السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لماذا يجب أن يبقى عبدالواحد و مني أركو و د. خليل أبراهيم قادة لثورة دارفور؟ بقلم: محمد سليمان – كليفورنيا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/3/2005 7:57 ص

بقلم: محمد سليمان – كليفورنيا
mzdarfur-bery@ yahoo.com


لماذا يجب أن يبقى عبدالواحد و مني أركو و د. خليل أبراهيم قادة لثورة دارفور؟

لم تبدأ ثورة تحرير درافور من الأستعمار الداخلي و التهميش و الظلم بحركتي تحرير السودان و العدل و المساواة . فقد كانت قبلها حركة سوني و جبهة نهضة دارفور. لكن أجبرت هاتان الحركتان العالم و لأول مرة ليلتفت الي بقعة في قلب القارة الأفريقية تسمي دارفور و يدرك أن هناك شعب يرزح تحت الظلم لعقود و الآن يتعرض للأبادة الكاملة.
كانت هناك أنتفاضات فردية و جماعية مثل أنتفاضة أهل الفاشر ضد النميري ممثلا في مخلبه الطيب المرضي . و دفع الشهيد داود يحي بولاد حياته ثمنا لأول محاولة مسلحة منظمة ضد حكومة المركز. و من سخرية القدر أن من أشرف علي قتله بعد تعذيبه هو نفسه من أشرف علي حراسته( متسلحا بسيخة ) أيام الجامعة. لكن هذا ديدنهم الأستغلال و الأستعباد ثم الغدر, لا يهم لون أقنعتهم السياسية فكل قناع يخفي نفس الوجه الشيطاني القبيح . و كانت رسالة أرادوها أن تبلغ جميع أبناء و بنات دارفور فحواها ( لا تجربوا حتي مجرد التفكير في حكم أنفسكم بأنفسكم .... نحن هنا لنغنيكم عن ذلك ).
وأندلعت ثورة دارفور المسلحة بقوة فاجأت الجميع في فبراير 2003 و أنبهر العالم كله بدقة الأداء و سرعة التنفيذ في الغارة التي ضرب بها ثوار دارفور مطار الفاشر و حاميتها كالصاعقة. و نقلت الفضائيات صور حطام الطائرات العسكرية التي كانت تخرج في طلعات منتظمة تدك قري و حلال أهل دارفور . و ذهلت النخبة الحاكمة في الخرطوم و أسقط في يدها.
و فوجئت اكثر بعجزها عن الرد بما يعيد لها هيبتها بعدأن مرغها فتية دارفور في رمال دارفور . فجيشها الذي تحارب به المهمشين في كل أنحاء السودان قوامه ضباط من أبناء الوسط و الشمال و جنود من أبناء المهمشين . و الأن تبقي لها جيش فيه الضباط أكثر من الجنود. و الأدهي أين يقف هؤلاء المتمردون الجدد في تقدمهم و هناك متمرد جنوبي في نيفاشا ينتزع من فكي نظامهم حقوقه أنتزاعا و علي رأسها حق تقرير المصير .
و جن جنون البشير و بلسان علي عثمان محمد طه في مقابلة مع صحيفة الواشنطون بوست ( أنه كان في نيفاشا يستقبل مكالمات مطربة و يائسة من البشير و كبار أركان النظام يرجونه فعل شئ لأيقاف متمردي دارفور). و قطع علي عثمان جلسات نيفاشا و قدم الي الخرطوم ليضع مع معاونيه أمثال صلاح قوش و عوض الجاز و بن عوف أقذر تكتيك للأنتقام من الثوار . أتي بالجنجويد و أسراب المروحيات و الانتونوف و موسي هلال و آدم حامد موسي و عبدالله علي صافي النور. و كان القرار محو هؤلاء الثوار و أهلوهم من الوجود. لتكن الأبادة.
و أبتسم العدو في شماتة و أشفق الأهل و الأصدقاء .. فالكل يعلم أن طبيعة دارفور شبه الصحراوية لا توفر غطاءا لحرب العصابات مثل أحراش الجنوب . لكن أثبت ثوار دارفور علي تغلبهم علي هذه الموانع و تفوقوا علي العدو في المناورة و المنازلة و أوجعوه ضربا . و كان كلما هزم الجنجويد و تكبدت حكومة النخبة أفدح الخسائر كلما أزدادوا شراسة و قسوة ضد العزل و البسطاء , و علي الخصوص مع الضعفاء من الاطفال و النساء .
و بدأ العالم يتعرف علي قادة ثورة دارفور .. فعرف أن هناك عبدالواحد محمد نور و مني أركو مناوي يقودان حركة تحرير السودان و الف الناس وجه و أسم محجوب حسين ناطق الحركة الرسمي . و عرف أن د. خليل أبراهيم هو من يقود حركة العدل والمساواة و ان أحمد حسين آدم هو نا طقها الرسمي . و عرف د. شريف حرير و آدم علي شوقار و تقد و غيرهم لاحقا علي طاولة المفاوضات المتعددة.
منذ 2003 و حتي يومنا هذا عرفت الدوائرالغربية و العربية و كل العالم أن هؤلاء هم من بدأوا هذه الثورة و هم يقودونها. بالطبع هناك كثر يعاونوهم علي المضي في هذا الطريق الشائك .
الحكومات الغربية و المؤسسات المدنية و السياسية فيها و الأمم المتحدة و الأتحاد الأوربي و الاتحاد الأفريقي تفضل أن تتعامل مع حركات مسلحة تتمتع بقدر كبير من الانضباط و الأستقرار . و لأن أي وثيقة أو أتفاقية تتطلب التزاما من الاطراف الموقعة لذا فهم في غاية الحرص علي أن من يوقع هذه الوثائق يتمتع بكامل الصلاحيات المخولة له من قبل حركته. أفظع كابوس لأي ديبلوماسي منخرط كوسيط في هذه المفاوضات هو أن يفاجأ كل صباح بظهور فصيل جديد أو قائد جديد يطالب بأضافته لطاولة الجلوس أو أزاحة أحد القادة او الفصائل ليحل محله .
لهذا السبب يأتي الاصرار من قبل المجتمع الدولي علي التعامل مع من تعاملت معهم من قبل , لأن التوقيع هو الفصل الاخير من أي أتفاقية يسبقه تفاهمات و التزامات غير مكتوبة ( كلمة شرف) و تكون تلك المحادثات التمهيدية هي تجربة معرفة الآخر سواء كان عدوا أو صديقا أو وسيطا.
لذا القادة الحاليون علي رأس حركة العدل و المساواة و حركة تحرير السودان هم خير من يمثلون دارفور في هذه المفاوضات .
فهؤلاء القادة هم الذين قامت الثورة المسلحة علي أكتافهم في زمن كانت كل الظروف ضد العمل الثوري بدارفور. لقد شن عليهم أعلام الجلابة حربا تدميرية في أشخاصهم و شهرت بهم و بقبائلهم و تطاولوا حتي علي دارفور عموما قبل أن تنطلق أسراب الانتونوف لتدك مناطقهم و قراهم بالأسم و تستهدف أبادة أهلهم في حملة وقف فيها بعض أهل السودان متفرجا و وقف البعض الآخر متشفيا. و لا يمكن الغاء أي أحد من القادة بجرة قلم أو بيان أنترنت لأن لكل قائد له أهميته و وزنه في قضية دارفور . في هذه الفترة أقاموا علاقات ثرة في الداخل و الخارج , محليا و عالميا . كما أن كل واحد منهم يأتي و معه دعم و تأييد من قبيلته و أهله فلذلك أن الأمر ليس فقط مجرد أفراد بل هي مسألة شعوب و قبائل دارفورية بأكملها. و لأن الحكومة و مؤسسة النخبة الحاكمة مستهدفة الجميع فأنه لزاما علي الجميع الأتحاد و التعاون لدحر العدو المشترك ودارفور مستقبلها يبشر بما هو خير بكثير من مناصب أو جاه تلوح بها حكومة المركز أيا كان تركيبتها. فلنضع مصلحة دارفور و رخاء أهل دارفور نصب أعيننا.
و هاتان الحركتان ( حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساواة) هن فقط يجب أن يمثلن دارفور علي طاولة المفاوضات .
لأن المجتمع الدولي يرغب في التعامل مع من له نفوذ في الأرض و يمكنه الألتزام و ضمان تنفيذ بنود أي أتفاق تصل اليه الاطراف المتحاربة بشهادة المجتمع الدولي و مؤسساته .
و هذا ليس معناه أن الثوار في هاتين الحركتين لهم مطلق الحرية في فعل أي شئ ... فتأييد أهل دارفور لهم مشروط :
أولا الحركات:
1- يجب ترتيب أمور بيتها الداخلي و أحتواء خلافاتها بالحكمة و الكتمان و حل المعضلات بالتراضي حتي لا تفوح روائح هذه الخلافات لتفرح الشامت و تحزن الصديق . فمشوار الحرية طويل و وعر و لا يكمله ألا الأقوياء ذوو العزيمة .
2- التركيز علي أنشاء و تنشيط المؤسسات الدستورية التي تحكم تسيير الحركات بالطريقة الديموقراطية و حسم المسائل الخلافية بالحوار و التصويت .
3- الأستعانة و الاحتكام الي مجلس ( حكماء أهل دارفور ) لفض نزاع الخلافات المستفحلة .
4- تحديد و تقسيم المسؤوليات و الواجبات بوضوح بين القيادات و الأدارات . تعميم العمل بهذا التحديد علي كل المستويات من القاعدة الي القيادة .
5- التركيز و الأهتمام بالميدان . الأكثار من الزيارات الميدانية و الألتصاق بالمحاربين و العمل علي حل مشاكلهم .
6-العمل علي ضم الشرفاء من أبناء القبائل العربية . لأنه ليس بالأمكان بناء دارفور بمعزل عنهم.
7- التركيز و الأهتمام بقضاياأهلنا في المعسكرات .
8- حصر الأهتمام و في هذه المرحلة بالذات علي دارفور و أهلها و الأصرار علي المطلبة بحق تقرير المصير . لأنه دون ذلك فأن كل هذه الاتفاقيات ستكون حبرا علي ورق . سنعود الي عهد ما قبل الانقاذ و كل ثمار مكاسبكم ستضيع بين سياسيي الخرطوم. لابد من أن من يعمر دارفور و يبنيها هم أبناؤها و بناتها . لا بد أن يكون بيدهم كل قرارات تنميتها بيدهم ... ليس في يد المركز
و كما أن كل الرساميل و المستثمرين يذهبون رأسا الي رمبيك فليكن الحال كذلك بدارفور . لدينا الكوادر و لدينا الأرادة.
9- كف فروع الحركات عن أصدار بيانات تأييد بالاسم لفلان أو علان
كلما ظهر خلاف أو انشقاق . هذه عقلية الانقلابات و بدعة برقيات التأييد. يجب أن تحسم الخلافات بطرق مؤسساتية و علي حسب دستور ألحركة و بالطرق الديموقراطية . لا مكان للتعصب .
10- التنسيق الوثيق مع الحركات الاخري لأن الجميع في خندق واحد و العدو واحد. كلما توحدتم أقبل اليكم المجتمع الدولي بالتاييد و الدعم . كلما تنافرتم و أختلفتم أحجم عنكم الكل .. حتي أصدقائكم .
11 – الخلاف في حد ذاته ظاهرة صحية لأنه يدل علي الأستقلال بالرأي لكن تذكروا دائما أن النجاح في تحقيق الأهداف يتطلب العمل
). Team Workالجماعي (

ثانيا قادة الحركات المسلحة:
1- لا بد من الولاء كلية لقضية دارفور و أهل دارفور . و لا يجوز أعتبار قضية دارفور عتبة أو مطية لتحقيق كسب لحزب أو تنظيم سياسي تتبع للأحزاب التقليدية ( الأمة , الاتحادي , الشعبي , الوطني , الشيوعي .. ).
2- القادة في أي أمة هم القدوة في الأستقامة و النزاهة و الأخلاص و الولاء . لذا ليست الحركات المسلحة سلما للثراء أو المحسوبيات و أستغلال الصلات و العلاقات التي بنيت بأسم دارفور و قضية أهلها لأستغلالها للفائدة الشخصية . تأكدوا جيدا أن كل مسلك فاسد مهما أحبك و أخفي سيطفو الي السطح و حينها سيكون السقوط المريع لأن أهل دارفور سوف لن يغفروا لكم ذلك.
3- الحيطة و الحذر من محاولة أختراقات الحكومة ( قديمها و جديدها) و الأحزاب السياسية الأخري لقادة و الحركات .
4- سعة الأفق و التفكير المتقدم مع الأهتمام بقضايا اللحظة . تلك من صفات القائد الناجح . و يشمل هذا عدم التعصب القبلي مما قد يؤدي الي فقد حلفاء قبليين ذوو فعالية . لأن هذه المرحلة هي مرحلة الوحدة الكاملة بين كل القبائل المستهدفة . فالذئب يراقبكم جميعا و لحظة التفرق هي لحظة الأفتراس .
5- ليس فقط أهل دارفور و أبناء دارفور و بناتها في الداخل و المهجر ينتظرون منكم أن تعملوا في أتحاد مع بعضكم البعض بل أصدقاء دارفور في كل العالم و بالذات في الدول الغربية لديهم الخطط الجاهزة في كيفية بناء دارفور و أنسان دارفور و يريدون أن يتعاملوا مع قادة دارفور و حركاتها المسلحة ككتلة تمثل دارفور .... لا شراذم و لا فصائل تنسلخ من فصائل . الكل (ذوو النيات الطيبة ) يريدكم أن تتوحدوا . و حينها أن شاء الله سيغمر الخير الوفير دارفور و تصبح المناصب الحكومية عبئا ثقيلا و ليس أمتيازا , تصبح تكليفا و ليس تشريفا. لأن التنمية الحقة هي مفتاح رخاء أنسان دارفور و بالرخاء و العدل سيعم السلام كل دارفور بأذن الله .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved