ومن هنا كان سؤالي الإستفتائي سابق لآوانه: من هو الرئيس السوداني المتوقع ، إذا علمنا ان الزعيمين الدكتور جون قرنق دي مابيور وقرينه المشيرعمرحسن البشير هما الأكثر حظاً للتنافس علي رئاسة البلاد،أيهما اكثر تاثيراً علي الشعب السوداني خلال هذه المرحلة ولماذا ؟؟؟ أريد ان اكون اكثر حياداً حتي لا يعلق المحللون علي مقالي هذا على انه دعاية إنتخابية لصالح أحد المذكورين آنفاً ، طرحت هذا السؤال للسياسي الجنوبي مكواج تيج عندما زرته في منزله فقال انهم يتوقعون فوز الفريق الركن عمر حسن البشير ، لانهم كإنفصاليين حسب تعبيره، يدعمون هذا الإتجاه ، فسألته مرة أخري: لماذا تدعمون فوز المشير عمر حسن البشير ؟؟؟

فرد، ان فوز الدكتور جون قرنق ، سيرسل إشارات خاطئة لأهلنا الجنوبيين ، وربما يغير افكار البعض ويقودهم الي التصويت لصالح الوحدة، وهذا ما لا نسعى اليه... فسالته مبتسماً: وماذا سيحدث اذا فاز الدكتور جون قرنق، كيف سيكون موقفكم؟؟..فرد السياسى الجنوبى مكواج تينج بالقول: انهم لا يتوقعون ذلك ابدا، واذا تحقق، فانهم سيعملون على ترسيخ مفهوم الانفصال في الأوساط الجنوبية.... وفي لقاء آخر مع رفيقنا وصديقنا الذي يحبه رواد الحركة الشعبية لتحرير السودان ، المناضل فاروق قركوث كام الذي يلقب بال ( كينج). قال لي ان هذا السؤال اخطأت في صياغته ، وطلب مني ان اطرحه بهذه الطريقه : ماذا يعني فوز الدكتور جون قرنق دي مابيور ، وماذا يعني عدم فوزه؟؟. كيف ستتأثر الوحدة السودانية بكلا الحالتين، ثم علق بالقول: ان فوز الدكتور قرنق قد يساهم كثيراً في النظر من جديد علي العلاقة بين الشمال والجنوب ، وأعتقد ان الوحدة في ظل إحترام متبادل قد يكون ممكناً.....

طرحت السؤال نفسه لكل من حاورته من الجنوبيين فكان أغلبهم يردون بالقول: فوز قرنق لا يربطه علاقة بالإستفتاء الذي سيجري في جنوب السودان والمتصلة ( بتقرير المصير) وإنما هي مرحلة من مراحل الإتفاقية ، وسواء فاز او لم يفز لن يغير شيئاً في الإستفتاء ....،

كنت في الساحة الخضراء بالخرطوم في لحظة إستقبال الدكتور جون قرنق، وبصراحة أذهلني الحضور في لحظة وصولي المنصه وكلما نظرت الي الحشد الكبير من السودانيين، أشعر من أعماق قلبي بروح رومانسي خالص ، وعندما وصل الدكتور قرنق ، كنت انظر اليه مرة واعود انظر الي الجماهير، واقارن الفرحة ووجه الشبه بين الطرفين، كان الدكتور جون قرنق ممتلياً بالتأكيد من السعادة لأنه يوم عرسه ، ولكنه كان في حالة غليان من الداخل لأنه لم يتوقع مثل هذا الحضور ، فكان العرق تسقط بكثرة من جبينه دون ان يأخز له بالاً ، اعتقد إذا سالته قبل ان يشاهد لقاءه بالجماهير في الساحة الخضراء ، ماذا فعلت ، فلن يستطيع إعطاءك فكرة كاملة عن تحركاته في الساحة الخضراء .....كان يرفع يديه وكأنما يقول للجماهير غنوا ....إفرحوا هيا...هيا... وتارة يرفع يديه للتحية ...ورأيته يقول لهم : شكراً أحيبكم....(بالاشارت)،

أما الفريق الركن عمر حسن البشير صاحب القرارات التاريخية لا نستطيع تهميش دوره العظيم في هذه المرحلة ، لانه جزء هام من هذه الفرحة ، لذلك ستحتدم التنافس الشريف ، بينه والدكتور قرنق في الإنتخابات المقبلة لأن لكليهما واجب وطني في الحفاظ علي روح السلام والإستمرار من دون تراجع. ولكل منهما رصيده السياسي عبر هذا السلام الذي تحتفل به في كل لحظة وساعة وزمان ..... وتبقي السؤال : من هو الأكثر تاثيراً وأكثر حظاً ، وأكثر كفاءةً وأكثر شعبية ، وأكثر فرصة للفوز في الإنتخابات المقبلة ؟؟؟؟