د. عبد اللطيف البوني
لا اعتقد ان مولانا السيد محمد عثمان الميرغني قد استفاد كثيرا من اغترابه الطويل عن ارض الوطن (معليش) فلنقلْ نضاله السياسي الخارجي الطويل ولا اعتقد انه كان شريكا خفيا في محادثات نيفاشا وفي تقديري ان اكبر خسائر مولانا كانت في حزبه الاتحادي الديمقراطي ، فالعناصر الوطنية الصلبة التي خرجت عليه ليس من السهولة تعويضها ولا اعتقد ان مولانا سوف يكسب كثيرا من دخوله في السلطة حتى ولو زيدت الحصة التي سوف يتكرم بها عليه الطرفان الحاكمان فمهما كانت سوف تكون (عطية مزين) ولا اعتقد ان مولانا استفاد كثيرا من علاقاته الخاصة بالدكتور جون فها هي الايام قد فرقت بينهما ولن تبقى إلا قصة الريدة، القديمة.
امام مولانا الآن فرصة ذهبية لن تتكرر فاذا لم يغتنمها الله وحده يعلم كيف سيكون مستقبله ومستقبل حزبه السياسي وهذه الفرصة تتمثل في حضوره اليوم قبل الغد كيف؟!! ان الحشود التي قابلت جون قرنق في الساحة الخضراء وبغض النظر عن دوافع تلك الحشود فقد اعطت مؤشرات سياسية مهمة وإن كثيرا من الاداء السياسي سوف يكون متأثرا بتلك الحشود وهكذا اعطى قرنق الاحتشادات بعدا سياسيا فقدته قبل مدة، فاذا ما جاء مولانا اليوم يمكن ان نقابله في المطار او الساحة الخضراء ذات العدد الذي قابل جون قرنق وربما اكثر لماذا؟ سوف يبذل مريدوه كل جهدهم لمنافسة آخر حشد وهو حشد جون قرنق وسوف تتحرك البصات من مقاشي وكريمة ونوري قبل اسبوع من ميعاد الوصول كثير جدا من سكان العاصمة المرتاحين وشبه مرتاحين سوف يخرجون ردا على حشود اطراف العاصمة ولا ثبات ان العاصمة لن تفقد هويتها القديمة. واهم من كل ذلك ان الفضوليين ومحبي التجمعات والتظاهرات والذين فاتهم استقبال قرنق سوف لن يتركوا الفرصة تفوتهم هذه المرة.
الحكومة ممثلة في نصفها القديم المؤتمر الوطني سوف تفعل كل ما في وسعها لإنجاح استقبال الميرغني قد لا يكون حبا فيه ولكن تبديلا (للخلعة) التي احدثها استقبال جون قرنق في (الجمعة ديك) . وقد تأمر الحكومة منسوبيها للخروج لاستقبال الميرغني بهدف ابطال مفعول تلك الاحتشادات في بقية الفترة الانتقالية ، فمع التفويض الممنوح للحكومة بشقيها في الفترة الانتقالية فسوف تكون الاحتشادات حتى ولو كانت في بيت عزاء او بيت عرس هي الوسيلة المثلى لقراءة التوجهات السياسية وذلك لانعدام الطرق الحديثة لمعرفة اتجاهات الرأي العام في بلادنا.
من المؤكد ان اتباع ومريدي الميرغني من اثرى اثرياء السودان فالمال هو عصب كل شيء فبقدرما يبذلون من مال سوف يكبرون الحشود فالبصات المريحة والحافلات والساندوتشات (بيرقر ، سمك، شاورمة) «اوعي من الطعمية والفول» اما البارد فملوك البارد من جماعة مولانا فيمكن ان تصمم عبوات خاصة بهذه المناسبة وفي تقديري ان الخرطوم كلها في ذلك اليوم سوف تشرب بدون رصيد الملصقات والزينات سوف تكون في غاية الابداع ما رأيكم في استجلاب خبراء اجانب لتنفيذ ديكورات الاحتشاد من المطار الى الجنينة بالخرطوم من فضلكم مافي داعي لحكاية الضريح وهذه يمكن ان تترك للصبحية، اما الذبائح فسوف تكون مفاجأة المفاجآت وأغلب الظن ان الخرطوم سوف تنوم في ذلك اليوم وهي غير جحمانة وهذه من الجحم والجحم هو القرم للحم ، فالجحمان يعني قرمان وعلى الطلاق ما اشرح اكثر من كدا..
نعم سوف يكون حشد استقبال مولانا اذا تم بالسناريو اعلاه حشدا مصنوعا ولكن الكاميرات الفنية لا تفرق بين التلقائي والمصنوع فسوف يغزو مولانا الفضاء وسوف يحس خصومه من الاتحاديين بعلو مكانته وقد يؤبون اليه زرافات ووحدانا، سوف تكون مشكلة ذلك الحشد هو الشعارات فهل تكون (عاش ابو هاشم) أم (لا سودان بلا عثمان) يا جماعة ما تحرجونا وكفاية فضيحة القاهرة