![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
حينما انتهى النظام العنصرى البشع الظالم فى جنوب افريقيا وذهب من دون عوده استعد المناضل الجنوب افريقى الجسور نلسون مانديلا ذعيم المؤتمر الوطنى الافريقي لتولى قيادة البلاد وهو يعى تماما الاعباء والمهام الصعبه التى تنتظره والتى فى بعضها اخلاقيه بحته ستضعه امام اصعب المعادلات السياسيه على الاطلاق
فهناك على سبيل المثال لا الحصر مصالح الاغلبيه السود وحقوقهم المسلوبه ومنافع حذب المؤتمر الوطنى الافريقى من جهه والمساواه ومراعاة عدم التحيز الى السود دون البيض مثلما فعلوا هم معه ومع شعبه الاسود والوقوع فلى الانتقائيه والكيل بمكيالين ثم الوقوع فى المحظور وفقدان المصداقيه ودعم المجتمع الدولى بصفه عامه وحكومات وشعوب افريقيا المسانده لنضاله الطويل بصفه خاصه
لكن عبقرية مانديلا الفذه وحنكته السياسيه واسلوبه المرن وهدوءه المثير للاعجاب جل هذه الصفات جعلته يتخذ مبدا الاخلاق قبل السياسه منهاجا سار عليه طيلة ايام نضاله وحكمه ولم يسمح لنفسه او لحذبه بان ينبذ الذين وقفا معه ايام نضاله الطويل ويستبدلهم بالذين وقفوا ضده وصادقوه اخيرا بعد ان اعترفوا به وبحركته التحرريه ولكنه مد يده للجميع
وفى هذه الايام يستعد المناضل الجنوب سودانى العقيد الدكتور جون قرنق لتولى منصبه الجديد نائبا للرئيس البشير عدو الامس القريب ولانه لا يوجد حتى الان ما يدفعنى لان اتفق مع الذين شبهوا قرنق بمانديلا واطلقوا عليه لقب مانديلا السودان عليه لا احسب ان قرنق سيدرك حساسية التشبيه وخطورته ويلحق نفسه قبل ان يفوت الاوان ويخيب ظن الذين شبهوه بمانديلا
فتاريخ سيادة العقيد ملىء بالاخطاء والعيوب ولا احسب ان حركته يمكن ان تكون مثالا تقتدى به الحركات التحرريه الاخرى الا الذين غاب عنهم ابجديات النضال وحسبوه جيوش وبنادق وضريبه تدفع من القتلى اثناء الكر والفر
ولا يختلف اثنان ان يدى العقيد الدكتور ملطختان بدماء ابناء الجنوب قبل الشمال وان وبدماء رفقاء السلاح قبل الاعداء ولست بصدد تجريم الرجل العقيد وتجريده من انسانيته لان ما ينتظره اعمق واكبر بكثير مما اكتبه
بعد ايام يا سيادة العقيد ستعود الى الخرطوم ستخرج جماهير الشعب السودانى بكل اطيافه لاستقبالك شماله قبل جنوبه وسترفع الشعارات (المناضل ،الجسور،بطل السلام،ابن الوطن البار).
وستؤدى القسم نائبا اولا للرئيس لتضع نفسك امام المعادله السياسيه الصعبه وفى موقف مانديلا الاصعب فان لم تعمل بمبداء الاخلاق قبل السياسه حتما ستقع فى المحظور وينكشف المستور. امامك مشكلة دارفور والشرق ودستور البلاد الجديد وتوجهات الانقاذ وثوابتها المعلنه والمخفيه. ويومها سنرى ان كنت فى مقام مانديلا النضالى ام انت قرنق الذى عرفه السودان القديم.
والجميع يعلم ان مانديلا اثرى بمواقفه السياسيه الساحه العالميه قبل الافريقيه عندما حافظ على حقوق الاقليه البيض وضمن لهم انخراطهم فى العمل العام بعد كل ما فعلوه به وبشعبه من ممارسات بشعه فجعل من الانتصار السياسى فى جنوب افريقيا نصرا للانسانيه جمعا ومن نفسه رمزا للمناضل الشريف ومن جنوب افريقيا بلدا جديرا بالاحترام
فيا ترى كيف يكون مانديلا السودان
23231213312323232