السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

استراحة مع مهمشى الشمالية وشكر لادارة خزان مروى : بقلم صلاح الدين حمزة الحسن-لاهاى - هولندا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/22/2005 9:44 م

استراحة مع مهمشى الشمالية وشكر لادارة خزان مروى
ذكر أن احد ابناء الشمالية استقدم والدته للعاصمة الخرطوم لتقضى معه بعض الايام لزيارة ذويها والاستجمام معه قليلاً من عناء العمل المتواصل فى القرية هناك , وكعادة الناس الذين يحضرون من (البلد) يقومون ببعض الزيارات لتقديم الواجب من التهانى للافراح المختلفة والتعازى والمواساة فى الموتى والمفقودين والمعاودة فى المرضى او المجاملات الاخرى لأقاربهم فى اطراف الخرطوم البعيدة من الكلاكلة الى ام بدة الى الحاج يوسف وقد قام هذا الابن بالواجب تجاه والدته فى ثلاثة ايام متواصلة وبعد الانتهاء من هذه المهمة جلس الابن وقال لوالدته (ارجو ان تكونى راضية ) فقالت له ( والله ماقصرت وقمت بالواجب وزورتنى كل الاهل , لكن بقيت حاجة واحدة اتمنى ان اراها !! ) فقال لها الابن : ماهى ؟ فقالت ( اتمنى ان ارى شارع الظلط ) .
يقوم الآن السيد اسامة عبد الله والكوكبة المخلصة فى خزان مروى باعمال جليلة يتواصل فيها الليل بالنهار فى ادارة ذلك المشروع الضخم الذى سيقدم فوائد ضخمة للوطن كافة ليست بخافية على احد و لايسع المجال هنا لذكرها الا ان الفائدة التى يجب ان لاننساها هى ما يقوم به المشروع من ادخال البهجة والسرور فى قلوب المهمشين والحزانى الحقيقيين والصابرين على مرارة الطبيعة وظلم الادارة على مر السنين من غير تزمر او تمرد .
صبر الاهالى فى هذه المناطق سنين طويلة , صبروا على الطبيعة القاسية والتى يتمردون عليها احياناً بالهروب باجسادهم الى مناطق السودان المختلفة للتعليم والعمل والبناء الا ان قلوبهم واحاسيسهم يدعونها وراءهم فى قراهم , صبروا على ظلم الادارة منذ الاستقلال وكان تمردهم على ظلم الادارة بمزيد من الانتاج والبناء والتعمير فى بقاع السودان المختلفة , فهل حان الوقت لانصافهم وتقديم بعض الاعمال لهم جزاءاً بما صبروا عليه ؟. فالشكر لادارة خزان مروى والتى ستلغى احد اجندة زيارات اهالى الشمالية للعاصمة والمتمثلة فى رؤية (شارع الظلط) الذى سيرونه فى قراهم حسب ما وعدت به ادارة المشروع , وذلك جنباً الى جنب مع ادخال الكهرباء ليتمكنوا من تناول كوباً من الماء البارد بعد قضاء نهار مليئ بالانجاز فى ظل طقس شديد الحرارة الامرالذى حرموا منه فكلما ذهب احدهم للعاصمة وتناول كوباً من الماء (المثلج) تذكر اهله وتمنى ان يروا ذلك (الثلج) وليس ببعيد قصة المراة التى عادت من (البندر) بقطار كريمة تلك الرحلة التى استمرت يومين بالتمام والكمال وعند مصافحة ابنائها قالت لهم لقد احضرت لكم هدية عظيمة وبدأت تفتح فى حقيبتها الحديدية وعندما وجدتها فارغة قالت لهم ( اننى سرقت ) , تدرون ماذا سرق منها ؟! لقد احضرت لهم ثلجاً من الخرطوم فى حقيبتها ليذوقوا حلاوة الماء البارد مثل ما فعلت هى .
لقد جاء فى الفقرة الرابعة من البند الاول فى الفصل الثالث من اتفاقية اقتسام الثروة فى اتفاقية السلام الشاملة الموقعة فى يناير 2005 " يكفل تقسيم وتوزيع الثروة الناتجة عن موارد السودان تعزيز الحياة والكرامة والظروف المعيشية لكل المواطنين بدون تفرقة على أساس النوع أو العنصر أو الدين أو الانتماء السياسي أو العرق أو اللغة أو الإقليم. ويقوم اقتسام وتخصيص هذه الثروة على مبدأ أن كل أجزاء السودان لها الحق في التنمية . " بهذا يحق لابناء شمال السودان ان يفرحوا اكثر من غيرهم بهذه الاتفاقية لانهم سينالون حقهم كغيرهم فقد كان ظلمهم اكثر مرارة وذلك لعدم الاعتراف بانهم ليسوا بمهمشين .

صلاح الدين حمزة الحسن

لاهاى - هولندا


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved