ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
حوار حول أفكار السلفية الجهادية بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/27/2005 11:07 م
أبو بكر القاضي ـــ حوار حول أفكار السلفية الجهادية لم تطرح السلفية الجهادية مشروعا إصلاحيا! لقد اثبتت تجارب عمليات تفجيرات الرعب في مواصلات بريطانيا في خميس 7/7 وخميس 21/7/2005 ان التفجيرات الانتحارية البشرية لا تقل خطورة عن اسلحة الدمار الشامل , لقد أتقنت الدول العظمى وسائل الدفاع عن نفسها ضد اسلحة الدمار الشامل وذلك عن طريق «الردع» المتبادل «الرادع النوي» واهم ما يميز الوضع في الحرب عن طريق اسلحة الدمار ان العدو معلوم, وسلاحه معلوم بل اهدافه معلومة, وفي المقابل, وبعد ان قضى التحالف الدولي على دولة طالبان وبعد ان فلت الشيخ بن لادن من معركة تورا بورا اصبح عدو التفجيرات ومجهولا تماما, خاصة عندما اصبح يعتمد على الخلايا النائمة, الخطورة في سلاح الارهاب التفجيري انه قائم على فكر تكفيري, استغل مفهوم الجهاد في القرآن والفكر الاسلامي لتأصيل أعماله الاجرامية, الفرضية التي نريد اثباتها هي ان التطرف الاسلامي الذي يجسده الآن (السلفية الجهادية) ويفتقر الى المشروع ولا يعبر عن الاسلام لانه يقوم على فهم خاطئ لمفهوم البراء والولاء في الاسلام, ويقوم على اقصاء ورفض الآخر ــ سواء أكان غير المسلم, او حتى من المسلمين لمجرد اختلاف المذهب ــ فالفلسفية الجهادية في العراق مثلا تعتبر الشيعة (الروافض) مثل غير المسلمين وتكفرهم, أسباب التطرف الإسلامي وإيديولوجيته: 1- لن نستطيع ان نحاور التطرف الاسلامي ومناقشة ايديولوجيته إلا اذا نظرنا وحللنا اسبابه إن ايديولوجية التطرف الاسلامي السني في زماننا هذا (خلال فترة مائة سنة) هي قراءة خاطئة اوغير دقيقة لمزيج من الفكر الاخواني المصري (افكار سيد قطب) حول تكفير السلطان العربي المسلم, بالمزج مع الفكر الوهابي الذي يجنح الى تكفير المجتمع وقد تجسد هذا الوضع في الرمزين (أسامة بن لادن وايمن الظواهري), عندما صاغ الشهيد سيد قطب افكاره التي دعا فيها الى مناهضة السلطان العربي المستبد, خلص في افكاره الى تكفير الحكام الذين لا يقيمون شرع الله, كان هدف المشروع الاخواني في مصر ان يتجاوز فتاوى السلطان في العصرين الاموي والعباسي التي تمنع مقاومة السلطان ذي الشوكة, ولم يكن هدف هذا المشروع منح رخصة للاسلاميين لتقتيل المدنيين والسياح بالصورة الهمجية البربرية التي جرت في مدينة شرم الشيخ الآمنة المطمئنة, المشروع الاخواني الاصلاحي بريء من هذا العمل وقد ادان الاخوان في مصر هذا العمل, 2- التطرف الاسلامي هو نتاج لفشل المشروع النهضوي العربي ــ الاسلامي, ان قادة الاستقلال في الوطن العربي ــ الاسلامي هم رواد المشروع الحضاري العربي ـ الاسلامي, لان اول عتبة نحو تحقيق النهضة العربية هي التحرر من الاستعمار الاجنبي الاوروبي, إذا اخذنا نموذجا واحدا مثل حالة تونس في عهد بورقيبة, نجد ان النظام التونسي قد كرس الاستبداد, وقد احسن ديوك فاندرويل وصف العلاقة بين نظام بورقيبة والاسلاميين بقوله: « ان حركة الاتجاه الاسلامي, لم تشكل تهديدا ضد حكام البلاد او نظامها السياسي, ولكن نقد الحركة للسلطة الشخصية وسوء الادارة الاقتصادية, والفساد, والانحلال الاخلاقي سمح لها بان تكون رمزا ــ استوعبه الشباب على نحو خاص ــ من الجيل المتعلم باعتبارها بديلا في بلد يخلو من البدائل» انتهى ــ لطفا كتاب (التهديد الاسلامي خرافة ام حقيقة؟ تأليف جون ل, اسبوزيتو ترجمة د, عبد قاسم عبده ص234, نعم ان فشل المشروع الحضاري النهضوي العربي هو الذي ادى الى بروز الاسلام السياسي بشعاراته (الاسلام هو الحل) اسلام الشعارات واللافتات, 4- الفريضة الغائبة هي الشورى ــ الديمقراطية وليس الجهاد: ايديولوجية جماعة الجهاد في الفكر الاخواني في مصر عبر عنها (حمد فرج) في مقالة بعنوان (الفريضة الغائبة) ـ فريضة الجهاد استمدها في افكار التنظيم والفكر العالمي للاخوان ــ حسن البنا, وابو الاعلى المودودي وسيد قطب ومحمد قطب والروح العامة للثورة الايرانية الخمينية وخلص الى القول: «الجهاد في سبيل الله على الرغم من اهميته الفائقة لمستقبل الدين, قد اهمله العلماء في هذا العصر لقد تظاهروا بالجهل به, ولكنهم يعلمون انه الطريق الوحيد لعودة مجد الاسلام وبنائه من جديد,, لاشك في ان اصنام هذا العالم لا يمكن ان يحتفظ سوى بقوة السيف», ان اصنام العالم هي ابراج نيويورك وانفاق وسكك حديد مدريد ولندن, اي هي الحضارة الغربية, لقد أخطأ محمد فرج وكل من اقام المشروع الحضاري الاسلامي على مفهوم ان الفريضة الغائبة هي الجهاد, لقد اخطأوا في تشخيص علة المجتمعات العربية والاسلامية بعد الاستقلال وهي «الاستبداد» اذن الفريضة الغائبة هي غياب الشورى ــ الديمقراطية, ومؤسسات المجتمع المدني التي تحول دون استبداد الحاكم وتحاسب الحكام الفاسدين وتكشفهم عن طريق مؤسسات الشفافية والاعلام الحر, والصحافة دون رقابة,, الخ, 5- انا ضد المنهج الذي يحمل الغرب واسرائيل كل مآسي الشرق الاوسط, واعتبر هذا العمل طفولي, بمعنى انه لا يتحمل مسؤولية الفشل, ويعزى فشله الى اسباب خارجية ويظهر بنفسه بمظهر الضحية دون المساس بهذا المبدأ, أقول ان لدى المسلمين قناعة موروثة منذ عهود الحروب الصليبية ثم عهد الاستعمار الاوروبي ان الغرب ينطوي على عداء للاسلام, ومقولة هنتنغتون (المشكلة المهمة للغرب ليست الاصولية الاسلامية, بل الاسلام فهو حضارة مختلفة, شعبها مقتنع بتفوق ثقافته, وهاجسه ضآلة قوته) ليست قناعة شخصية تخصه شخصيا, وانما هي قناعة غربية, اتخذ الغرب مواقف عملية بناء عليها, ان هنتنجتون يرى ان صدام الحضارات امر حتمي, وان قوة العرب والمسلمين تكمن في القوة البشرية عن طريق التوالد, وفي النفط وعائداته التي تستخدم في الدعوة الاسلامية, لذلك يرى ان اضعاف العرب ـ المسلمين يجب ان يكون عن طريق تخفيض اسعار النفط, ان هنتنغتون لم يستلهم افكاره عن طريق التأمل الصوفي ونظرية الفيض الالهي, وانما استقرأها من سياسة الاحتواء المزدوج في منطقة الخليج والشرق الاوسط, خاصة بعد انتصار الثورة الايرانية حيث عمدت اميركا على استنزاف عائدات النفط لدى العرب ــ المسلمين (ايران ضد كل دول مجلس التعاون في دعم العراق), الخلاصة التي اود الوصول اليها هي ان الشباب المسلم (الخليجي) انما نفث عن كراهيته لاميركا في 11 سبتمبر وللغرب الاوروبي في مدريد ولندن اذن التطرف الاسلامي يستهدف عدوين: أ- دول عربية مستبدة عجزت عن تحقيق المصالحة مع شعوبها عن طريق الاصلاح السياسي الذي يؤمن المشاركة الديمقراطية والتنمية المتوازنة, ب- إن الشباب العربي / المسلم المقهور من حكامه قد رأى ان الحكومات التي لا تستند في مشروعيتها على الشعوب والجماهير انما تستند على اميركا والغرب عموما في البقاء في السلطة,, اذن ان الغرب الذي يفقر الدول العربية عن طريق الاحتواء المزدوج, والدول العربية ويوفر الحماية للحكام العرب المستبدين هو العدو ورأس الحية في منظور السلفية الجهادية وقد عبرت عن ذلك صراحة في مناسبات عديدة, 6- إشكالية السلفية الجهادية تكمن في غياب المشروع والطرح الاصلاحي وللحقيقة ان هذه العلة ليست مقتصرة على السلفية الجهادية, وانما تشمل المشروع الاخواني, الذي لم يفقد النوايا الحسنة والرغبة في الاصلاح (الاسلام هو الحل), دون تقديم اي حلول علمية لمشاكل الاقتصاد والتنمية والحريات, واكبر دليل على ذلك هو مشروع الانقاذ في السودان الذي قدم نموذجا شموليا استبداديا للدولة الاسلامية, وفي العراق توجد معارضة اسلامية تقتل المدنيين وتذبحهم ذبح الشياه بطريقة وقحة تفتقر الى رحمة الاسلام وشفقة الاسلام, وقد شمل الذبح سفير مصر ايهاب الشريف دون ان تقدم اي برنامج اصلاحي, اذن مشروع السلفية الجهادية هو مشروع سياسي هدفه السلطة, وان كان يفتقر الى المنهجية والبرنامج (انه مشروع بلا مشروع), 7- من كل ما تقدم اخلص الى التالي: أ- العنف والتطرف الاسلامي هو من اعراض المرض, وليس المرض نفسه, المشكلة الحقيقية هي التنمية الشاملة وحقوق الانسان, ب- الجهاد الاسلامي بريء من اعمال القتل اليومي في العراق للمدنيين الآسيويين والدبلوماسيين العرب / المسلمين, نعم الجهاد الاسلامي بريء من تفجيرات الانفاق في مدريد ولندن وشرم الشيخ, ج- الجهاد الاسلامي في صدر الاسلام كان تشريع طوارئ, فآيات الجهاد لم تنسخ آيات الاسماح والدعوة بالتي هي احسن بمعنى الالغاء التام وانما بمعنى الاستثناء, واكبر دليل على ذلك ان النميري في آخر ايامه وعهد الانقاذ لم يتمكنوا من تطبيق الشريعة واقامة الجهاد الا في ظل قوانين الطوارئ, د- المشروع التكفيري المتطرف يهزم بالمشروع الاسلامي المعتدل الذي يقوم على الحريات العامة, بل ومن منظور فقه الاولويات فان (تحقيق الحريات العامة مقدم على تطبيق الشريعة) كما قال امام الاعتدال, يهزم مشروع التفكير بالتسامح الاسلامي وتكريس مبادئ حقوق الانسان واستيعاب كافة القيم الانسانية النبيلة كما فعلت الحضارة الاسلامية في العصر العباسي,
للمزيد من االمقالات