السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل هناك صراع بين اليمين واليسار في السودان بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/30/2005 5:27 ص

لقد قرأت المقال الذي كتبه عبد الغفار عمر عثمان علي موقع ( سودانيل ) بعنوان الخط اليساري لهذا الموقع ، ويحمد لادارة هذا الموقع أنها نشرت رسالته بالكامل ولم تلقي بها في سلة المهملات كما تفعل صحافة الانقاذ المحسودة علي نعمة الحرية والتطور كما أنها قامت بالرد عليها بأسلوب حرفي ومهني يحسدها عليه كل من جعل من هذه المهنة المتعبة مصدرا للرزق وليس الارتزاق ، وبيت القصيد هو توفير الفرصة للرأي الاخر بغض النظر عن طبيعته وتضاربه مع الخط السياسي الذي تنتهجه ادارة الموقع ، والتساؤل المطرح الان هل موقع سودانايل يساري أم يميني في توجهاته ؟؟
الاجابة : أن كلمات مثل يسار ويميني أصبحت من مصطلحات القرن الماضي الذي تميز بحدة الصراع بين المعسكر الشرقي والغربي ، فهذه المصطلحات أصبحت بالية وقديمة وهي ليست السبب الاساسي للصراع في العالم الان حيث أنتهت هذه المنازعة بتسيد القطب الغربي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والعالم بعد نهاية الشيوعيين لم يكن هانئا ومستقرا في معظم الاحوال واستبدلت الشعوب السيدين بسيد واحد مستبد جعل من الكرة الارضية مسرحا لنزواته ورغباته التي لا تنتهي ، ولم ينتهي الصراع بين المعسكر الشرقي والغربي بمنتصر ومهزوم بالنسبة لجماهير أمتنا الاسلامية والعربية علي الرغم أنها كانت طرفا اصيلا في هذه المنازلة الكونية ، فقد وظفت الولايات المتحدة مشاعرنا الدينية وحولتنا الي بيادق شطرنج نقاتل بالنيابة عنها في افغانستان ، وعندما تطايرت تطايرت أشلاء الاتحاد السوفيتي وتمزقت لحمته بحثت الولايات المتحدة عن عدو آخر فلم تجد غير رفاق الامس وهم الاسلاميين في مختلف أنحاء المعمورة الاسلامية ، والان المعركة علي أشدها بين الولايات المتحدة وجماعات الاسلام الجهادي في الشرق الاوسط والسودان تحت قيادة البشير أصبح جزءا من هذه اللعبة الكبيرة وذلك اذا لم نقل أنه أصبح من كبار اللاعبين في هذا الميدان ، فالمخابرات الامريكية هي التي نقلت الجنرال (قوش ) من الخرطوم الي فرجينيا وهذه الزيارة أكملت الدور الذي بدأته المخابرات السودانية في التجسس علي دول الجوار الافريقي ، والازمة في السودان ليس سببها الصراع بين الشيوعيين والاسلاميين فهي أزمة حكم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني ، وأدوات هذا الصراع الجديد ليست الاحزاب السياسية القديمة سواء أكانت أسلامية أو شيوعية بل المستحدث في المسرح السياسي السوداني هو المناطقية أو الجهويات اذا صح التعبير ، فدكتور علي الحاج محمد و د.ابراهيم خليل اسلاميتهما ليست محل شك أو نظر ولكنهما الان يعاديان هذا النظام أكثر من الشيوعيين انفسهم ، فقد حمل كلاهما السلاح ويتجولان بين العواصم الغربية ويدعيان في الليل والنهار الي اسقاط هذا النظام ، وقد أتهمت مجموعة د.علي الحاج من قبل النظام السوداني بتقديم قائمة الواحد والخمسين مشبوها الي مجلس الامن ، هذه هي أحد نماذج الصراع الدائر الان في السودان ، واذا رجعنا الي صراع أهل الجنوب والشرق مع السلطة المركزية في الخرطوم تجد أن اسباب الاختلاف ليس هو المدارس الفكرية أو السياسية بل سببه التهميش والذي وحد أهل كل اقليم ضد سلطة المركز من أجل المطالبة بحقوقهم المهضومة ، ونعود الي الحزب الشيوعي السوداني وهل أصبحت له صلة بقضايا التهميش والمجتمع ؟؟ والاجابة للأسف الشديد لا فموقفه من أزمة دارفور لا زال غامضا وسماح السلطة لزعيمه نقد بعقد الندوات السياسية هو اشارة الي انتهاء الدور السياسي لهذا الحزب ، والانقاذ الان واثقة من اي وقضي مضي بنهاية عهد الشيوعيين كتيار مصادم للسلطة ، وهناك من يعتبر أن الحزب الشيوعي تحول الي تنظيم قومي تسيطر عليه عقليات أهل الشمال المهيمنة علي السلطة والثروة في السودان وأنه قد ربط نفسه بتحالف سري مع حزب المؤتمر الوطني من أجل المحافظة علي مصالح الشمال ، كما أن الحزب الشيوعي اصبح يفتقر الي الاعضاء الجدد من مناطق الهامش مثل دارفور والجنوب ، ولم يتورع البعض من وصف الاستاذ/نقد ( بالجلابي ) لأنه تجاهل في ندوة الديوم الشرقية أزمة دارفور ، والعودة المريبة للاستاذ/نقد وظهوره الي العلن صاحبه الكثير من اللغط والغموض حيث ربط في السابق ظهوره بعودة الحريات والديمقراطية ولكن كل هذه الاحلام لم تتحقق في السودان فيا تري ما الذي عجل بظهوره تحت ظل هذه الظروف ، وقد أجمع العديد من المتابعين للأزمة السودانية وأنا منهم أن عودة نقد أشبه بعودة التجمع الوطني الديمقراطي الي الخرطوم وهي تصب في بحر مناصرة أهل الشمال لبعضهم البعض بما فيهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم ضد أهل الهامش والذين أثبتوا وجودهم علي الساحة السياسية بجدارة باستقبالهم الحار للعقيد جون قرنق ، ولقد سبب الاستقبال الذي لقيه الاخ المناضل /جون قرنق هلعا وفزعا شديدا داخل المؤسسة التقليدية السودانية الحاكمة ، وهذا الاستقبال الحاشد هو رسالة ذات مغزي كبير وهي أن السودان لن يعود من جديد الي المربع القديم والمرسوم علي جدار التاريخ السوداني قبل يونيو 1989 م ، فالحكم في السودان كان متداولا بين المؤسسة العسكرية والاحزاب السياسية طيلة الخمسين عاما الماضية ، وفي اثناء هذا التداول الغير سلس للسلطة كان يتم تجاهل مطالب أهل الهامش وهذا هو الذي أدخل السودان في هذه المعضلة ، والصراع في السودان ولأول مرة في تاريخ هذه البلاد يتجاوز الشكليات الايدلوجيات ويركز علي تقاسم السلطة والثروة بنبرة فيها الكثير من الوضوح ، وحتي لا ننجر وراء المقدمات الطويلة فهل موقع ( سودانيل يساري ) ؟؟ ليس العيب أن يكون الموقع يساري أو يميني بل يمكن لليسار أحيانا أن يكون اسواء من اليمين والعكس هو الصحيح ، والاهم هو توفر الحرية والاعتراف بهذه القيمة ، ولن يجمل جبين اليمين احتكاره للسلطة وعدم ايمتنه بالحوار و الحرية لأن هذه هي صفات اليسار والشيوعيين أنفسهم وللأسف الشديد أن تجربة الانقاذ أخذت من كل اناء أخبثه ، فهي أخذت من اليمين التشدد والتطرف والتكفير والارهاب وأخذت من اليسار عدم الاعتراف بالحرية والاستبداد والتعالي الفكري ، والدين الاسلامي لا يمكن أن ينقذ الطغاة من الترنح والسقوط وتجربة الامام النميري هي خير شاهد علي هذه النظرية والمطلوب هو الافعال وليس الاقوال ، والرسول (ص ) في المقاضي ذكر أنه يمكن أن يقضي لمصلحة أحد المتخاصمين اذا كانت ( حجته أبلغ من الاخر ) وذكر أن حكما بهذا الشكل هو قطعة نار اذا شآء أحدهم تركها أو أخذها ، فالعدالة الكاملة مصدرها الضمير الحي وليس الكتب الصفراء ، نعم أن الدين الاسلامي هو دين الحرية والعدل والمساواة ولكن ما حدث في السودان كان انتهاكا صارخا لتلك القيم النبيلة ، والانقاذ قسمت السودان الي جهويات وأقليم دارفور تحول الان الي مزار وكعبة يؤمها الزوار الدوليون وهم يكيلون الاتهامات لرجال الانقاذ في وجوههم ويتهمونهم بالوقوف وراء الفظائع التي أرتكبت في هذا الاقليم ، وجرائم الاغتصاب هي جديدة علي المجتمع السوداني ولكنها ليست جديدة علي تجارب الاسلاميين في الحكم ، وفي لقاء حذيفة عبد الله عزام مع سعد السيلاوي في قناة العربية أعترف بأن الحركة الاسلامية السلفية في الجزائر مارس سياسة استحلال عروض النساء المسلمات في الجزائر، وحذيفة هو الابن الثالث لمنظر الجهاد الافغاني الدكتور عبد الله عزام والذي لقي حتفه عن طريق قنبلة مزروعة في نوفمبر عام 1989 .
وموقع سودانايل هو منتدي تزوره كل الاقلام من مختلف التوجهات الفكرية ، ومن الاقلام الاسلامية يوجد الاستاذ/محمد محجوب هارون ود.الطيب زين العابدين ود.عبد الحي يوسف ود.عبد اللطيف البوني وغيرهم ولكن يبدو ان كانب المقال غير متابع لمقالات الموقع أو انه بحكم عمله في الخليج يجهل أسماء هذه الكوكبة من الاقلام الاسلامية ، وتحدث الكاتب/عبد الغفار عن امنلاك الاسلاميين لامكانيات مالية كبيرة من أجل جذب الجماهير وهذه تهمة وتجريح للانقاذ لأن هذا المال الذي يصرف علي هذه الكرنفالات هو ملك للشعب السوداني الفقير ولا يجوز لأي حزب اعتبار أن هذا المال ملكا له دون غيره من الناس ومن الخسارة أن تتحول أموال الشعب السوداني الي مصدر رزق لقادة الاحزاب السياسية .. ( فهلا جلست في بيت ابيك وأمك حتي تأتيك هديتك ان كنت صادقا ) .. فيا تري من اين هبطت عليهم هذه الاموال وصارت مفخرة ودلالة علي قوة النفوذ !! وقد كتب الاستاذ/ محمد طه محمد أحمد مقالا لا زلت محتفظة به واقرأه عشرات المرات وأعتبره مثلا للصحافة الراقية التي تهبط من علوها الي الشارع وتناقش هموم الناس وذلك عندما كتب أن النساء يلقين حتفهن بمستشفي الخرطوم بسبب عدم وجود جهاز تعقيم ثمنه ثلاثمائة دولار أمريكي ، انتشر التتانوس وحل الطاعون لأن هناك مالا اكتنزه البعض من أجل الاحتفالات وكسب المؤيدين ولا يكترثون كثيرا لحياة نساء أهل السودان ، أما قصة فوز المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة فكما يقول المثل ( حلم الجيعان عيش ) والانقاذ بدأت تجربتها بتجريد الجماهير من سلاح صناديق الاقتراع وأبقت الشعب السوداني تحت وصايتها طوال السنين الماضية ، واذا أقدم حزب المؤتمر الوطني علي اجراء انتخابات برلمانية في السودان فسوف تعد هذه الخطوة انتحارا بتجرع السم الزعاق لأنه ليس بحزب سياسي يحمل ثقل الاسلاميين وحدهم بل هو جوقة من الانتهازيين والمايويين القدامي وقد اعترف الاستاذ/احمد عبد الرحمن علي قناة المستقلة أن سبعين في المائة من ابناء الحركة الاسلامية يجلسون علي المقاعد الخلفية ويتفرجون علي المشهد من غير أن يكون لهم دور في صناعته ، وذلك غير الحانقين علي النظام من تلامذة الترابي ، وقد تمكن الوافدون أمثال عبد الباسط سبدرات واسماعيل الحاج موسي من طرد كبار الاسلاميين أمثال غازي صلاح الدين والطيب مصطفي ، والمؤتمر الوطني الان يراهن علي الجهويات القبلية في دعايته السياسية ونبذ الدعوة الفكرية التي تجمع الناس علي حبل واحد وان اختلفت اعراقهم ، اما قصة ان نصمت ونترك الانقاذ تفعل ما تشاء هذا ما فعلناه معها طوال ايام حكمها ، وصبر أهل السودان علي المرض والجهل والفقر من أجل عيون الانقاذ ولكن هذا الصبر قوبل بجحود تام وفسر علي أنه نوع من الرضا بالعبودية ولذلك كان لا بد من الانتفاضة ولكن باسلوب جديد وهي ما عرفت الان بانتفاضة أهل الهامش من أقصي الجنوب الي أقاصي الشرق وفي كردفان والجنوب وغيرهم من الذين أكتووا بهذه النيران الاليمة ، والمؤتمر الوطني قد وضع كل البيض الان في سلة نيفاشا وأعتبرها أكسيرا مقدسا لأنها منحته 52 % من المقاعد البرلمانية باعتراف المجتمع الدولي وهذا هو كل ما تبقي من رصيد المؤتمر الوطني التاريخي في الساحة الجماهيرية فليخجل الذين يزعمون أن للمؤتمر الوطني بعض الجماهير التي تهتف بقدومه ، فقد أنتحر هذا الحزب من تلقاء نفسه ولم ينحره الشعب السودان كما كان يفعل عادة مع خصوم الحرية والديمقراطية .

ولنا عودة

سارة عيسي
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved