ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
النهاية المزرية للمتأسلمين من المؤتمرين الوطني والشعبي بقلم الطيب محمد علي-القاهرة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/31/2005 1:34 ص
السؤال الذي لا يختلف في اجابته اثنان هو هل حزب المؤتمر الوطني حزب حربائي؟ يتلون حسب المكان والزمان الذين فيهما اذ ان الحرباء يغير لون جلده حسب لون الشجرة التي يتسلقها تفاضيا للشذوذ وعدم الاتساق مع من حوله وهذه الصفة مطابقا تماما لحزب المؤتمر الوطني , فاذا حركنا عجلة التاريخ الى الوراء نجد ان هذا الحزب هو ما كان يعرف بالاخوان المسلمين الذي وفد الينا من مصر المؤمنة باهل الله على راي الشيخ البرعي, الا ان شخيهم حسن الترابي لم يقبل ان يكون تابعا لمصر فانشق على الجماعة واسس ما عرف في ذلك الوقت بجبهة الميثاق الاسلامي واستمروا على هذا النهج الا انهم لم يجدوا تأييد من الشعب نسبة لسيطرة الاحزاب الطائفية على مقاليد الامور بالبلاد تحت زعاماتهم الدينية المهدي والميرغني الكبيرين الذين تمكنا من اقناع غالبية اهل السودان بحقهم الالهي في حكم السودان دينيا وسياسيا و من بعدهم لكل من يأتي من ذريتهم الصالحين الشئ الذي دفع بكثير من الاسلاميين الجدد من التصاهر مع اهل البيتين الكبيرين حتى يتسنى لهم المشاركة في حكم البلد وعلى رأس هذه القائمة كبيرهم الذي علمهم السحر الدكتور الترابي وبعد ان فشل من حكم البلاد رغم تقربه من اهل البيت هداه تفكيره الى تغيير لون جلده مرة اخرى تحت مسمى الجبهة القومية الاسلامية عسى ولعل ان يحالفهم الحظ ويجدوا ثقل جماهيري وينافسوا ال البيتين على زعامة البلاد فحققوا بعضا من النجاح وسط دوائر الخريجين وذلك لقلة قناعاتهم بالاحزاب التقليدية وبحثهم الدؤوب نحو الجديد ورغم احتواء الحزب على غالبية الخريجين الا انهم فشلوا ايضا في تحقيق اي نجاح يذكر على الصعيد الجماهيري الميداني وذلك في اخر انتخابات شبه ديمقراطية جرت في البلاد,فاصبهم الغبن والاحباط فقد الامل في الزعامة عبر الجماهير وتوصلوا على فكرة تسلمهم السلطة وهو اقتراح من الدكتور الترابي الى التيار الاسلامي داخل الجيش ان يقوموا بانقلاب على سلطة البلاد شبه الشرعية ونفذوا ذلك الانقلاب المشئوم صبيحة 30/6/1989 وبذلك دانت لهم السيطرة على البلاد ومن حماقاتهم اذ قاموا بتخريب اقتصاد البلد الهش من اصله واشعلوا حربا دينية في الجنوب ودعوا الى اسلمة وعربنة كل السودان وبالقوة الا انهم فشلوا فشلا ذريعا في فشلاء واخواتها اضافة الى الحنكة السياسية والعسكرية للدكتورقرنق. ثم ماذا بعد هذا؟ قام شيخهم الجليل بعمل استخارة في ليلة خريفية ماطرة وتوصل في نهاية الامر وتوصل الى قرارات خطيرة وهي ان سبب كل هذه المصائب التي هم فيها من عزلة داخلية وخارجية والهزائم المتوالية على الصعيد السياسي والميداني وقلة جماهيرية الحزب وعدم رضا الخارج وخاصة سيدة العالم امريكا هي ثلاثة كلمات متتاليات تمشي كل واحدة وراء الاخرى ولم يحصل ان افترقن منذ سنوات والكلمات هي الاولى (الجبهة) والثانية هي(القومية) والثالثة وهي تقريبا سبب كل البلاوي(الاسلامية) فلابد من حزف هذه الكلمات من قاموس السياسة السودانية وجاء الاختيار وبعد مداولات على كلمتين لهما صدى على اذان الجماهير وربما يجلب الخير والبركات الى السودان وهو(المؤتمر الوطني). وما اتذكره الايام الاولي لتغير اسم الحزب الى المؤتمر الوطني اذ دعاني احد كوادر الجبهة الاسلامية انذاك المؤتمر الوطني حاليا بحي الصبابي بحري وتربطني به صلة قرابة لحضور اجتماع شبه رسمي للكوادر بالحي لتوعيتهم بكيفية الترويج للمولود الجديد اقصد الاسم الجديد للحزب وكان الاجتماع بمنزل احد كوادر الجبهة بالميرغنية بحري والجدير بالذكر ان هذا المنزل من ممتلكات ال البيت اي الاتحاديين التي تمت مصادرتها انذاك, فقام المتحدث الاول وقال يا اخوتي في الله اننا مررنا بتجارب صعبة منذ قدومنا الى الى السلطة ولم نتهنى ولو ليوم واحد وكنا نقول انها ابتلاّءت من الله وتزول انشاءالله ولكنني اعتقد ان الابتلاء له حدود وانها لا خير فينا ان لم نقولها ,فان الذي بنا بلاء وليس ابتلاء وهناك فرق واضح بين الكلمتين في فقهنا الحنيف وان التعليمات التي اتت عليّ من الهرم الحزبي وتمشيا مع روح العصر والعولمة والذي يوضح بجلاء في اسم حزبنا الجديد فاننا نقول وداعا للتعصب الديني واننا محتاجين لاكبر عدد من السابلة المنتشرون في شوارع الخرطوم وشرطنا للانضمام للحزب هو الولاء وليس المبدأ وعليكم بتوفير جميع الدوافع لحشد اكبر من الجماهير وحسب استخارة شيخنا فان الطوفان قادم من الغرب والشرق والجنوب وعليكم بتوفير كل ما يغري الشباب للانضمام فمن يريد ان يلعب الكرة وفروا له الملعب والذي الرياضي والاكل الشهي ومن اراد ان يلعب الكارت والشطرنج وفروا له النادي ومن يريد.............! ورغم ان لساني يعف ان ذكرها وانتو فاهمين كل حاجة لابد من توفيرها لان همنا في هذه المرحلة الحرجة هو الرصيد الجماهيرى بغض النظر عن المبدأ والا تكون هذا نهايتنا واظنكم لن ترضوا بها. انتهى المتحدث الاول من تلاوة التعليمات التي اتت اليه من الهرم الحزبي وجلس على مقعده الوثير وقام المتحدث الثاني لاضافة تعليمات اخري الا ان الكهرباء خزلته واصدر التعليمات للبواب لتشغيل الموّلد الخاص بالمنزل فانتهزت فرصة انقطاع الكهرباء ولملمت اطرافي مغادرا الى منزلنا ممنيا نفسي بنهاية مزرية لهذا الحزب الذي يخدع الشعب السوداني ويا يوم بكرة ما تسرع تخفف لي عذابات شعبي. الطيب محمد علي القاهرة [email protected]