ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
دولة ليبيا العربية والمواقف البطولية من ازمة دارفور ,عبدالرازق ابراهيم ادم بقلم عبدالرازق ابراهيم ادم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/28/2005 12:52 م
مواصلة لسلسلة القراءات التحليلية لمواقف الدول المجاورة للسودان التي تبنت الاهتمام والاعتناء البالغ بازمة دارفور التاريخية حتي نتمكن من المام القاريء علي حقيقة موقف هذه الدول علي وجه الراي الشخصي وليس اكثر ,فاليوم نتناول دولة ليبيا الاشتراكية في نوع من التحليل . تعتبر دولة ليبيا الجارة الشمالية الغربية للسودان وهي دولة عربية التكوين السكاني وافريقية التوزيع الجغرافي ,وهي من الدول التي لها الاسهامات الكبيرة تجاه حل قضايا القارة المستعصية وهي تتبني الانتماء الحقيقي للقارة دون التمييز علي النقيض تماما من شقيقاتها العربية التي تركز كل جهودها تجاه القضايا العربية فما من مؤتمر افريقي يتم اقامتها بخصوص مشاكل القارة الافريقية الا ويتم فيها طرح مشكلة فلسطين الابدية ومشكلة عراق الحديثة من جانب دول عربية افريقية مثل مصر في نوع من الانحياز والتعاطف العنصري التي يؤمن بها كل الشعوب العربية . فالسؤال المطروح لماذا هذا التحول الكبير الغير مسبوق من ليبيا الي الاتجاه الافريقي ؟؟ لم يستطيع المرء معرفة اخيه معرفة حقيقية من كل الجوانب مالم يكون هناك تداخل وتعارف عميق وهذا ينطبق ايضا علي الدول المجاورة ,فليبيا من اكثر الدول العربية التي تداخلت مع الدول الافريقية هذه الميزة جعلتها تتنازل عن التعالي العربية في نوع من الواقعية التي فرضته التطورات العالمية التي لا تعترف بالتكتلات العنصرية ولكن تعرف التحالفات المصلحية ,وربما يكون ميل ليبيا الي الاتجاه الافريقي لغرض الهيمنة علي هذه الدول حسب النظريات العربية التي تتبعها العرب بانهم ارفع مكانة ومستوا من الافارقة ,وحتي اذا كان ذلك هو الغرض لم يتضح لنا بعد من جانب ليبيا علي العلن وانا علي راي الشخصي احلل هذا الميل لسببين 1- دخلت ليبيا في تجربة حرب مع دولة تشاد في الثمانينيات وبعد الشد والجذب والخسارة والنصر لجا الجانبين الي التصالح واعادة العلاقات فوجدت ليبيا في دولة تشاد الالتزام بالمصداقية في التطبيق علي العكس الذي يفعله اخوانه العرب مما جعلتها تثق في الدول الافريقية 2- تبنت ليبيا احدي مؤتمرات للحركة الشعبية لتحرير السودان في التسعينيات من القرن الماضي وبدعوة بعض رؤساء الدول الافريقية لحضور تلك المؤتمر علي راسهم المرحوم لوران كابيلا رئيس الكنغو الديمقراطية السابق بغرض خلق مبادرة يتبناه الدكتور جون قرنق لحل مشكلته مع الحكومة السودانية ,حيث قال العقيد معمر القذافي العربي العنصري انذاك وليس العربي الافريقي الان للدكتور قرنق اطلب منك قول لا اله الا الله محمد رسول الله بلغتك فقام الدكتور بتنفيذ ما طلب منه رغم انه لم يكن مسلما ولكنه استخدم الذكاء الديبلوماسي الذي اشتهر به في مثل هذه المواقف ,فقال له القذافي بعد ذلك انت يا دكتور لو اصبحت مسلما ولونك فتح شوية ممكن ان يقبل بك الحكومة والسودانيين ؟؟ انظر وتخيل كيف تم استخدام التعالي العنصري العربي بطريقته الحقيقية من قبل رئيس دولة عربية ؟؟ بالطبع لم يستغرب قرنق من تلك الاسلوب لانها اسلوب الاقلية العربية الذي ظل يحاربهم سنوات عدة ولم يجبه فانبري له كابيلا مجاوبا فقال يا السيد الرئيس القذافي اذا كان هذا فهمك وفهم العرب غيرك سوف تخرجون جميعا من القارة الافريقية كما خرج العرب من الاندلس قبل سبمائة عام وقالها بنوع من الجدية ,منذ ذلك الحين تراجع القذافي من مواقفه العنصرية العربية ولبس الجلباب الفريقي الابوجي ولا زال يلبسها في كل مؤتمرات القارة وتحول بكلياته الي الاهتمام بقضايا الشعوب الافريقية متناسيا اهله العرب ,حتي انه في مرات كثيرة هدد بالخروج من جامعتهم العربية الشكلية .فعندما حلت ازمة دارفور باهلها وارتكبت النظام الحاكم ابشع انواع الابادة الجماعية ضد هؤلاء والتي تعوذت منها كل العالم ,فكانت ليبيا من اوائل المبادرين بتقديم المساعدات لهؤلاء حيث قامت بانشا جسر يربط ليبيا بدارفور مباشرة لنقل الغذاءات والاحتياجات الانسانية لشعب دارفور,ثم انها ساهمت في الحل السياسي بتبنيها لثلاثة مؤتمرات ضمت الحكومة والحركات الثورية والادارات الاهلية من اجل وجود حل سياسي لتلك المشكلة بعد الاعتراف من قبل الحكومة الجائرة بوجود مشكلة سياسية في دارفور والتي رفضته بشدة في بادئ الامر ,فكانت اخر هذه المؤتمرات المؤتمر التي تم تحويلها من شرم الشيخ المصرية الي طرابلس ,تلك المؤتمر كانت منوطة بمناقشة مواضيع في غاية الاهمية مثل موضوع المحاكمات الخرجية للمجرمين ,ففي مثل هذه المواضيع يتطلب من الدول المستضيفة للمؤتمر الالتزام بالحياد التام وتقديم الدعوة لكل المعنيين بتلك المشكلة ,ولما كانت مصر لم تستطيع القيام بذلك فانها لم تستطيع تقديم الدعوة للحركات الثورية فهي لم يتم الايمان الكامل منها بهؤلاء الحركات وموقفها مثل موقف الحكومة تماما في ذلك الامر فرفض قيام تلك المؤتمر في اراضيها لان هدفها هي كانت الدعوة فقط للدول الخمسة التي حضرت المؤتمر ,فتبنت ليبيا تحويلها في اراضيها وخرجت بنتائج ايجابية في كثير من الجوانب وان كانت فيها جزء من الاخفاخات ,ثم قامت ليبيسا مؤخرا باحتضان الحركات الثورية في اراضيها بنوع من الحنان الثوري التي اشتهرت بها ليبيا والان كل قادة الحركتين يقيمون في ليبيا وبمكاتبهم المستقلة ,فقامت ليبيا باستغلال تلك الوجود باجراء التصالح ونبذ العداءات بين الحركتين التي وقعت مؤخرا في الاراضي المحررة بالتوقيع علي ميثاق التصالح ,ثم ايضا بزلت ليبيا مجهودا كبيرا ولا زال تبزلها الان من اجل حل المشاكل الداخلية المتعلقة بحركة تحرير السودان حتي يتمكنوا هؤلاء من توحيد صفوفهم قبيل موعد استئناف المفاوضات في اواخر اغسطس الخاص بمناقشة المبادئ الموقعة عليها مسبقا , فنحن نثمن تلك الدور الكبير التي بزلته ليبيا ونحئ زعيمها الاممي معمر القذافي علي تلك المواقف الرجولية ونريد منه ان تكون هذه المواقف مواقف مخلصة غير مبنية علي امور غامضة والتي تلعب علي اوتارها دائما الشعوب العربية ومع ذلك نحن نقدر الجانب الايجابي حتي وان كانت هناك بواطن في الامور عبدالرازق ابراهيم ادم رابطة ابناء المساليت بالخارج ,مصر