لأنها تأتي مباشرة بعد انتخابات نيابة ما تزال موضع تقسيم الأوساط الرسمية و السياسية على حد سواء نظرا لما حوته من مفارقات بعضها سياسي الطابع والبعض الأخر مالي والثالث طائفي وهو على أي حال العنصر الأبرز هذه الأيام.
في السياسة الخارجية للحكومة الجديدة ستكون مدعوة إلى تحديد مواقف متعددة من مسائل أساسية وملحة مطروحة على لبنان وأبرزها كيفية التعاطي مع القرار 1559 ولاسيما في الشق المتعلق بتجريد المقاومة من سلاحها، واستكمال إنهاء " المليشيات ".
الولايات المتحدة مصرة على تنفيذ بنود القرار 1559 وهي تنتظر لتلمس جدية الحكومة في معالجة هذا الموضوع ، ومن الطبيعي إن يثمر الحوار الداخلي نتائج عملية كي لايبقى سلاح " حزب الله " موضوع تفجير وعودة بلبنان إلى الحرب اللئيمة . (الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية كوندليزا رايس إلى لبنان التقت الحريري والرئيسين لحود والسنيورة حيث دعت لبنان إلى أكمل القرار1559 وقالت إن موقفنا من حزب الله واضح ).
والإدارة الأمريكية تدرك تماما إن الحل السحري ليس في يد حسن نصر الله أو ميشال عون أو الحريري أنما للمشكلة إبعادها الإقليمية والدولية ، ومع ذلك فهي تمارس ضغوطا ثقيلة على إيران ودمشق كي تتركا الساحة اللبنانية وتدعا البرلمان ومعه الحكومة يقرران ما إرادة مجلس الأمن وفيه مصلحة لبنان ووحدته واستقراره .
ومع كل الجهود الأمريكية والفرنسية والخليجية لتدبير الحكومة الجديدة ودعمها لاستكمال بنود القرار 1559 فان الغياب العربي عن المشكلة اللبنانية مستمر كما هو في العراق .
الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي انان كرر غير مرة إن القرار 1559 يتماشى تماما مع اتفاق الطائف (1989) ولاسيما في موضوع حل كل المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها إلى الحكومة ، ولحظ كوفي انان إن المقاومة من اجل مزارع شبعا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن وعلى الحكومة اللبنانية بالتالي بسط سيادتها وسيطرتها وحدها على كامل أراضيها .
ربما هناك تدير أمريكا ألان مباحثات ومشاورات مع الأمم المتحدة والإطراف المعنية لوضع قوات دولية في مزارع شبعا تمهيدا لتسليمها إلى لبنان لابطال حجة " حزب الله" بشانهأ.
أمريكا وإسرائيل تعتبران الحزب " منظمة إرهابية مسلحة تسليحاً ثقيلاً " ولابد من نزع سلاحه كي يستقر الوضع اللبناني والمقصود حتما هو استقرار الوضع في إسرائيل قبل لبنان.
وقد صدق الرئيس شيراك عندما قال لشالوم ، إن مسالة هذا التنظيم معقدة ، وينبغي بحثها ضمن الإطار الإقليمي ، جاء ذلك ردا على طلب وزير خارجية إسرائيل شالوم إدراج "حزب الله" على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية ورأت فرنسا إن الحل الأفضل لموضوع الحزب هو التعاون مع إيران ، لكن الشأن النووي يتقدم اليوم على سائر الموضوعات ومن مصلحة إيران إبقاء الحزب ورقة ضغط إقليمية ودولية في أوج الصراع على القنبلة النووية الفارسية .
تصنيف " حزب الله " مايزال بندا دائما في البرلمان الأوروبي وعلى رغم كل الاتصالات الجارية من اجل تجنيب اتهام " حزب الله " بأنه حزب إرهابي ، فان تقارير دبلوماسية لحظته في الأسبوعين الماضيين ، انه مايزال البرلمان الأوروبي يضع هذا الأمر على جدول أعمالة وان مسودة بهذا القرار أعدت وهي ماتزال في الإدراج ريثما يحين الوقت المناسب لإخراجها منها.
وتشير التقارير إن الموقف الفرنسي ما يزال هو " بيضة ألقبان " في هذا الاتجاه، ريثما تتبلور الصورة أكثر، ويذكر إن 473 نائبا أوروبيا كانوا قد صوتوا في اتجاه وضع حد لأنشطة " حزب الله " أي وصفوها بـ " الإرهابية".
وفي خطوة جديدة تمثيل " حزب الله " في الحكومة الجديدة يؤكد المشاركة في صنع القرار السياسي من خلال مجلس الوزراء ( الخارجية للشيعة تحل مشكلة القرار 1559).
حيث أشار السيد حسن نصر الله إن مشاركتنا هذه المرة في الحكومة انطلاقا من المتغيرات والتطورات والإحداث ومن خلال رويتنا للمصالح الوطنية.
وأكد إن جوهر القرار 1559 هو نزع سلاح المقاومة وبشكل أوضح إنهاء المقاومة وقال نحن في أخر مطاف وفي مرحلة حاسمة هناك ضغوط أميركية على لبنان وعلى قواه السياسة والحكومية تنفيذ بقية القرار 1559 فلو سمع الأمريكيون من اللبنانيين جميعا إن موضوع سلاح المقاومة هو موضوع داخلي لتجاوزنا هذا الخطر ، ولكن إذا وجدوا في لبنان من يشجعهم ويقويهم في هذا الاتجاه ، بالتأكيد سيعتبرون إن هناك فرصا للنجاح .
عزيز الثمثمى – [email protected]