كنت أود ان اكتب عن أعدام الاستاذ محمود محمد طه وكنت من شهوده وما احوجنا الان لسيرة رجال من امثال محمود محمد طه من الذين قدموا ارواحهم فداء لما امنوا به اقول الروح وليس منصب او جاه فاليعذرنى الاخوه القراء ولبعذرنى الاستاذ محمود فما نتناوله اليوم هو ضحيه اخرى من ضحايا عدم استقلاال القضاء فنحن يا أستاذ محمود رجعنا لنفس المحطه التى (غادرتنا عندها ومع نفس القضاه (فقط تختلف الاسماء
الذين قلت فيهم كلماتك الخالده
القضاة الذين ضعفوا اخلاقبا عن ان يمتنعوا ان يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطه التنفيذيه تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسيين
لقد كتبت مقال هل القضاء مستقل استعرضت فيه قضية مقتل ابوبكر محى الدين راسخ وقد علق القاضى السابق مجاهد على ذلك المقال وسوف اعقب على رده واحب ان اؤكد ان ماأنشره من مقالات هو شان عام ولابتضمن اى قصد خاص ودافعه حبى للسودان وللمواطن السودانى الرائع وساظل ابذل الجهد ماقدرت لبتمتع هذا المواطن بديمقراطيه حقيقيه تحوى استقلال للقضاء مبرأ من اى شبهة ولاء وماأشره يحق لاى شخص ان يتناوله بالتعليق ويلقى ذلك منا كل احترام فالراى الاخر مطلوب سواء كان صاحبه دافعه الوطنيه لابداءه او دفعته الحميه وماكنت سارد على السيد مجاهد لولا انه فى الخلاصه قال ان القضاة هم قضاة السودان وليسوا قضاة الانقاذ هذه العباره استفزتنى لعدم صدقها والسبب الاخر ان السيد مجاهد لم يكن دقبقا فى نقله للوقائع فقد جاء بوقائع لم ترد اساسا فى المحضر وكلها لصالح المتهم رائد امن الدوله وكان لابد من التصحيح
ان مرجعى فى الوقائع هو محضر الحكم الذى اصدرته المحكمه العليا م ع /ف ج /729/1994 ويمكن للقارىء الرجوع اليه فى فى موقع الهيئه القضائيه فى الانترنت ومن لايتمكن من الوصول اليه فانا مستعد لارساله له ليحتفظ به القارىء كواحد من الادله على عدم استقلال القضاء وليقارن القارىء بين ماأوردناه وماأورده السيد مجاهد
قضية اغتيال ابوبكر محى الدين راسخ
اولا يقول كاتب التعليق السيد مجاهد فى سرده للوقائع
ان محى الدين راسخ مصنف امنيا بانه معارض لنظام الانقاذ وكان الحديث يدور حوله فى مكاتب الامن فى ليلة قتله
ولم يرد فى المحضر ان الحديث كان يدور حول القتيل فى ليلة قتله ولا اقول ان السيد مجاهد قد اختلق الواقعه وقد يكون ماأورده قد حدث فعلا وداخل مكاتب الامن التى لاندرى مايدور فيها ولم يرد ذلك فى المحضر
ثانيا يقول كاتب التعليق مستطردا فى نقله للوقائع
تجاوز المتهم بسيارته سيارة القتيل وطلب من القوه العسكريه المرابطه على الشارع فى منطقة كوكو اياقف القتيل الا ان القتيل لم يقف
وهذه العباره غير موجوده ايضا فى المحضر وحول هذه الواقعه ورد مايلى حاول المتهم ايقاف العربه الانفه الذكر دون جدوى فاستبقها الى نقطة الارتكاز -اى نقطة التفتيش المقامه على الشارع- وذلك فى محاوله منه لللاستنجاد بافراد الوحده القائمين بامر تلك النقطه عقب وصول المتهم الى نقطة الارتكاز واثناء شرحه للموقف الذى لم يتجاوز الدقيقه والنصف جاءت السياره موضوع المطارده فتجاوزت المحل وعلى اثر ذلك سارع المتهم بعربته وراء تلك السياره
وواضح جدا ان المتهم حاول الاستنجاد وهو لم يستنتج بعد ويقول المحضر واثناء شرحه للموقف الذى لم يتجاوز دقيقه ونصف فعبرات المحضر مختلفه تماما عما اورده السيد مجاهد فى قوله(وطلب من القوه العسكريه المرابطه على الشارع فى منطقة كوكو ايقاف القتيل الا ان القتيل لم يقف) ومن صياغ عبارات السيد مجاهد يفهم ان المتهم وقف وشرح للقوه المرابطه ان توقف القتيل والقوه طلبت من القتيل الوقوف ولم يقف فكيف والمتهم لم يقف مع القوه المرابطه غير دقيقه ونصف قد يكون قضاها فى التعريف بنفسه واخراج البطاقه من جيبه لاأكثر من ذلك
ثالثا يقول كاتب التعليق (ان المتهم عندما خرج من مكاتب الامن التقى به - اى المرحوم-فى منطقة كوبر وطلب منه الوقوف الا انه رفض الوقوف فالمتهم وحسب ماورد فى المحضر لم يطلب من القتيل الوقوف فالطلب يكون اما شفاهه او باشاره واضحه ولكن المتهم فى تلك الليله لم يلتقى القتيل مواجهه حتى يطلب منه الوقوف فهو التقاه مواجهه عندما اطلق عليه النار!!! ففى نقطة الارتكاز كان المتهم مشغولا مع شرطة النقطه فكل ماورد ان المتهم حاول ايقاف القتيل ونجد كيفية شرح محاولة الايقاف من المحضر ترد كالاتى
وعلى اثر ذلك سارع المتهم بالتحرك بعربته وراء تلك السياره وهو يحاول ايقافها باستعمال الة التنبيه وتسليط الانوار تارة اخرى
واضح ان المحاوله جرت باستعمال المتهم لالة التنبيه وتسليط الانوار وهى محاولات كلها قد يكون المرحوم لم يلتفت اليها خاصه اذا كان مندمجا فى الاستماع للقران ؟الكريم او حتى مع احدى اغانيه المفضله
رابعا يواصل السيد مجاهد فى سرده للوقائع (الا ان القتيل لم يقف - طارد المتهم القتيل فانحرف المتهم من (شارع الاسفلت الى منطقه خلويه
ويبنى السيد مجاهد على هذه المعلومه التى اساسا غير موجوده فى المحضر رايا ويقول (ان الانسان عندما يطارد يفر عاده الى العمران ولايفر للخلاء ولكن القتيل بدل ان يقف عند (نقطة التفتيش او على الطريق العام فر الى الخلاء
والمحضر يقول وبالنص
وفى منطقة حلة كوكو عرجت السياره موضوع المطارده الى شارع الترعه بالحاج يوسف ثم توغلت داخل الحى ومن ورائها المتهم بسيارته … واستمرت المطارده بين ازقة المرابيع الضيقه
هذا هو ماورد فى المحضر ولم يرد اطلاقا اشاره الى ان المرحوم هرب الى الخلاء … فلا أزقه ولا مرابع فى الخلاء …. وحتى اذا افترضنا ان المرحوم رجع الى الخلاء فهل هذا يبرر اطلاق النار عليه واذا احس المتهم انه فى خطر من تصرفات المرحوم لماذ لم يرجع خاصه وان المرحوم لم يرتكب فعلا مخالفا !!!للقانون وانما هى مجرد مراقبه
ان الحكم اساسا يبنى على الوقائع التى فى المحضر ولعل السيد القاضى مجاهد يتفق معى ان مجرد تغيير كلمه فى نقل الوقائع قد يؤذى قضية الاتهام أو الدفاع لذلك كانت تلك العباره المشهوره للمحامين (يامولانا ممكن تقرأ لى الفقرات الاخيره دى من الاقوال )وذلك لكى يتاكد المحامى ان كل كلمه اوردها الشهود قد كتبت بالنص وهذا حرصا على العداله وكنت اتمنى ان يكون نقلك للوقائع دقيقا من المحضر لان انتقادك لمقالى بنى على وقائع خاطئه كما ان القضيه جريمة اغتيال وهناك روح ازهقت ظلما …. وقد ظلم ابوبكر محى الدين راسخ فى حياته وينبغى على الاقل الا نظلمه وهو فى رحاب الله
أما قولك ان المحكمة هى الخبير الاول فهذا مالااتفق معك فيه فالمحكمه صاحبة القرار الاول ولكنها ليس الخبير الاول فما خبرة المحكمه فى التشريح اوعلم الذره ؟ان المحكمه لو كانت الخبير الاول لما استعلنت بخبراء ولاكتفت بخبرتها
وحول حديثك عن قضية الزنجى الامريكى فانا لم استشهد بها كسابقه قضائيه لتكون متشابهة الوقائع مع القضيه موضوع الحوار ولكن اوردتها لنقارن من خلالها بين القضاء المستقل والقضاء غير المستقل وبين القضاه الذين لايرتجف القلم بين ايديهم سواء الواقف امامهم رجل امن او رجل سلطه ويعدلون حتى لو كان القتيل كلب وبين قضاة الانقاذ
محمد الحسن محمد عثمان
قاضى سابق --- مقيم بامريكا
E mail [email protected]