فى زمن إنعدام التوازن السياسى للمواطن السودانى ...وزمن البحث عن الفرح الزائف بالتهليل لاى مصافحة سياسية ...وفى زمن الزغاريد الفجائية ....نحاول أن لا تنتابنا حالة اللاوعى وأن لايصيبنا مرض فقدان الذاكرة السياسى الذى أٌوبتلينا به كشعب.
قد تكون وقف إسالة الدماء سبب فى هذا الفرح المؤقت ولكن هيهات أن تكون مسامحة مخربى النمو الوطنى منذ 1989 من ضمن الصفقة. وهيهات أن يكون فصل جنوب الوطن عن شماله من ضمن بنود الصفقة التى تحاول الحكومة المتطرفة وإنفصالى الجنوب إنزالها على أرض الواقع على مرأى ومسمع من الجماهير منهكة الإرادة...منهمكة فى التفكير فى قوت الغد.
هل يعلم جون قرنق بأنه بإتفاقة مع مغتصبى السلطة يكون قد ضيع الفرصة فى محاسبة مغتصبى الشرعية،قاتلى الابرياء، مرتزقة الدين، معطلىّ نمو الوطن لستة عشر عاماَ ونيف؟.....هل يعلم جون قرنق أنه بإتفاقه هذا يكون قد أعطى أول نظام ديكتاتورى الفرصة فى البقاء وإطالة عمره السياسى بعد أن كان يترنح ويختنق من الصراعات القبلية التى أججها ؟ هل يدرى جون قرنق بأن رقم 16 هو الرقم السحرى فى تاريخ إنتفاضات الشعب السودانى على الديكتاتوريات؟ فليقرأ التاريخ وليسأل السفاح السابق وقاتل طموحات الشعب السودانى من 69-85 جعفر نميرى. إن جون قرنق بفعلته هذه يكون أول شخصية سياسية سودانية تمنح العفو الشامل لنظام لم ولن ينسى المواطن السودانى أنه أضاع وحدته ودمر بنيته التحتية ودمر شبابه وحولهم لمسخ مشوه كل ما يفكرون فيه هو آخر موضة فى الملابس والاغانى الخليعة. هل من يقتص من هذا النظام ؟. فسوف لن ينسى هذا الشعب هذا الفعل القبيح لعقيّد وصف بأنه جاء لتحرير السودان وانتهى به الامر بالاستحواذ على جزء غالى من السودان بعد أن سمح له المغتصبين بجزءٌ من الفريسة . ولتذهب دعواه من أجل تحريرنا من الديكتاتوريين الى الجحيم وتذهب وعوده من أجل بقاء الوطن موحداَ( والتى كان يجاهر بها كل ما زار واشنطن) الى سلة المهملات......وليت لى أن أبعث فخر النضال السودانى على عبد اللطيف حياَ لكى يُعلم العقيد قرنق معنى تحرير السودان الذى أُستشهد من أجله ولكن هذا شأن رب العباد.
ولا يفوتكم سوء نوايا النظام والعقيد قرنق فلقد بداء الصراع مبكرأَ حول السودان الشوكلاتة واللبن كما يحاول هذا النظام تقسيمه على أساس معتقداته الدينية والعرقية الفاسدة ، زارعاَ الخوف ولاعباَ كرت التطرف الدينى فى أذهان البسطاء بأن الانفصال هو راحة للجميع. وناسياَ أن المواطنة تعلو على كل المعتقدات الدينية والعرقية ولم ولن يفلح جون قرنق والمتطرفيين الدينيون فى الخرطوم بفصلى وفصل إخوتى فى واشنطن عن أخى مريال (رئيس فرع الحركة بواشنطن).
وإتطرق هنا الى قُصر النظر السياسى الذى صاحب هذه الإدارة الامريكية فى كثير من سياساتها الخارجية ومن ضمنها سياستها التى أدت التى تتويج هذا النظام وزيادة عمره الافتراضى عن طريق الدخول فى مفاوضات معه أدت الى تقسيم المُقسم وتجزئية المُجزء. وقد حيرت الادارة الحالية الشعب السودانى بدعواتها العلنية للديمقراطية وتسويقها لها ثم التفاوض مع النظام اللاشرعى فى الخرطوم مُضفية عليه شرعيةُ كان يحتضر من فقدها. وإننا نشكك فى نوايا هذه الادارة وضُعف قرأتها للوقع السودانى، فيبدو أن الادارة إقتنعت بتقسيم السودان على أساس دينى وإذا ثبت صحة هذا كما يقول الواقع، فإننا نتعامل مع إدارة أمريكية لها نفس الايديولجية المتطرفة للعسكر فى الخرطوم. ولتعلم هذه الاداره بأن كل الاتفاقيات التى عُقدت مع أنظمة ديكتاتورية هى إتفاقيات هشه نحن فى حلُ منها وأنها غير ملزمة للشعب السودانى الذى هو بمعزل عنها. كيف تجرؤ أمريكا على تخطى الجماهير السودانية بتعاملها مع نظام تغييب الجماهير ثم تتوقع منا الانصياع ؟ أليس هذا بسطحيةُ وعدم مصداقية فى التعامل مع الشعب السودانى. أليس إعطاء فصيل وجهة إقليمية معينه حقها فى تقرير الوحدة أو الانفصال هو مدعاة لتفكيك وحدة السودان؟ أى منطقُ هذا؟ وإذا كنت مبالغاَ فى تحليلى هذا فلتنظر أمريكا لحركات دارفور المتمردة( التى تبنت شعارات قرنق الزائفة بتحرير السودان) وحركة الاسود الحمر والسود والبيض ......والبقية تاتى.