محمد ابوكيفو / ليبيا
((أيها العائد إن عدت إلي ( دارجيل) يوما
ورأيت الخيل يحجلن كما كن علي عهد( دروتي)
فيثرن الأفق نقعا .............
والصبايا يتبارين بنسج( الجرتق) المضفور
في صدر الخيول
ويرصعن جبين الخيل( بالودع) المتوأم
ويخضبن الغرر
ويلمعن الدروع
والتهاليل كما المهدي يدنو من (قدير)
أو( كتاج الدين) في يوم (دروتي)
أو( كتيراب) علي شاطئ (شندي)
أو كما (رمضان) في (سيلي)
كما (كرري) كما شيكان أو يوم ( سواكن)
عندها يقتحم القلب الحماس
ثم إذ يغلي( النحاس)
قبل أن تنقض كالنسر وتمضي في أتون المعركة
ستجدني قبل أن تهتف باسمي
قبل أن يرتد طرفك
مستقرا وعلي ظهر جواد
ليس يثنيه عنان
لا جنود الكون ترديه ولا البر أو البحر
إذا دوي النفير
هو كالطوفان يهوي
ليس يبقيه مكان
ليس يثنيه زمان ))
من قصيدة سوميت بنات دارجيل للشاعر/ (العالم عباس محمد نور)
استعجلت السفر أيها الرفيق ونحن علي بعد مسافة ليست بالبعيدة عن تحقيق ما نصبو إليه .... استعجلت السفر ولم تبقي لتري عرس السودان وحلمه الذي طالما حلمنا به معا... وهو أن نري هذا المليون ميل وقد اصبح ملكا لأهله جميعا ...لا تهميش ولا تهاون في حق أهلنا سودان جديد لا مكان فيه لأصحاب المفاهيم والآفاق الضيقة
سافرت سريعا ولم نكمل الدروس والعبر التي كنا نستفيدها منك ونأخذها عن طيب خاطر..... فمنك تعلمنا معاني لكلمات وجدناها في القواميس ولكن لم نستوعبها جيدا الاحين وجدناك تجدسها لنا علي ارض الواقع.
وجدنا للعطاء معني فيك حينما كنا نقول لك حافظ يا اخي علي صحتك كنت ترد دون تلكو وما فائده الصحة دون وطن امن؟؟؟؟ وجدنا للوفاء معني حينما جسدته وفاء لهذا الوطن الكبير ولذلك الإقليم الحبيب ارض السلطان تاج الدين والسلطان تيراب والسلطان علي دينار فما كنا نهم بأمر إلا وجدناك أولنا سباقا دوما وبالكاد نستطيع اللحاق بك
وجدنا للشجاعة معني في قاموسك فما كنت تهاب ولا تخشي في الحق لومة لائم أقوالك كانت تخرج كالسيف ولا تتواني في ذكرها أمام الكل وان كانت رزازها تصيب الآخرين، اولئل الذين يغلفون الكلمات فلا تشبه باطنها ظاهرها
مضيت جسدا ولكنك ستبقي نبراسا وهاديا لنا حتي ننتصر أو نهلك دون أهدافنا ستبقي لنا قبسا نهتدي به، كلما ادلهمت بنا الدروب، ووعرت المسالك، سنهتدي بك كلما غارت قوانا وفكرنا في الرجوع عن درب التحرير الذي ارتأيناه سبيلنا
لا زلت أتذكر كلماتك حينما كنت تسألني متي نشد الرحال يا رفيقي إلي ارض المعركة ؟؟ وكنت أستبقيك قائلا السنا الآن في ارض المعركة؟؟؟؟؟ ام يجب أن نسمع صوت الرصاص وهي تدوي ونشتم رائحة البارود المخلوط بالدم حتى نكون في تلك الساحة الشريفة؟؟؟ وحينما سبقنا الرفيق جمعة احمد ابكر إلي الشهادة في اشرف المعارك في دارفور وقد ضاقت بك الحال قلت لي يومها منزعجا هل اذهب دونك؟؟؟
كنت تكبر في نظري ونظر الآخرين كلما أراك مستقبلا لوفود المعارضين الثوار الذين يعرجون إلي الجماهيرية والذين كثيرا ما يعرجون، فنجدك اول المستقبلين لوفود الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكنا هنالك حينما قدم القائد سلفا كير وياسر عرمان وكنت علما بين الحضور فطولك الفارع يميزك عن الباقين.... وأسالتك الهادفة أيضا تميزك عنهم .... وكنت هناك حينما قدم القائد عبد العزيز ادم الحلو ورفاقه المائة ونيفا في وفد المقدمة وكانوا قد انقسموا بين فندقين في مدينة طرابلس فتري الشباب يتنقلون بينهما كالسعي بين الصفا والمروة........ وكنت هناك حينما جاءت حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان أولئك الفتية الذين امنوا بقضيتهم ونبل مسعاهم فكنت معهم أينما هلوا حتى اعتلت صحتك ذلك الاعتلال الذي لم يفارقك.... فكل من يحمل هم ذاك الوطن كنت من مستقبليه فكنت تقول لي سوف نهتم و نستقبل كل من يعمل بصدق وفدائية في حلحلة مشاكل السودان عامة ودارفور- علي وجه الخصوص
وسنعمل بوصاياك علي العمل لبناء هذا الوطن كما كنا نحلم به مستشفيات لأهلنا يتداوون فيها كما كنا نحلم بها وسوف لن ندع اميا علي تلك الأرض سنعمل علي ربط إقليمنا الكبير بالطرق وبالاتصالات وسيعود الاستقرار إلي دارفور الحبيبة بإذن الله.
لا زلت أتذكر كلماتك الأخيرات حينما قررنا أن تعود إلي الوطن للعلاج حينما عجز الأطباء هنا عن فهم كنه مرضك... وكنت تأمرنا بان نجهز لك حقائبك و أن لا ننسي هدايا الوالدة والوالد والأهل ما تركت احدا لم تذكره ولكن إرادة الله شاءت أن تبقي هنا في ارض الثوار ليبيا لنتذكرها كلما تذكرناك ونتذكرك كلما تذكرناها .
تأكد ستظل معنا وبيننا دوما، فكثيره هي الأشياء التي تذكرني بك فكلما ادخل المكتب يوميا تقع عيناي علي ذلك( السفروك) الذي أتيت به إلي المكتب والذي شارك به أبناء المسا ليت باحتفالات الحركة الشعبية بالسلام بطرابلس رمزا لإقليم دارفور
امضي أخي الشهيد في درب جدودنا الذين روا بدمائهم ثري تلك الأرض الطاهرة والكل يعلم أن هذا الشبل من ذاك الأسد امضي رفيقي في درب الخالدين فلقد ابكي رحيلك كثر ولكنني لن ازرف دمعا لأنني لن ابكي سوي الراحلين وأنت لم ترحل فأنت بيننا.