السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عودة لموضوع (قالوا في الجلابة) رد على الأخ عمر باب الله الهندي بقلم بدر الدين بابكر مصطفى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/30/2005 5:29 ص

عودة لموضوع (قالوا في الجلابة)
رد على الأخ عمر باب الله الهندي
بقلم بدر الدين بابكر مصطفى - جدة

ملخص الموضوع الذي تحدثت فيه هو (أن (الشماليين) الجلابة ليسوا وحدهم المسئول عما حصل للوطن ،، يجب أن يعترف الآخرون أيضاً)...
الملاحظ في هذا الموضوع إنني لم أذكر أن (الشماليين) مبرؤون تماماً، بل وأتفق معك أن لهم يد في المآسي التي حاقت بالوطن، لكن قبل ذلك هل بالضرورة أن يمثل الحكام الشماليين كل الشمال؟، علماً بأنني عندما ذكرت الشماليين أقصد (الشمال كله بما فيه النوبيين ولم اقتصره على العرب). هذا للتوضيح ولإثراء النقاش على أسس صحيحة.
ثمة حقيقة أخرى أرجو أن أوضحها : أن كل الحكومات السابقة في السودان ابتداءاً من المهدية وحتى اليوم لم تكن شمالية صرفة أو جنوبية صرفة أو غربية صرفة، أو شرقية صرفة ودائماً ما يوجد بها كل الفئات الجهوية...
هل ما حصل من الحكام الشماليين من سوء عبر تاريخ السودان، تم بدعم كامل ومباركة من الشمال؟
هل يتفق الأخ عمر مع ما ذكره الأخوة منعم سليمان وكوات وول والقاضي وعبدالرازق في كل ما قالوه جملة وتفصيلاً ؟
هل يعتبر الأخ عمر ما ذكره الأخوة المذكورين هو عين الحقيقة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
فأرجو أن تقرأ مقالات الأخوة جيداً قبل الرد، وإن كنت قد قرأتها ورددت بهذا الرد، فهذا يعني أنك أيضاً أنك محارب غير نبيل، وما دفعك لا يمت بصلة للوطنية، بل انجررت خلفهم بلا تبصر لأسباب جهوية وعنصرية. ما كتبه الأخوة إسفاف وعنصرية وبغض وتغييب كامل للحقائق ولم يذكر أي منهم عبارة أو جملة تصب في مصلحة الوطن ووحدته، كل ما ذكروه يفوح منه نتن البغض والعنصرية.
وبالمناسبة ألمحت إلى أنني (شايت مع الحكومة) فأود أن أوضح لك بأنني لا علاقة لي بالحكومة الحالية ولم تكن لي علاقة في يوم الأيام بأي جهة حكومية وإكتويت منها كما اكتوى الآخرين، وعانيت مثل الآخرين وهمش أهلي في نهر عطبرة أكثر من الآخرين ويعاني مثلما يعانى الجنوب والغرب.
تحدث الأخ كثيراً عن الحرية والعبودية، ودعوات الحرية، ووصف أن ما بدر من الأخوة المذكورين في المقال، ليس إلا اندفاع للتحرر من قبض العبودية والرق.. ما علاقة الموضوع بالعبودية والتحرر، لا أظن أنني ذكرت شيئاً عن ذلك في ردي على مقالات الأخوة المذكورين، ومن يقرأ عباراتك يظن أن أسواق النخاسة في السودان تروج بضاعتها من البشر ليل نهار.
دعنا نتحاور ونتناقش بالمنطق ودعنا من هذه الترهات. . . قل أن جون قرنق جاء إلى الخرطوم ورحب به كل الشعب السوداني، ولكن الغالبية العظمى كانوا من أبناء الجنوب والغرب وهذه حقيقة لا غبار عليها، وأنا مثلك ومثلهم أرحب بهذه الخطوة بل وأويد بشدة انتخاب جون قرنق أو مولانا أبيل ألير رئيساً للبلاد، ومن هنا أدعوك لتبني موقف لدعم دكتور قرنق أو مولانا أبيل ألير رئيساً للسودان، ليس إرضاء لأحد وإنما لمصلحة السودان ومستقبله. ولكن عندما يأتي من يريد ويتمنى أن يمزق وحدتنا ويعصف ببلادنا يجب أن نتصدى له أنا وأنت والقاضي ومنعم سليمان وعبدالرازق وكوات وول وغيرهم،، وهذا دافعي في الرد على الأخوة حيث أن مقالاتهم تدعو فقط إلى العنصرية والحقد..
