السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عفواً سيادة الرئيس ... أين الرغيف واللبن؟ بقلم طه يوسف حسن: سويسرا – جنيف

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/4/2005 12:29 م

عفواً سيادة الرئيس ... أين الرغيف واللبن؟

طه يوسف حسن: سويسرا – جنيف

زار الرئيس المؤتمن

بعض ولايات الوطن

وحين زار حينا

قال لنا: هاتوا شكاويكم بصدق في العلن

و لا تخافوا أحداً

فقد مضى ذاك الزمن

فقال صاحبي حسن : يا سيدي الرئيس

أين الرغيف واللبن ؟

وأين تأمين السكن ؟

وأين توفير المهن؟

وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟

قال الرئيس في حزن :

أحرق الله جسدي أكلّ هذا حاصل في بلدي

شكراً على تنبيهنا يا ولدي

. . .

ومرت الأيام وبعد عام

زارنا الرئيس مرةً ثانيةً

قال لنا: هاتوا شكاويكم بصدق في العلن

و لا تخافوا أحداً

فقد مضى ذاك الزمن

لم يشتك الناس فقمت معلناً

يا سيدي الرئيس

أين الرغيف واللبن ؟

وأين تأمين السكن ؟

وأين توفير المهن؟

وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟

عفواً....... سيادة الرئيس

و أين صاحبي حسن؟

رغم أن سويسرا لم يكن لها دويلات فرانكفونية كما لفرنسا ولم يكن لها مستعمرات كما لبريطانيا ولم يفرض عليها استعمار ثقافي كما فعل هتلر لشعوب النمسا و لكنها تتحمل العبء الأكبر من بعض سياسات الحكومات الأوتقراطية و الديكتاتورية في العالم حيث أصبحت الملاذ الأمن والضامن لكثير من الشعوب التي تعاني من حكم الحجاج بن يوسف وللشعوب التي تعاني من قلة الجرذان في ديارها وقديماً لجأ إليها الدوتشي الإيطالي بينيتو موسوليني الذي عمل نادلاً في إحدى النوادي الليلية في مدينة أيفردون Yaverdon وOrbe أورب وكان ذلك عام 1903 قبل أن ينتقل إلى العاصمة برن وعمل في إحدى شركات البناء في لوقانو وتمتع بحرية وحركة لم يحلم بها في أرضه وترابه في إيطاليا وقد شدد الكتّاب والمؤرخون الذين أرخّوا لحياة موسوليني على أهمية الفترة التي قضاها تحت كنف الفدرالية السويسرية والتي تشكلت فيها شخصيته السياسية أتى الدوتشي الإيطالي إلى سويسرا لاجئاً وخرج منها زعيم سياسي ثم عاد إليها بعد بضعة سنين متقلداً منصب رئيس الحكومة الإيطالية للمشاركة في مؤتمر السلام الشهير الذي انعقد في لوكارنو عام 1925. من جحيم الثورة الفرنسية لجأ إليها الفيلسوف الفرنسي جان جاك رو سو صاحب المقولة الشهيرة( تنتهي حريتي عندما تبتدئ حرية الأخريين) وتحول من لأجئ إلى مهندس للديمقراطية السويسرية التي تتكئ على إرادة شعبية وضع لمسات أفضل ديمقراطية شهدها التاريخ تستند على إرادة سياسية وسلطة خفية في يد الشعب وإليها لجأ الرسام الألماني بول كيلي صاحب أول معرض تشيكلي في العالم 1914 أتى الفنان بول كلي إلى العاصمة السويسرية برن طالباً للجوء وباحثاً عن الأمان ليتمكن من مواصلة فنه الراقي في جو معافى من أنفلونزا السياسة والاستبداد حقق أكبر عمل فني في أرض البحيرات الزرقاء سويسرا وهو اللوحة الفنية الرومانسية (المسافر فوق بحر من الضباب) التي تعبر عن التصوف تجاه الطبيعة وفي أرض هيلفيتيسيا. قضى الكوميدي الإنجليزي شارلي - شابلن بقية حياته في سويسرا بالقرب من مدينة مونترو السياحية ومثله كثير من شعوب العالم الثالث بمختلف انتماءاتهم الحزبية والقبلية الذين لجأوا إلى سويسرا بحثاً عن الأمن وربما الخبز والماء والشعير , وحتى الذين يعملون في المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية والذين يقدر عددهم بحوالي 36% من عدد السكان الأصليين يعتبروا لاجئين أي نعم ليس بمفهوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNCHCR و لا بمفهوم المكتب الفدرالي السويسري للاجئين وإنما بالمفردات والمعطيات الإيجابية التي يحصلون عليها في أرض البحيرات الزرقاء (سويسرا) و التي تعجز حكوماتهم في توفيرها لهم.

حكامنا في العالمين الإفريقي والعربي يعجزوا أن يوفروا إجابة شافية لصديقنا حسن ليس لآن إفريقيا والعالم العربي يعانيان من قلة الجرذان بل لأنهما يعانيان من حكم الحجاج ابن يوسف حتى أصبحت تلك المنطقة الغنية بالنفط (الذهب الأسود) و الماس والغاز والعاج والصمغ وجميع ما تشتهي الأنفس طاردة لأهلها وجاذبة للحكام وأهل الحكم وخاصتهم . ولكن الرئيس السويسري صمويل شميد يتحمل العبء الأكبر في الإجابة على الأسئلة التي طرحها صاحبنا حسن رغم أنه ليس معني بها ولكن بلاده العجيبة المحشورة بين جبال الجورا الخضراء و جبال الألب البيضاء توفر الأمن و الخبز والشعير للذين يعانون ظلم ذوي القربى (حكوماتهم) لا تفعل ذلك من أجل أجندة خفية أو مآرب سياسية و إنما مبدأ والتزام إنساني قطعته على نفسها منذ حياة هنري دونانت مؤسس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر الذي يعني بضحايا الحروب والكوارث الطبيعية وسويسرا هي الدولة الوحيدة المعنية بمراقبة كل الاتفاقيات الإنسانية وذلك بموجب ميثاق الجمعية العامة للأمم المتحدة.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved