالبوا فيه الجنجويد بالكف عن ملاحقة الفور والمساليت لتسهيل تنفيذ المخطط , دون ان يحدثونهم طبعا بان دورهم سوف ياتي بعد القضاء علي القبائل غير العربية.
وعلي عثمان وزمرته من الجلابة دائما ما ينعتون موسي هلال وادم حامد موسي بالمغفلين الاكثر نفعا في تاريخ الجلابة.
ولكن هيهات هيهات لمثل هذا المخطط ان ينجح ,خاصة وان الفور والمساليت هم اهل تاريخ ناصع في الوطنية ويكفي انهم القبيلتان الوحيدتان في السودان التان كانت لهم ممالك مستقلة عندما كان السودان كله يرزح تحت نير الاستعمار. ومششهود للمملكة الفور بانها كاسية الكعبة ولها اياد بيضاء في خدمة الحجاج المسلمين وابار علي الذي سمي باسم السلطان علي دينار لسقية الحجاج بالمدينة المنورة شاهدا حيا الي اليوم. والمساليت عرفوا منذ القدم بانهم محاربون اشداء وقد ابلوا بلاء حسنا في هزيمة الطليان في الحرب العالمية الثانية , وهم الوحيدون الذين لا زالت مملكتهم قائمة الي اليوم ويكفي ان الامير بحر الدين امير المساليت طبقت شهرته الافاق , فهل يحلم من كان ابه واهله هم الذين قادوا الاستعمار الي السودان وخانوا المهدي من امثال علي طه بتفويت حيلهم الماكرة والخبيثة علي اناس لهم هذا الارث التاريخي والنضالي؟ الايام ستكشف عن ذلك رغم وجود قلة من ضعاف النفوس بين القبيلتين الذيتن لا هم لهم الا انفسهم.
وارهاصات هذا المخطط بدت تظهر معالمها. فقد هدات هجمات الجنجويد ضد الفور والمساليت واشدت ضد الزغاوة. وبادرة الحاج عطا المنان ونصيحته لعلي عثمان بتعيين ابا القاسم سيف الدين واليا لجنوب دارفور لضرب الزغاوة لخبرته في ذلك عندما كان واليا علي دارفور الكبري عقب خروج دريج مغاضبا اخر ايام النميري , ورشوة امير المساليت بوسام النيلين لسحب قبيلته من التحالف المعروف للقبائل الثورية حاملة السلاح, ما هي الا دلائل علي ان هؤلاء البائسين لا زالوا في غيهم ووهمهم باخماد ثورة المهمشين التي ما انطلقت الا لتنهي ما جاءت من اجله, قسمة عادلة للسلطة والثروة وانهاء هيمنة نفر قليل من الفاشلين الذين ادمنوا الفشل اكثر من خمسين عاما كانت محصلتها ما نحن عليه الان.
ولا نظن ان الفور والمساليت الذين ذاقوا التقتيل وشق بطون النساء وقذف الاطفال الرضع ثم تلقفهم بالحراب بواسطة الجنجويد, والذين ايضضا حرقوا المزارع وابادوا اشجار المانجو في الجنينة حاضرة المساليت, لا اظن هاتين القبيلتين ترضي باي ثمن لقاء تحالف مؤقت مع هؤلاء الجنجويد . وليس هناك في هذه الدنيا ما يمكن ان يجعل المرء يضع يده في يد قتلة من هذا النوع.وليتذكر الفئة القليلة من الضالين من ابناء الفور والمساليت الذين رضوا بان يقوموا بالدور القذر نيابة عن علي عثمان وزمرته , فاليتذكروا المثل القائل : اكلني الاسد يوم اكل الثور الاسود.
مخمد احمد موتسو
السعودية