السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

سياحة بين الحقيقة والاحلام فى وطن يولد من جديد بقلم محمد يوسف

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/23/2005 9:12 م

محمد يوسف
سياحة بين الحقيقة والاحلام فى وطن يولد من جديد
شئ من الواقع:
ظل هاتفى يرن باستمرار لما يقارب الاسبوعين بسبب الاتصالات التى ترد الي من أصدقاء ومعارف مهتمين بأمر السياسة فى بلدنا يسألون فى ترقب واشفاق عن توقعات شكل تركيبة الحكومة الجديدة فى سلطاتها الثلاثة بعد المصادقة على دستور الفترة الانتقالية واعادة تشكيل رئاسة الجمهورية. وقد ظلت الاجابة على هذا السؤال صعبة ومحيرة لأسباب منطقية أولها اننى مراقب مثلهم أهتم بما يهتمون ولكننى لا أعلم أكثر مما يعلمون ذلك لأننى لست فى موقع تنفيذى أو حزبى يتيح لى معرفة ما وراء الكواليس لآتيهم بخبر يقين عما يجرى اعداده من تشكيلة حكومية جديدة. وثانيا لست بأفضل منهم فى تفسير أحلام الواقع الجديد..فالذى أحلم به وأتقاسمه مع هؤلاء الأصدقاء قد يصبح واقعا يمشى على رجلين أو يصبح هشيما تذروه الرياح، هكذا السياسة فى بلادنا صعبة القراءة. قال لى أحد هؤلاء الاصدقاء وهو يلح جادا فى استنطاقى بما أعرفه وما أتوقعه عن وجوه الحكومة القادمة. قلت متلعثما: هم بعضا من أبناء وبنات السودان من تخصصات مختلفة ومن أقاليم متفرقة. قال أعرف ذلك ولكننى أريدك أكثر افصاحا. قلت هم بعض من لهم سهم فى تحقيق السلام وفى مباركته. قال هذا قطاع كبير ولا يمكن رسم صورة قريبة للحكومة لأن بعض هؤلاء أصلا تنفيذيين فى الحكومة الحالية. ثم أردف أراك تهرب فى الاجابة الى الأمام. قلت على كل حال خير من الهروب الى الوراء وأضفت سيكون لأهل الخبرة والدراية فيها نصيب. قال ماذا تعنى بالخبرة أهى طول المدة فى الوزارة؟ قلت شئ من هذا وشئ من أهل التخصص. قال ساخرا اذا كانت السنوات الطوال فى المنصب هى التى تكسب الخبرة فلماذا لا تتاح الفرصة للشباب حتى اذا أكملوا الأربع أو الست سنوات اكتسبوا الخبرة. لماذا يتم قصرها على من تقدمت بهم السن فى قيادة هذه الوزارات حتى اذا أمضوا عشر سنوات أو ما يقاربها قمنا باعادة استخدامهم من جديد فماذا نكون قد تركنا للشباب من فرص مشاركة واكتساب الخبرة. وحكى على قصة أضحكتنى كثيرا حيث قال أن أحد الشباب فى أحد أحزابنا التاريخية الكبيرة جاء الى زعيم الحزب وقال له أنه يريد أن يقلده أحدى الوزارات فرد عليه الزعيم أنه ما زال صغيرا ولا يتمتع بخبرة. ولما توفى الله الزعيم وخلفه ابنه بعد عدة سنين عاد الرجل بحاجته الى الزعيم الجديد ظانا أنه استوفى سن الاستوزار وبلغ سن الرشد السياسى وصقلته السنين بالخبرة فرد عليه الزعيم الجديد أنه مازال صغيرا على الوزارة، برغم طعن سنه ولكن من كانوا يستوزرون حينها كانوا أقرب الى أرذل العمر فى كهولتهم منهم الى بداية شيخوختهم ناهيك عن نضار شبابهم. عاد الشاب الذى أصبح شيخا حينها مكسور الخاطر وفى نفسه شئ من حتى. وشاء الله أن يقبض اليه الزعيم الجديد بعد أن عاش ما قدر الله له من العمر فخلفه ابنه زعيما للحزب. فعاد الرجل الذى تلبسته حالة البحث عن الوزارة وقد صقلته السنين بتجاربها والعمل السياسى بمكائده والولاء بطاعته، جاء الى الزعيم الجديد وهو واثق فى كفاءة نفسه للاستوزار، بما سبق أن أوردنا باختصار، فرد عليه الزعيم أنه أكبر سنا مما تتطلب الوزارة ولم تسعفه خبرة. فجرجر الشيخ رجليه، وقد شهد أجيال زعامات ثلاثة، ليلتزم وبصورة قاطعة التقاعد الاختيارى قبل أن يجلس على كرسى الوزارة. قلت لصديقى، بعد أن أخذ منى الضحك طويلا، ماذا ترمى من وراء ذلك؟ هل تلبستك حالة ذاك الرجل فاصبحت تحدث نفسك عن تقلد وزارة. قال ضاحكا أيضا: لا يا عزيزى قصدت فقط الاستدلال على فهمنا الخاطئ لمفهوم الخبرة. وزاد قائلا أنا لا أسع وراء الوزارة ولكننى أتمنى فيمن يتقلدها أن يكون شابا يتحدث ويدافع عن هموم جيلنا ونحن نقبل على الحياة لا أن تظل حكرا للكبار كلما جلسوا فيها أطول تم اعادة استوزارهم من جديد بحجة الخبرة كأنه ليس فى السودان غيرهم. وسألنى بحرقة ماذا تتوقع من جديد فيمن قبع على الوزارة أو تنقل بين بعض الوزارات لما يقارب العشر سنوات؟! وقبل أن أجيب عليه قال لى لا تقول لى بأنهم أهل ولاء أو خبرة فغيرهم يتمتع بولاء وآخرين لم تتاح لهم الفرصة أصلا لمعرفة مقدراتهم وصقل خبراتهم فاصبح الاجترار من المخزون الاستراتيجى القديم. قلت هون عليك يا أخى فالشباب قادمون فى الحكومة الانتقالية وفيما ورائها من حكومة منتخبة. قال متلهفا اذن حدثنى عن هؤلاء الشباب. قلت لا أعرف أسماءهم ولكننى أحاول أن أقرأ الخارطة السياسية. فسياسيي الحركة الشعبية معظمهم من الشباب أمثال السيد دينق ألور وبقان أموم وياسر عرمان وآخرين كثر وممثلى الأحزاب المؤتلفة مع الحكومة الآن معظمهم من الشباب أمثال الدكتور الصادق الهادى المهدى والسيد نجيب الخير عبدالوهاب والسيد الوسيلة الشيخ السمانى والسيدة اشراقة سيد محمود وآخرين فى جبهة الانقاذ وغيرها وحتى مشاركة أبناء الشرق والغرب بعد التوصل لاتفاق سياسى سيقودها الشباب لأنهم هم الذين حملوا السلاح وقادوا التفاوض ولا أتوقع جيل دريج أو التيجانى سنين. وعلى الرغم من أن المؤتمر الوطنى لا تخلو تركيبته التنفيذية والتشريعية من بعض الشباب ولكن التشكيلة القادمة ستشهد فى تقديرى مساحات أكبر للشباب وتفرغ الكبار للعمل التعبوى الحزبى حتى يجاروا ايقاع الشريك الجديد السريع. قال أو تحسب أن البعض سيغادر الوظيفة طائعا بعد كل هذه السنين ويسهل على أهل القرار احداث التغيير المنشود أم أنهم سيقبعون بالقرب من مركز الاستوزار مبدين مزيدا من الولاء طمعا فى مزيد من التمديد. قلت هذا يعتمد على قرار المؤسسات الشورية والقيادية التى أحسب أن تلك القراءة لن تسقط من حساباتها.
وسألنى آخر فى تحد هل شهدت أى من زعمائنا يترجل من قيادته حزبه، وان بلغ من العمر أرذله، ليفسح المجال لمن هو أكثر مواكبة لعصره منه؟ وقال أن العالم المتحضر ظلت قياداته تجدد نفسها فى حياتها قبل الممات حتى تعطى العبرة للأجيال وحتى تجعل من تداول السلطة ممارسة حقيقية تبدأ بالتداول فى الحزب. قلت بعد أن أمعنت النظر وأجهدت ذاكرتى لا أعرف اجراءا مثل هذا ولكننى أذكر حادثة واحدة وحتى هذه قام بها الشباب وتتمثل فى قرار قيادة تنظيم حق بقيادة الحاج وراق التى حلت نفسها بعد وفاة المرحوم الخاتم عدلان لتفسح المجال لقيادة جديدة.
شئ من الاحلام .. بين شمولية وليبرالية أحزابنا ميلاد بعث جديد:
أحد أحزابنا السياسية الذى ظل يتبنى فكرا عقائديا لأكثر من نصف قرن، وفى خطوة جريئة وشجاعة أعلن عن عدم مواكبة نهجه الفكرى السابق لمقتضيات المرحلة وتبنى برامجا يعنى بالبيئة، مثل أحزاب الخضر فى أوربا، لقناعته أن التدهور البيئى الذى أصاب السودان بسبب الظروف الطبيعية وبسبب الحروب والنزوح وما تبع ذلك من استخدامات غير رشيدة للمياه والأشجار والتربة. وأصبح شعار الحزب الذى يزين به داره شجرة مورقة وكذلك الفنلات البيضاء التى يرتديها شباب الحزب وهو يعملون كالنحل فى توعية المجتمع بضرورة التعامل السلمى مع البيئة ويلصقون الاعلانات فى اللوحات المضيئة التى تزين الشوارع كما أنهم يتعهدون تشجير الشوارع الصخرية القاحلة بالأشجار الظليلة الوارفة والأزهارالناضرة ليحيلوا المدن الى حدائق غناء، كما فعل الاماراتيون الذين قهروا وجه مدنهم الصحراوية فاحالوها الى مروج خضراء.

اكتملت الاستعدادات لانتخاباتنا التشريعية وعلت صور المرشحين، الذين يمثل الشباب من الجنسين أكثر من ثلثيهم، لوحات الاعلانات، وتقول سيرتهم الذاتية أن الكثيرين منهم نالوا حظا من التعليم العالى فى بلادنا وفى بلاد الدنيا المختلفة ومنهم من صقلته الغربة بتجاربها الثرة والمرة ورأى بعينيه كيف تعمل المنظمات السياسية والحزبية فى بلاد غير بلادنا. طرحوا فى هذه الاعلانات برامجا معقولة ومقدورة للدورة التشريعية المرتقبة وخلت هذه الاعلانات من وجوه القيادات التاريخية للاحزاب، التى أدركت بحصافتها وخبرتها أن هذا زمان غير زمانها وأن الشباب قادرين على قيادة العمل التشريعى والتنفيذى بروح عالية خالية من مشاكسات ومناطحات الماضى التى اضعفت الأحزاب، وباعد التنافر الشخصى بين زعمائها بين برامجها المتقاربة، وأصبح الخلاف على كل شئ هو السائد وأقعد ذلك البلاد منذ استقلالها عن النهضة والتنمية. جاءت نتائج الانتخابات فى معظم الأحزاب لصالح الشباب بنسبة تفوق 80% وأصبحت ليالى الاحزاب السياسية تتحدث عن تقاربات واندماج بين التنظيمات التى طرحت برامجا متشابهة وأفكارا متقاربة. وعندها تأكد القادة المخضرمون للأحزاب من تصميم الشباب على القفز فوق أسوارهم الحزبية العالية التى بنوها حولهم وأحاطوها باسلاك شائكة وربما مكهربة لحجب أتباعهم من التواصل مع غيرهم ولجعلهم أسرى لرأى الطائفة والحزب والجماعة لاغيرها. انطلق الشباب بعزيمة لاتفتر لاحداث التغيير المنشود وتحمل المسؤولية الكبيرة ووضعوا أيديهم فوق أيد بعض وقاربوا بين رؤاهم وأفكارهم وصفوفهم تاركين وهم الخلاف وتوجس الماضى وراء ظهورهم، مدركين أن الوطن الكبير لا تبنيه الا ارادة حرة خالية من طائفية حزبية ضيقة ومن رواسب واسقاطات الماضى الهتافى. حينها انصرف بعض الزعماء للتقاعد الاجبارى أو لأداء مهام أخرى كالقاء المحاضرات فى الجامعات والاكاديميات وكتابة تاريخ مسيرة الحركة السياسية فى ماضيها وحاضرها كما أسس بعض هؤلاء الزعماء مراكزا للبحوث والنشر واشادوا قنوات فضائية أصبحوا يخاطبون عبرها العالم ويحاورون بها أهل ملله وثقافاته مضيفين بذلك اسهاما عالميا للثقافة والفكرالسودانى،،،



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved