السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رسالة إلى ( اندريا متشل ) مراسلة قناة (NBC NEWS) بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/27/2005 11:13 م


عنوان المقال : رسالة إلى ( اندريا متشل ) مراسلة قناة (NBC NEWS)

ظاهرتان أرتبط اسمهما بنظام الاتقاد بعد أن وصلت إلى السلطة في السودان عام 1989 ، الظاهرة الأولي هي العنف الجنسي الموجه ضد المرأة والذي مورس بشكل منظم في إقليم دارفور ، وكان يكفي المرأة السودانية من المحن انها فقدت البعل المعين والابن البار والأخ الحنون في آتون الحرب الذي أوقدت ناره حكومة الإنقاذ في جنوب السودان ، والمرأة السودانية طوال سنين الاتقاد الحالكة تجرعت الحنظل وهي تحبس الدموع في مقلتيها لتودع كل من كان حولها من الأحباء الذين لم تكن تألف فراقهم في السابق ، كلهم هجروا ديار الوطن لأن هناك من لا يريدهم أن يعيشوا بالقرب منها ، هناك من لا يريدهم في ارض السودان ويسره انتقال أبناء الوطن الواحد إلى فيافي الهجرة والترحال ، انهم يريدونه وطنا خاليا من الأبناء حتى يطمئنوا إلى ميلاد جنين السفاح من دولتهم الحضارية الجديدة ، وقد كتب علي المرأة السودانية الشقاء في عهد فرح فيه كل العالم بتدشين حرية المرأة وصون حقوقها لتعيش بكرامة وتحمل في جوانحها المرهفة هموم بناء الوطن ، وقد قتل هذا الحلم في دارفور ولم يكن الاغتصاب في يوما من الأيام هو سلاح أهل السودان ونحن في احلك ظلمات الحرب وفوضتها العارمة ، حتى المحتل الأجنبي لم يلجا لهذا السلاح الجبان وهو يهد حصون الدولة المهدية قبل قرنين من ألان ، أنكرت الإنقاذ في بادئ الأمر الجريمة النكرة ولكنها عندما أحست بضيق الطوق حول عنقها المهترئ عادت واعترفت بأن ثلاثة عشر من العسكريين تورطوا في هذه الجرائم وأنها بصدد محاكمتهم ، ولم تبرر الإنقاذ لنا لماذا تأخرت في الاعتراف بهذه الجريمة كل هذه المدة الطويلة ولم تجعلنا نحس بأن يد العدالة يمكن أن تمتد وتنال من عنق القادة الذين أعطوا الأوامر وتستروا علي هذا الجرم الشنيع ، إن حكومة الإنقاذ أشبه بالمرأة البغي والتي تكشف لنا كل يوم جزءا من عورات جسدها المملوء بالرذائل الكريهة ، والظاهرة الثانية والتي ارتبطت بالأولى هي استخدام الطائرات العسكرية في حرق القرى والمدن الآهلة بالمدنيين ، وأقولها بملء الفم أن الجيش السوداني حتى كتابة هذه السطور لم يدخل في حرب نبيلة من أجل حماية أهل السودان والذود عنهم عندما تدلهم الخطوب ، وعرف عن المؤسسة العسكرية السودانية تدخلها في الِشان السياسي وتدبير الانقلابات من وراء غطاء الأحزاب السياسية فتحولت بمرور السنين إلى أداة للحكم وليس وسيلة لحفظ أمن البلاد وحماية حدودها من الطامعين ، وفي حرب الجنوب لم ينجح الجيش السوداني في استخدام سلاح الطيران في الحرب لأن الحركة الشعبية كانت علي أهبة الاستعداد العسكري فامتلكت صواريخ ( سام 7 ) الروسية الصنع والتي جعلت طيران الإنقاذ يتهيب التحليق فوق الأهداف العسكرية للحركة ، وقد ساعدت طبيعة الجنوب في توفير غطاء طبيعي لجيش الحركة واصبح من الصعب لطيران الإنقاذ أن يتتبع المقاتلين وسط الأدغال الكثيفة من الغابات ، وهذه الطبيعة العاتية من الحظ العاثر لم تتوفر لأهل دارفور الشرفاء ، فقد مكنت السهول المنبسطة والمنداحة في كل فصول السنة طيران الإنقاذ من التحليق وملاحقة الجميع وإمطارهم بكل أنواع القذائف التي عرفها القاموس العسكري ، ومن الطرائف أن يعترف أحد مسئولي الغوث الإنساني بأن أحد أسباب استتباب الأمن في دارفور هو خلو المنطقة من السكان ، وعندما زارت السيدة/كوندانيزا رايز السودان فقد التزم لها الرئيس البشير بوقف سياسة العنف في دارفور ، ولكنه كان وعدا مكذوبا أشبه بوعد الثعلب بعدم الاعتداء علي فراخ الدجاج ، فبعد أقل من يومين لهذه الزيارة فوجئنا بالقيادة العامة للقوات المسلحة وهي تعلن عن استخدامها لسلاح الطيران للمرة الثانية من أجل تعقب بعض المسلحين الذين هاجموا إحدى قوافلها علي الطريق ، وكانت النتيجة معروفة سلفا فتم تدمير خمسة قري وتهجير أهلها ، ويعتبر هذا الهجوم تحديا للإدارة الأمريكية وجرها إلى المنطقة بكل الطرق والوسائل لتتدخل عسكريا كما فعل صدام حسين عندما غزا الكويت عام 90 ، كما انه يشير إلى عدم احترام النظام لقوانين الأمم المتحدة والتي منعته بموجب القرار 1593 بعدم اللجوء إلى استخدام الطيران الحربي إلا بعد الرجوع إلى الأمم المتحدة ، والحاضر الغائب في هذا الهجوم هو العقيد الدكتور جون قرنق والذي اصبح هو النائب الفعلي للمشير البشير وفقا لاتفاق نيفاشا ولكن لا نعلم هل تم إخطاره بهذه العملية العسكرية أم لا ؟؟ أم أن قرارات الحرب هي ملك حر للمشير البشير وحده ولا يقاسمه في صلاحياتها نائبه الجديد الدكتور جون قرنق ؟؟ ولا أظن أن العقيد جون قرنق سوف يوافق علي عملية كبيرة بهذا الشكل حيث أستخدم سلاح الطيران ضد المهمشين من أبناء الشعب السوداني والذين راهنوا علي دوره الجديد من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح وتحقيق العدالة بين الجميع ، والحاضر الغائب الثاني هو قوات الاتحاد الإفريقي والتي أصبحت تقوم بدور المتفرج علي الأزمة ولا تفعل شيئا من أجل وقف هذا النزيف وكأنها جلبت من أجل نزهة خلوية واصبح قادتها يحلون بانتظام ضيوفا علي مكاتب الولاة في دارفور ويرفعون تقارير مبهمة عن ما يجري في هذه الأرض ، فهذه القوات فقيرة وتنقصها الخبرة ووسائل الاتصال بالإضافة إلى أنها غير قادرة علي التحرك في محيط إقليم دارفور الشاسع المساحة بالسرعة المطلوبة من أجل نجدة الأهالي ، فهي تأتي دائما بعد نهاية الحدث وتأخذ وقتا طويلا في كتابة التقارير ، وبعد بيان القوات المسلحة ورد المشير البشير القوي علي وعوده للسيدة/رايز بعدم العودة لسياسة العنف طالعتنا أجهزة الإعلام السوداني بنبأ سقوط طائرة حربية تقل علي متنها تسعة عشر جنديا بالقرب من مدينة نيالا ، تكتمت وسائل الإعلام السودانية علي هوية القتلى ولكنها أعترفت أن من بينهم خمسة ضباط ولم تشير إلى رتبهم العسكرية لنعرف مستوي الخسارة الفادحة التي منوا بها هذه المرة ، وبالتأكيد أن طاقم هذه الطائرة لم يكن في رحلة من اجل اكتشاف منابع النيل وحشدهم بهذا العدد في طائرة واحدة يرجح مشاركتهم في الهجمات الاخيرة علي المدنيين ، و من المؤكد عدم سقوط هذه الطائرة نتيجة لنيران معادية ولم تدعي أي جهة في دارفور مسئوليتها عن الحادث والسقوط سببه زمجرة الطبيعة وغضبها الشديد حيث أعمت طاقم الطائرة عن ثلاثة مدرجات للهبوط ، ولقد كانت الرؤية معدومة تماما علي الأرض ولم يقم طاقم الطائرة بإجراء أي اتصالات لا سلكية مع برجي مطار نيالا و الفاشر ، وهذه ليست المرة الأولي التي تنكب فيها الإنقاذ بسقوط الطائرات وموت الذين تحملهم في جوفها ، فقبل ذلك كانت طائرة السلام التي كانت تقل المرحوم / فضل السيد أبو قصيصة وضابط المخابرات كمال علي مختار ، وبعدها طائرة الزبير محمد صالح والتي زعم الطيب سيخة أنه كان أحد ركابها ولكنه نجي من الموت بأعجوبة علي طريقة الممثل الهوليودي بروس ويلس في فلم ( Die Hard) ، والحادث الثالث كان اصطدام طائرة زعيم الحرب إبراهيم شمس الدين مع سيارة كانت متوقفة في مدرج مطار مدينة واو ولقد خسرت الإنقاذ في هذا الحادث عدد لا يستهان به من قادة الحرب الميدانيين فمعظم الضحايا كانوا ضباطا ذو رتب رفيعة في مؤسسة الإنقاذ العسكرية ، وهذه الكوارث والنكبات تعاملت الإنقاذ معها بكل برود وواصلت حربها المشؤومة بكل سلاسة واعتبرت أن كل هذه الحوادث المتكررة قضاءا وقدرا محتوما ، وفي هذه الحوادث للشخص العاقل والمتبصر بعواقب الأمور دروس وعبر لهذا النظام العنيد والذي يتجاهل كل هذه الدروس المجانية ويصر علي سياسة القتل والتشريد والإقصاء ، والموت الذي تفرضه الإنقاذ علي أهل السودان ملاقيها في الحياة قبل الممات ، ولم تعد السماء آمنة لتسبح فيها طائرات الإنقاذ لتلقي حممها علي رؤوس الأطفال والنساء ، فقد شاب فعلهم الظلم والطغيان وللناس رب يقيهم شر أعمال عباده من بني البشر ، والان لم يحترق أهل دارفور وحدهم في هذا الأخدود العميق الذي حفرته الإنقاذ بأظافرها بل لحق بهم كل من أمتطي طائرات الموت وبغي وتجبر واعتقد بأنه معجز عن الله في أرضه .

ولقد تابعت برنامج الواجهة والذي يعده ( ربيب ) الإنقاذ أحمد البلال الطيب وهو يستضيف الوالي/ عثمان كبر أحد قادة الحرب في إقليم دارفور ، والجديد في أمره هذه المرة هو اعتماده علي إحصائية جديدة يزعم أن الأزمة هي مع 2% من سكان دارفور وأن 98% من السكان يؤيدون حل الإنقاذ !! ولقد دعي أيضا أهل دارفور إلى مؤتمر جامع لحل هذه الازمة ، وهو يري أن اهل دارفور هم خير من يقوم بذلك العمل ، وانا الان لست بصدد مناقشة الاحصائيات المزعومة ، فالكل الان في السودان يستطيع أن يزعم ويجاري الإنقاذ في احصائياتها الفريدة ويؤيد وجهة نظره وفقا لذلك ولكن ما غاب عن ذهن الوالي كبر أن سكان أقليم دارفور عددهم يصل الي 5.5 مليون يعيش منهم 1.5 في تشاد كلاجئين و 2 مليون يسمون الان بنازحي الداخل (IDP) ، فهل نسبة ال 98% التي ذكرها يوسف كبر ضمت كل هولاء البؤساء أم أنه يعني بهذه النسبة المتجانفة أبناء دارفور في حزب المؤتمر الوطني ؟؟ واذا كان من يحل هذا الاشكال هم اهل دارفور أنفسهم دون غيرهم من الناس فلماذا تندب الإنقاذ لهذا الملف علي عثمان طه ود.مجذوب خليفة وهم لا ينتميان لهذه المنطقة ولكنهما يتصارعان الان علي الفوز بهذا العطاء الدسم ، فكلاهما يتمني أن يرسو العطاء عليه علي حساب الاخر كما حدث بين غازي صلاح الدين وعلي عثمان في ملف حرب الجنوب ولا مكان لأهل دارفور في هذا ( المولد ) ، ولا حتى للذين اعتموا بالعمائم ولبسوا الثياب علي طريقة أعضاء حزب المؤتمر الوطني مثل د.فاروق محمد ادم ، وحتي التغطيات الاعلامية الحكومية لمفاوضات ابوجا يقوم بها رجل الإنقاذ ( المسن ) عبد الرحمن الزومة ولم يجدوا في سواعد شباب أهل دارفور من يقوم بهذه المهمة الاعلامية .

واليكم ألان نص الحوار الذي جري بين السيدة ( أندريا متشل ) المراسلة الدبلوماسية لقناة (NBC news) والمشير البشير في القصر الرئاسي عند مرافقتها لوفد وزيرة الخارجية الأمريكية عند زيارتها للسودان ، وقد نشر هذا الحوار في جريدة الوشنطن بوست الواسعة الانتشار في الولايات المتحدة

السيدة ( اندريا متشل ) : هل من الممكن أن تطلعنا لماذا ظل هذا العنف مستمرا ؟؟؟ المشير البشير لا يجيب فيرد أحد المسؤولين السودانيين نيابة عنه : لا .. لا .. من فضلك

السيدة ( اندريا متشل ) : هل من الممكن أن تطلعنا لماذا تدعم حكومتكم المليشيات ؟؟

فلم تجد ردا من المشير البشير فصرخت في وجهه قائلة : لماذا يتوجب علي أمريكا إذن تصديق وعودكم ؟؟

وعندها تدخل الأمن الرئاسي وتم إبعادها بالقوة من المكان فقالت بعد ذلك بتهكم : ( يمكنكم قول لا يوجد تعليق .. اما جرّي الي الخارج لأنني طرحت أسئلة يعتبر تصرفا غير مقبولا .. واتمني أن يكونوا علي قدر وعودهم وما فعلوه بي ليس بالامر المهم لأنهم لا يستطيعون التحكم بحياتي )

وبالفعل لم يكونوا علي قدر وعودهم ولم بتعدي الأمر إلا بعض الأيام ليعود صوت المشير البشير أقوي مما كان عليه في السابق في الدعوة إلى الحرب والكيل بصاعها من دماء أهل دارفور الشريفة ، ويا ليت ( اندريا متشل ) كانت موجودة ساعة الحدث لتعرف حجم ما نكابده في السودان .

سارة عيسي

[email protected]

__________________________________________________

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved