السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ما بين الملا عبد السلام ضعيف ود.مصطفي عثمان اسماعيل بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/20/2005 9:37 م

سألني مرة أحد الأخوان : من هو احسن وزير خارجية في العالم برأيك ؟؟

فرديت عليه بكل أريحية ويسر : الملة عبد السلام ضعيف

نعم الملا عبد السلام ضعيف سفير إمارة دولة طالبان السابق في إسلام أباد ، وقد كان يبلغ من العمر سبعة وثلاثون عاما عندما تولي المنصب الهام وهو خريج أحد المدارس الحقانية التي تدرس العلوم الشرعية في باكستان ، أستطاع الملا ضعيف بإمكانياته المتواضعة أن ينقل للعالم الخارجي الموقف الرسمي لحكومة طالبان من غير أن يشد الرحال إلي عواصم الدول ، كان يجتمع بالصحفيين في الفضاء الطلق ويطلب منهم الجلوس أمامه علي الأرض حتى يستمعوا إلى حديثه ، واعتذر للصحفيين الأجانب عن عدم توفر كراسي ليجلسوا عليها وهم ينقلون وقائع المؤتمر الصحفي ووعدهم بأنه سوف يجدد الأثاث المكتبي إذا انتهت الحرب بانتصار طالبان علي الولايات المتحدة .. ولقد ابتسم وهو يري العجب علي وجوههم فقال لا تستغربوا فكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله ، إن الملا ضعيف كان مؤمنا بما يقول ورغم ظروف الحرب الشرسة علي نظامه كان يتسلل عن طريق الحدود ويقابل الملا عمر في قندهار ، كانت الولايات المتحدة في بداية الحرب تتوجس خيفة من مغبة الحرب في أفغانستان لأنها كانت تخشى النهاية التي لقيها الدب الروسي في بلاد ( الزمرد ) الأخضر ، عرضت الولايات المتحدة علي طالبان تسليم أسامة بن لادن مقابل أن يحكم الملا عمر أفغانستان كملك مدي الحياة وأن تعترف الولايات المتحدة بشرعيته وتدعوا الدول إلى إقامة العلاقات مع نظامه ، تم إبلاغ الرسالة إلى المخابرات الباكستانية والتي بلغتها بدورها إلى الملا عبد السلام والذي عاد إلى أفغانستان من جديد لإبلاغ فحوي الصفقة إلى الملة عمر ، لم يقسم الملا عمر بالله ثلاثا كما يفعل المشير البشير ليؤكد صدق أفعاله من لغو أقواله ، قال كلمة سجلها التاريخ له في صفحاته واحترمه من أجلها الكثير من الناس ( أنا لن أقايض شرفي بملك زائل ) ، عاد الملا عبد السلام ضعيف من قندهار وقبل أن تطأ قدماه ارض السفارة الأفغانية في إسلام أباد تجمع حوله الصحفيون وسألوه عن موقف الملا عمر و قد رد عليهم عبد السلام ضعيف بجملة واحدة وهي ( إن موقف الملا عمر معروف لأن شرفه غير معروض للبيع حتى ولو كان الثمن هو ذهاب الدولة والسلطان ) ، انتهت حركة طالبان وسقط النظام وقد قامت باكستان بأول انتهاك لمعاهدة جنيف عندما سلمت الملا عبد السلام ضعيف إلى الولايات المتحدة والتي أودعته غياهب أحد سجونها السرية ولا يعلم أحد عن مصيره شيئا حتي هذه اللحظة ، سال أحد الصحفيين الملا ضعيف لماذا لا تذهب إلى الولايات المتحدة وتتفاوض مع الإدارة الأمريكية فرد عليه ( وهل ستغير أمريكا موقفها من الحرب إذا قمت بذلك ) ؟؟ ، كان الرجل قارئا جيدا للحدث وعرف ان الزيارات لن تخفف الضغط علي نظامه المنهار .

ونعود لواقعنا السوداني وقصتنا الطويلة مع وزارة الخارجية السودانية ونعود بذاكرتنا قليلا إلى الوراء ونذكر حادثة تمرد عبد الوهاب الافندي علي دولة المركز ورفضه العودة إلى السودان وتخندقه في العاصمة البريطانية لندن ، وقصة عبد الله محمد أحمد أحد نواب حزب الأمة القدامى الذين استقلوا مركب الإنقاذ للوصول إلى شاطئ المطامح الضيقة وانتهي بهم الأمر كمتسولين في سفارات دول الخليج ، تم تعيين الأستاذ/عبد الله محمد احمد سفيرا في أحد الدول الأوربية ولكنه تمرد علي القرار وقدم أوراقه للعمل في سفارة دولة قطر برومانيا ، وفي يوم من الأيام رفضت السفارة السودانية في القاهرة أن تشهد علي عقد قران أحد الزيجات السودانية والسبب لان أهل الزوجين كانوا يعادون نظام الإنقاذ ، خيمت الخيبة علي أقارب العروسين وهم يرون سفارتهم العظيمة تطردهم من غير خجل وتندد بهم أمام الضيوف الذين جاءوا من اجل حضور مراسم الزواج ، وامتلأت سفاراتنا في الخارج بالعناصر الأمنية والتي كرست جل وقتها من أجل اصطياد المعارضين والوشاية بهم ، كانت رسائل الفاكس تنهمر علي مقر جهاز الأمن السوداني من مختلف بقاع العالم ، كانوا يرسلون معلومات مفصلة عن الأشخاص المستهدفين وكانوا ينقلون كل صغيرة وكبيرة حتى أسماء المواليد الجدد ومكان ميلادهم ، وفي مطار الخرطوم تتواجد وحدة الانتظار والمراقبة والتي تحرص علي دراسة المعلومات المرسلة وتقييمها وتعميمها علي المنافذ الأخرى حتى لا يهرب الشخص المطلوب إذا دخل إلى السودان .

ولقد تابعت الحوار الذي أجراه ( المتحري ) مامون عثمان العابس الوجه والمنغلق التعابير مع وزير خارجيتنا الهمام الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل علي شاشة الفضائية السودانية، وقد حمل الدكتور إسماعيل معه في هذه الحلقة رسوما بيانية و (غرافك ) شبيه بالتي تستخدم في البورصة وأ سواق المال ليدلل علي النجاح الذي حققته وزارته ، وهذه أول مرة في حياتي أري وزيرا للخارجية يخرج من جيبه رزمة من الأوراق ليثبت إنجازاته الكبيرة ، ورأي الدكتور إسماعيل إن السودان نجح في كسب علاقات متميزة مع الدول العربية حيث شهدت هذه العلاقات تطورا ملحوظا وفقا للرسم البياني الذي عرضه حيث سجل ارتفاع حصيلة الدول العربية المؤيدة للسودان في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أربعة دول عام 95 إلى كل الدول في عام 2005 ، ولم يسأل الوزير الهمام لماذا تحال كل قضايا السودان إلى مجلس الأمن ؟؟؟ ولماذا نربط مصير بلادنا بامزجة الحكام العرب ليقرروا اذا كنا مخطئين أم لا ؟؟ الا يعتبر وصول كل ملفاتنا الي مجلس الامن هو هزيمة دبلوماسية من المستوي الاول !!! وفي يوم اسبوع واحد قامت الحكومة السودانية بعقد مباحثات في ابوجا مع حركات التحرير في دارفور كما انها قامت باجراء لقاء مع التجمع الوطني في القاهرة وذلك بالاضافة الي اللقاء مع التجمع الوطني في الداخل وذلك غير مفاوضات الدستور الانتقالي مع الحركة الشعبية ، ويشير تعدد هذه الجبهات المتباعدة الي مدي التخبط وسوء الحال التي يمر بهما النظام الان ، لقد فرقت الانقاذ بحكمها القمعي الناس الي مذاهب شتي واصبح من المستحيل جمع الشمل الوطني في وعاء واحد كما كان يحدث سابقا ، والسودان هو البلد الوحيد في العالم الذي جرت فيه اربعة مفاوضات سلام متزامنة في وقت واحد من غير أن تصل الاطراف المشاركة الي حل القضية ، وقد اشار مصطفي عثمان الي انجاز اخر وهو ارساله للمبالغ المرصودة لمصاريف السفارات في الخارج في وقتها المحدد وهو لم يذكر قيمة هذه المبالغ لنعرف ان كانت هذه البعثات تستحق هذه المبالغ أم لا ؟؟ لان ما رايناه الان هو ضمور واستهتار بالعمل الدبلوماسي وتم تعيين ممثلي البعثات الخارجية وفقا للقرابة الاسرية واللون السياسي ، ولا زلت اذكر الخطا الشنيع الذي وقعت فيه سفارتنا في واشنطن عندما بعثت تقريرا الي الوزير اسماعيل ذكرت فيه قيام الولايات المتحدة باجراء تجارب نووية في السودان ، ولقد خلق هذا التقرير المغلوط ذعرا داخل المجتمع السوداني وأتضح في الاخير ان ناقل الخبر وهو السفارة السودانية في واشنطن وقع في خطأ جغرافي عندما نقل اسم منطقة الولايات المتحدة يشابه اسمها اسم السودان، وهذه الحادثة تدلل مستوي الجهل والامية التي اكتست عقول الذين قاموا باحتلال منابر السودان في الخارج ومرغوا مكانتها العريقة في التراب ، ولم يسال مقدم البرنامج الوزير اسماعيل ما هي الفائدة من تحسن علاقاتنا مع الاخوان العرب اذا كانت هذه العلاقة الحميمة معدومة تماما بين فئات المجتمع السوداني الواحد ، وهذا اشبه بالشخص الذي ينسي طلاء جداره من الداخل ويحرص علي طلاء الواجهة التي تقابل جاره من الناحية الاخري ، ان كل ازمات السودان كان حلها في الداخل قبل أن نقصد القاهرة وانجمينا وطرابلس وابوجا ونيروبي ، من الذي وزع الازمة السودانية بين عواصم هذه الدول ؟؟ اليست هي خارجية مصطفي عثمان التي اغلقت باب الحلول الداخلية وحولت السودان الي مزاد متنقل يجوب بلدان العالم علي ظهر حمار الانقاذ الاعرج ، وهناك أمثلة لازمات طاحنة مرت بها اغلب دول القارة الافريقية التي يمزقها الفقر والمجاعة والحروب ولكنها لم تصل الي حال أزمة السودان البائس الذي جعل كل دول العالم بمنظماتها الاقليمية تتدخل من اجل حلها ، والوزير المعجزة اسماعيل يطلب من المبعوث الاممي يال برونك التدخل من أجل حل النزاع مع ارتريا ولم يتبقي الا ان يطلبوا منه حل مشكلة الكهرباء والمياه والخدمات والغسيل في المنزل ، وصل الي دارفور أكبر المسؤولين في العالم والذين كان من بينهم كوفئ عنان وكولن باول وجاك سترو وغيرهم من الزعماء الاوربيين ولكن لم يسال الوزير اسماعيل نفسه لماذا كل هذا الزخم ولماذا كل هذه الزيارات الدولية ؟؟ ولماذا استعصت هذه الازمة علي الحل أم الانقاذ الفت حلول الخارج التي تاتي عن طريق الضغط والتهديد ، والانقاذ لم تفاوض الحركات المسلحة في دارفور بصورة جادة الا بعد التلويح بعصا المحكمة الدولية لجرائم الحرب ، وبالامس القريب شاهدت علي الفضائية السودانية مجموعة من الاشخاص تحت حضور الوالي الحاج عطا المنان يقومون بالتزاحم علي توقيع وثيقة ( زرقاء ) أطلق عليها وثيقة المصالحة ، ووصف مراسل التلفزيون هولاء السادة المتزاحمين علي التوقيع بشيوخ القبائل ، وهذه هي احد الحيل التي تلجأ اليها الانقاذ عندما تريد التسويف والمرواغة ، فقبل شهور فاوضت الانقاذ جماعة دارفورية مجهولة وعقدت معها اتفاقا لوقف اطلاق النار ، وطلبت من اهل دارفور الانضمام الي هذه المجموعة الجديدة والتي اتضح لاحقا ان من كونها هو رأس الفتنة الجنرال عبد الله قوش نفسه وذلك بغرض احداث حالة من الارتباك وتشويش سير المفاوضات التي كانت منعقدة في انجمينا وقتذاك ، واذا كانت زعامات هذه القبائل تتداعي كالاكلة علي قصعة السلام بهذا الشكل الذي رايناها عليه في تلفزيون السودان فأين كانت عندما تم اغتيال الشيوخ والاطفال والعجزة وهم نائمين في بيوتهم ؟؟ واين كانوا عندما قصفت الراجمات القري والمساكن الامنة ؟؟ ، واين كانوا عندما تم اعتبار الاغتصاب احد وسائل الاسلحة الفاعلة ؟؟ إن السلام والصلح الذي ينسي الجرائم ليس بسلام وعار وخزي علي الذين وقعوه ، ان الذي ينسي ذكري الطائرات الحربية وهي تلقي حملها علي النساء الحمل والاطفال الرضع تحت جنح الظلام سوف ينسي بالتأكيد نصوص الاتفاقيات والمواثيق ، ان المحكمة الجنائية هي الحل الامثل ولا ينوب عنها أي حل سياسي يجعل الجناة يفلتون من جرمهم الشنيع ، واذا نجا هولاء المجرمين من هذه المحكمة هذه المرة فسوف يكررون فعلتهم نفسها في شرقنا الحبيب الذي ينتظر منهم ماسي وجرائم لا تقل عن مثيلتها في دارفور ، يجب ان يعرف اهل الانقاذ ان دم الشعوب لم يعد رخيصا وأن الارواح التي قتلوها ليست عصافيرا في حقل الذرة بل هي ارواح اناس لا يقلون عنهم في قيم الانسانية ، وقبل نهاية الحلقة بين الاستاذ/مامون عثمان والوزير اسماعيل وصي الاخير الدولة بضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية لأنها كما يعتقد انها ( قضية الامة ) ، قد نسي قضية اهل دارفور والشرق والوسط والجنوب والشمال ، نسي قضايا التهميش وتفشي المرض وهجر السواقي وتعطل المضخات التي تروي أرضنا الزراعية ، نسي وزيرنا الهمام كل اهل السودان وقضاياهم وازماتهم الطاحنة وحلق بجناحيه بعيدا فوق سماء القضية الفلسطينية ، اهل فلسطين الشرفاء لا يحتاجون دعما من الذين تلخطت ايديهم بدماء شعوبهم ، انهم لا يحتاجون دعما من الطغاة والقتلة والمغتصبين فهم لا يحاربون شارون اسرائيليا من اجل مباركة شارون اخر يقوم بنفس الفعل في دارفور ، انهم لا يمدون يدهم ليصافحوا اليد التي عرفت الطريق الي بئر الخيانة وسلمت رفاق الجهاد في دلو الي الجلاد الامريكي ، ان سمو قضية اهل فلسطين شان مهدت له الدماء والتضحيات والدم الذي فقدناه في دارفور كان كافيا من اجل تحرير الاقصي ورفع راية الاسلام في الجليل ومعانقة اطفال الحجارة في صفد والصلاة في مسجد الصخرة .

لا عاش من مارس التقتيل والاغتصاب

ولا نامت عين من سام أهلنا الذل والهوان

وبيئس الحاكم الذي جعل من جماجم شعبه عرشا يجلس عليه ويهتف له الناس بالحياة والمسيرة

ولنا عودة

سارة عيسي

[email protected]

--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved