السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

يوسف كوة,, والتاريخ النضالي المشترك بين الجنوب والشمال بقلم ابوبكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/31/2005 1:42 ص

ابوبكر القاضي ــــ يوسف كوة,, والتاريخ النضالي المشترك بين الجنوب والشمال
آلام يوسف كوة,, في الزمن الرديء: في مساء الجمعة 22 يوليو2005 نظم المهمشون من ابناء جنوب السودان ومنطقة جبال النوبة حفل استقبال بصالة الاندلس بالدوحة بمناسبة السلام (محور نيفاشا) في السودان, الحضور كان متنوعا الرسمي ـ طاقم السفارة السودانية, الاهلي بدءا بالسيد عمر عبدالله محمد رئيس الجالية, وناشطو المجتمع الاهلي من حزبيين ونقابيين مهنيين والمرأة السودانية, خلف المنصة الرئيسية توجد الصورة التذكارية التاريخية للحظة ترقية مساعد الياي لحظة اداء القسم لمجلس الرئاسة في 9/7/2005 المشير عمر البشير ود, جون قرنق والاستاذ علي عثمان, وعلى حيطان الجانب الايسر من الصالة توجد صورة للرمز يوسف كوة مكي! كنت اعلم من المثل المصري ان «الحيطان ليها ودان» ولكني اكتشفت في تلك اللحظة ان الحيطة تتكلم وفيها روح وفيها حضور كامل للراحل الغائب الحاضر ابدا الشهيد يوسف كوة الرمز التاريخي في التاريخ الحديث لمنطقة جبال النوبة, ومحور مقالي هو مساهمة الشهيد يوسف كوة في بلورة مشروع السودان الجديد, ومنحه المصداقية من خلال التجربة المعملية الميدانية,, لذلك سأعود الى هذا الموضوع لتقديم الاسانيد والتحليل, الاحتفال كان رمزيا حقق اغراضه وقد قام تليفزيون السودان الرسمي بنقل مقتطفات منه من النشرة الرئيسية الساعة العاشرة مساء 25/7/2005 مما يعني ان قطار المهمشين في الجنوب وجبال النوبة قد تحرك نحو المركز في اتجاه مركز اتخاذ القرار, وفي صالة الاحتفال تعطف عليّ الاخ هادينق ودا منيل ـ رمبيك ـ قائلا: نعم نحن نحتفل اليوم بالسلام (لكن هذا عرس دون دخلة على العروس) وفرحتنا تكتمل بحسم ملف دارفور والشرق, يومها نحتفل بالسلام الشامل), لقد وضع الاخ محمد ميرغني بصماته الفنية وقد كان نجم المنصة هو الفنان السني دفع الله عريف الحفل, في اليوم التالي لاحتفال المهمشين اتصل بي على الهاتف الاستاذ بدر الدين الامير وبقدر ما كان سعيدا بالمناسبة الا انه انتقد الاحتفال في الشكل والمضمون وسرني انه دون ملاحظاته خطيا ويعتزم نشرها فهي من ملكيته الفكرية الحصرية وعندما اكمل حديثه على الهاتف قلت له اني اجد في حديثك ريح الخاتم عدلان,,لولا ان تفندون,,فالراحل المقيم الخاتم مدرسة في نقد وتقويم الحركة السياسية والفكرية في السودان الحديث, وقد دعا صراحة الى نقد الحركة الشعبية بعد ان تحولت من معارضة الى سلطة, الشهيد يوسف كوة مكي اعطى مشروع السودان الجديد مصداقيته: رسالة الحركة الشعبية لتحرير السودان من اول يوم ومنذ عام 1983 كانت رسالة وحدوية موجهة للشعب السوداني والهدف كان (تحرير السودان كله) والتحرير ليس موجها ضد اشخاص, وليس موجها ضد الاسلام كدين وليس ضد العروبة كعرق وانما تحرير السودان من المشروع الاسلامو عروبي الذي يتاجر بالاسلام والعروبة ويجعلهما ادوات لتكريس الاستعلاء وإقصاء الآخرين وهو مشروع ضد (التنوع) الذي هو آية من آيات الله فالاختلاف الفكري واللون والاعراف هو سنة الله, وقد حاول الاقصائيون تبديل وتحويل سنة الله باسم الله, مشروع السودان الجديد هو ببساطة مشروع التعددية الفكرية والثقافية في اطار وحدة السودان, وهو مشروع يطالب فيه غير الناطقين بالعربية بحقهم في التعبير عن ثقافتهم دون الاستعلاء او ازدراء من احد, وان يكون التليفزيون السوداني مقطعا لمرآة من صفاء النيل تعكس جميع الفنون السودانية, التحاق الشهيد يوسف كوة عام 1984 بالحركة الشعبية لتحرير السودان, ثم بعده عبدالعزيز الحلو ومالك حفار (جنوب النيل الازرق) عام 1985 ـ اعطى مشروع السودان الجديد مصداقية ورسالة صريحة هي ان الحركة الشعبية ليست حركة جنوبية انفصالية وانما هي حركة معنية بكل السودان, يوسف كوة مكي ,, مالك حفار والتاريخ المشترك بين الجنوب والشمال: في البداية نثمن مبادرات الشماليين الذين انضموا للحركة الشعبية من امثال د, منصور خالد وياسر عرمان وبقية السلسلة الذهبية التي سجلها تاريخ السودان الحديث,, والحق ان معظمهم من تربية اليسار السوداني في الماضي عندما تطرح مشكلة جنوب السودان (في عقد الستينيات من القرن الماضي) كانت الحجة للانفصال هي ان شعب جنوب السودان الافريقي مختلف عن اهل الشمال (العرب) المسلمين, اكثر من ذلك كانت الحجة انه لا يوجد تاريخ مشترك بين اهل الجنوب واهل الشمال, بل ان الكثير من اهل الجنوب لا يحملون ذكريات عن الشمال الى تاريخ الرق, وتجار الرقيق, الزبير باشا رحمه وكرم الله كركساوى, الاضافة الحقيقية التي ادخلها كل من يوسف كوة مكي (جبال النوبة) ومالك حفار (جنوب النيل الازرق) تتمثل في الآتي: 1 ـ تغيير الاتجاه جنوبا, موسم الهجرة كان دائما نحو الشمال العربي المسلم التوجه جنوبا بعد ان اعلن المشير جعفر نميري تطبيق الشريعة في السودان بموجب قوانين سبتمبر 1983 وقوانين الطوارىء في عام 1984 له معان تاريخية كبيرة جدا, ما يميز انضمام يوسف كوة مكي ومالك حفار للحركة الشعبية هو ان انضمام اي واحد منهما كان انضمام شعب بحاله, انضمام رمز وليس فردا, 2 ـ انضمام شعب جبال النوبة بقيادة يوسف كوة للحركة الشعبية وانضمام شعب جنوب النيل الازرق ـ لم يكن قرارا عاطفيا, ولا فورة حماس, وانما كان نضالا مشتركا (جمع المهمشين) ضد المركز, القاسم المشترك بين هذه الشعوب اذن هو المصير المشترك والهدف المشترك المسألة ببساطة هي لقاء شعوب جمع بينهما التهميش الثقافي الذي يهدد الهوية الثقافية لهذه الشعوب بالانقراض , ان الله هو خالق الشعوب جعلها مختلفة ولكن النخبة النيلية خلال الخمسين سنة الماضية ارادت ان تمسخ هويتها باسم الاسلام والعروبة, لقد ادرك المهمشون ان في اتحادهم بقيادة د, جون قرنق قوة, وباتحاد شعب جنوب السودان مع شعب جبال النوبة وجنوب النيل الازرق تم خلق تاريخ مشترك يتجاوز الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ القديم ليصنع تاريخا مشتركا جديدا ونضالا مشتركا يفسح المجال لبناء دولة (المواطنة السودانية), في اعلام السودان الجديد ,, هل تسقط عنا عبارة «عنصري حاقد»؟! بعد الاستقبال التاريخي للدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية يوم الجمعة 8/7/2005 بالساحة الخضراء والذي حضره (ستة ملايين) وهو تجمع لم يحدث من قبل في تاريخ السودان لاي زعيم سوداني او عربي او مسلم, بعد هذا الحدث تم التوقيع على الدستور الانتقالي واداء الدكتور قرنق (زعيم المهمشين) للقسم كنائب اول وبعد التوقيع على الاتفاق الاطاري في ابوجا بشأن ملف دارفور قلنا اننا نفتح صفحة جديدة من (المعارضة) وذلك لان الاوضاع الجديدة بعد 9 يوليو 2005 تختلف تماما عن اوضاع ما قبل هذا التاريخ ,الدستور الانتقالي ينص على الحقوق والحريات ولكن الدستور في النهاية يستمد قيمته وفعاليته عندما تنزل قيمه الى ارض الواقع, وفي حياتنا اليومية وفي هذا الخصوص ابرز النقاط التالية: أ ـ لقد اكتوى الشهيد يوسف كوة بتهمة العنصرية (كان يتهم بأنه عنصري حاقد) لمجرد انه يطالب بحقوق شعبه في جبال النوبة في كردفان ـ الابيض ـ بمجلس الشعب الاقليمي, وتهمة العنصرية تلصق بكل من يتحدث عن خصوصيته الثقافية او الدينية وما زلنا وبعد عقدين من الزمان من آلام يوسف كوة نكتوي بتهمة العنصرية لمجرد اننا سخرنا امكاناتنا للدفاع عن قضايا المهمشين, ودعونا الى تحالف المهمشين فالسؤال: هل يرفع عن كاهلنا تهمة العنصرية في العهد الجديد؟ 2 ـ لقد تفضل الاستاد يوهانس موسى فوك بتسجيل ورصد ونشر مقررات (مؤتمر كل النوبة) الثاني الذي انعقد في كاودا في الاسبوع الاول من ابريل 2005 وناقش قضايا عديدة مثل: الوحدة في ظل التنوع, العودة الطوعية واعادة اعمار منطقة جبال النوبة والتراث والثقافة,, الخ, وقد خلص المؤتمر الى توصيات وقرارات هامة (تسع نقاط) نذكر منها التأمين على توصيات وقرارات مؤتمر كاودا الاول في ديسمبر 2002, اتفاق النوبة حول مبادىء السودان الجديد, الابتعاد عن النعرات العنصرية واشاعة المحبة والسلام والبند التاسع يقول (اكد المؤتمرون أن تكون اللغة الانجليزية هي لغة التدريس في المراحل الدراسية المختلفة في الاقليم على ان تدرس اللغات المحلية كمادة في المراحل الاولية), لم تقم القيامة ضد التوصيات والقرارات وأخص بالذكر التوصية المتعلقة (باللغة) الانجليزية كبديل (اللغة العربية) في هذه المنطقة التي تسكنها قبائل مختلفة وفي السودان القُطر العضو في الجامعة العربية, اقصد لم يصدر حكم بتكفير (كل النوبة) ولم تصدر ضدهم التهمة البغيضة (عنصري حاقد), 3 ـ مشروع المهمشين ,, السودان الجديد ,, مشروع التنوع الثقافي والفكري يحتاج الى اعلام خاص يمتلكه المهمشون ولا يخضع لرقابة اصحاب المشروع الاسلامو ـ عروبي, الذين يعتبرون ان اي توجه نحو الخصوصية الثقافية لأي مجموعة في السودان عمل (عنصري حاقد) نتطلع الى قنوات فضائية, ومواقع على الشبكة الدولية تعبر عن ثقافة المهمشين والتنوع الثقافي والفكري والديني في السودان لتحويل التوصيات والقرارات المتعلقة (بالوحدة مع التنوع) الى ارض الواقع, نتطلع الى منابر اعلامية نعيد فيها كتاب التاريخ ونعيد الاعتبار للزاكي طمل, والمرتزقة في 2 يوليو 1976 لانهم ليسوا مرتزقة ونعيد الاعتبار لعباس برشم والشهيد حسن حسين ورفاقه والتهنئة لجزيرة خرطوم مونتورز (الناطقة بالانجليزية) لمعاودة صدورها, وقد عانت من تهمة العنصرية ولتبقى نواة لإعلام المهمشين ولتسلم من تهمة العنصرية,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved