![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
لا يكاد يمر يوم الا ونسمع بتفجير او اغتيال او حريق او تصادم يروح ضحيته مجموعة من الناس و ذلك فى جميع انحاء العالم اما فلوجة العراق فقد صار الامر فيها من الاشياء المعتادة , وللاسف الشديد صارت المؤسسات الاعلامية والصحفية سواء كانت ورقية او تلفزيونية او اذاعية او الكترونية تتبارى وتتنافس فى التسابق لعرض مثل هذه الاخبار المثيرة واصبحت هذه المؤسسات لا هم لها و لا عمل لها سوى نقل مثل هذه الامور والصور المثيرة وكأن الغرض الاساسى من انشائها هو الاثارة , فقد تناست هذه المؤسسات ان من اهم اولوياتها العمل على نشر الخبرعموماً وليس الخبر المثير والسيئ فقط فالعالم مليئ بالاخبار والمعلومات والاحداث التى تدعو الى الفضيلة والمحبة والسلام والخير الا ان هذه المؤسسات تغمض عينيها عندما يكون الخبر او الحدث فيه خير ويدعو الى السلام والمحبة والفضيلة , فأين المؤسسات الاعلامية العالمية والمحلية من عكس مايحدث فى السودان مثل ما حدث فى مدينة فلوج بجنوب السودان و من قبله فى مروى بشمال السودان ومابينهما فى سندس والجزيرة , لماذا لاتتحدث اعمدة الكتاب والصحفيين عن اعمال الخير وتباركها وتدعو الناس للمزيد منها بدلاً من الخوض فى امور لاتسمن ولا تغنى من جوع , لقد سئم مشاهد التلفزيون وقارئ الصحيفة من مثل هذه الاخبار .
جلسة مجلس الوزراء التى عقدت فى جنوب السودان بمدينة فلوج ينبغى الوقوف عندها لانها تمثل عدة دلالات ومعالم لا بد من بيانها والتعرف عليها واهمها واولها عجلة التنمية التى ظلت تدور فى هذه المنطقة رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية على السودان وهو امر مثير للدهشة والاستغراب وقد شهد بذلك السيد النائب الاول قائد الحركة الشعبية حيث ذكر انه انبهر بهذا العمل , ثانيها هى ان اتفاقية السلام قد بدأت تتترجم الى واقع بانعقاد هذه الجلسة فى جنوب السودان وبحضور قائد الحركة الشعبية الذى ذكر ان السلام الحقيقى بدأ تنفيذه فعلياً , الامر الثالث هو استخدام التقنيات الحديثة والجانب الفنى للعرض Presentation الذى قدمه السيد وزير الطاقة مستعينا فيه باحدث تقنيات التصميم الالكترونى و ما يزيد القبطة والسرور ان هذه التقنيات تشاهد من مدينة صغيرة فى منطقة كانت مسرحاً للعمليات الحربية , فالتحية للعاملين فى هذ المناطق الذين يواصلون الليل بالنهار لتنمية هذا البلد .
نأمل من كتاب الاعمدة والصحفيين البحث فى هذه الدلالات والمعالم وتقديم مثل هذه النماذج للناس الذين ابيضت عيونهم جراء مشاهدة اخبار العنف والقتل وقراءة ( المثير ) فى صحف الاثارة , كذلك الامر للمواقع الاعلامية على الانترنت ندعوها بان تقوم بنشراخبار هذه الاعمال الجليلة فى فلوج بدلاً من اكراه المتصفحين بخبر (الفتاة العمانية المصطنعة) , ونأمل ايضاً من فضائيات الاثارة الذهاب الى فلوج السودان لرؤية نماذج الخير والسلام وعرضها على المشاهد الحزين كى يرتاح قليلاً من اخبار فلوجة العراق .
صلاح الدين حمزة الحسن
لاهاى - هولندا