وأيّد الأخ عمر الهندي قول منعم سليمان بأننا لقطاء ومستجيرين وضيوف في أرض السودان ونشكره على تحفظه (فقط) على كلمة لقطاء، وأنني غيبت الحقائق؟ حسناً يا أخي .. لسنا بصدد مناقشة من هو الأحق بأرض السودان ومن هو السوداني الأصلي، فذلك نقاش قد يجرنا بعيداً، وإنما من الأفضل أن نناقش ما هو الأفضل للسودان ؟
وتحدث الهندي عن البطش والظلم الذي يمارسه الشماليين على الآخرين، وأنهم مستعمرين ليس إلا،،، من أي جزيرة تكتب أنت،،، أذهب إلى عطبرة والدامر وشندي وحتى كريمة وسترى أن (النوبة والجنوبيين) الذين تنتمي إليهم أكثر مما تتوقع ويعيشون بين أهلهم الذين ترى أنهم (جلابة مستعمرين وتجار عبيد) وبينهم عمل ومصاهرات وصداقات تعجز عن تصورها، ويفخرون بانتمائهم لهذه المناطق وتفخر بهم مناطقهم وقدموا لها كثيراً منطلقين من أحقيتهم ومساواتهم وثقتهم في أخوتهم وبلادهم.
وما زلت أتساءل لأي مصلحة تكتب أنت والأخوة المذكورين؟ ماذا يفيدنا الآن من إثارة مثل هذه النعرات والجهويات، ألا يكفي أن يكون (النيل أبونا والجنس سوداني)، ألا يجدر بنا أن نبحث عن طرق تقربنا إلى بعضنا لا أن تزيدنا بغضاً على بغض،، ألا ترى أن هذا التنوع نعمة يجب علينا استغلالها، لا أن نستخدمها سلاحاً نفني به بعضنا البعض.
لقد ورثنا هذا الوطن، بأرضه ونيله ، ونفخر بعلي دينار وعلى عبداللطيف، والمهدي ومهيرة والمك نمر وعثمان دقنة، و نفخر بقرنق ونقد ووردي وترباس وكمال كيلا وأحمد شارف، ويحيى أدروب وغيرهم بغض النظر عن لونهم وقبيلتهم، ولدينا الآن فرصة تاريخية لبناء وطن نحلم به، إما أن نستغلها ونعمل، وإما أن نظل نحدق في وجوه بعضنا ونضيع وقتنا في السؤال عن أصل البيضة والدجاجة، والمهزوم والمنتصر والهلال والمريخ، ونستمر في الإتكال على (الحيطة المائلة) ونظرية التحكيم فاشل بعد كل إخفاق، وكل مشاكل السودان سببها جهة ما وجنس ما وشخص ما، فهذا أشبه بعويل النساء وصراخ العاجزين.
أول الخطى هي أن نعمل ونعمل ونعمل ونعمل، ولا نهتم أبداً لجهة أو جنس أو عنصر أو قبيلة، وكل ما ذكرت عن العنصرية والاستعلاء والعبودية - إن وجدت - في سبيلها إلى التلاشي والزمن وحده كفيل بمعالجتها، فقط علينا ألا نثيرها ونضغط بأصابعنا على جروح كادت أن تندمل، فهي ليست مشكلتي ومشكلتك وإنما توارثناها وينبغي علينا أن نتجاوزها بشيء من الحكمة والصبر على بعضنا البعض وبشيء من العقلانية، نحن في سبيل بناء دولة تتساوى فيها كل الأعراق والأجناس دولة تتساوى فيها الحقوق فيها على أساس المواطنة، فأمامنا خطين للسير إما أن نبني وطناً مثل أمريكا، أن ندمر السودان مثلما يحصل في الصومال، وفي هذه الحالة الخاسر الأول هو الوطن، ونثبت للعالم كله أننا أغبياء وأننا شعب لا يستحق أن يعيش في سلام... وأجزم لك ..عندها لن يربح أحد!!!
بدر الدين بابكر مصطفى
البريد الإلكتروني : [email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved