EASTERN SUDAN AND UNITY
BREAD FIRST

وضح في مقال سابق بان حق تقرير المصير هو حق مكتسب لكل المجموعات الاثنية التي يتركب منها الشعب السوداني سواء كان في الشمال او الجنوب , الشرق او الغرب. هذه الحقيقة تعرض لها ايضا القا نوني الدولي المعروف الاستاذ محمد الزين باسهاب في مقالاته الرائعة علي صحف الانترنت. ودون شـك سيتمسك ابناء الشرق بهذا الحق الطبيعي ويطالبون بضرورة تطبيقه خلال فترة زمنية محددة.وسيحدد حينذاك ان كانوا يفضلون الوحدة او الكونفدرالية او الفيدرالية او تكوين فيدراليات مع قوي المهمشين الاخرين في الجنوب او الغرب او حتي الشمال.

الا ان السياسات الطائشة التي مارستها سلطات الجبهة الاسلامية جعلت من خيار الوحدة شيئا غير مرغوب فيه.فهي جعلت من استعلاء القومية الشمالية,وكذلك بفرض ايدولوجيتها السياسية والدينية علي القوميات الاخري منهجا لسياستها. صحيح ان الشرق قد عاني كثيرا منذ الستقلال حتي الان. ولكن هذه المشاكل قد تفاقمت بشكل لم يسبق له مثيل خلال الحكم الانقاذي. فقد شرد الاف من ابناء الشرق من وظائفهم, وصودرت عرباتهم ذات الدفع الرباعي واللواري ومنعت التجارة الحدودية وصودرت الاراضي الزراعية والمراعي لتمنح لمجموعاتها من اواسط البلاد.حتي اراضي القاش لم تسلم من تسلطهم. وكذلك الملاحات علي شاطئ البحر الاحمر. واخذت الانعام بحجة فرض الزكاة عليها.حتي النساء لم يسلمن من الملاحقات والجلد حين يمارسن طقوسهن القبلية المعروفة في اقامة حفلات الزار او الاعراس او ينشدن اغانيهن الدينية المعروفة, او يبعن القهوة من اجل كسب قوت اطفالهن. جلد.. مصادرة معدات القهوة..فرض غرامات باهظة عليهن.. هكذا كانت سياسة الانقاذ معهن.

في العهود السابقة كانت احيانا وتحت ضغط ابناء البجا تعرض بعض الوظائف علي ابناء الاقليم اما في العهد الانقاذي فقد تلاشت هذه الممارسة. بل بالعكس. فقد صا رابناء البجا يشردون ويحضر في نفس الوقت البديل من اواسط البلاد وشمالها. المحسوبية التي لازمت السودان منذ الاستقلال تففشت وترعرت بشكل لم يسبقله مثيل. فما انت معهم داخل التنظيم او ضدهم فيجب اقصاؤك والقضاء عليك.
لأقد اعتاد الاف من ابناء الشرق كسب قوتهم بالعمل في الميناء والجمارك..فحولوا حتي الجمارك للخرطوم!!
عندما يطالب ابناء الشرق برفع المعاناة عنهم ويقدمون عريضة بمطالبهم ينهال علبهم الرصاص من كل اتجاه ويقتل علي الفور العشرات منهم. هذه اول مرة في تاريخ السودان الحديث تعامل فيها مظاهرة سلمية داخل احدي كبري المدن بهذا العنف. ومرتكبي هذه الجريمة لا زالوا طليقون!!!

دفعت سياسات الانقاذ ابناء الشرق لحمل السلاح. حصلت اشتباكات كثيرة داخل السودان وتحررت بعض المناطق في شرق البلاد.ألآ ان سلطات النظام عندما تعجز عن مواجهة قوات جبهة الشرق تحضر طائرات الانتبوف وتلقي قنابلها وتدك قري المدنيين وتحصد ارواح الابرياء وحيواناتهم ..ليس هذا فحسب. فقد قامت هي ايضا بزرع الالغام مما يعرض حياة الابرياء للخطر ويحد من تحركات الرعاة وما تبقي من حيواناتهم.كما تاخذ قسرا ابناء البجا من مناطق الاشتباكات لتصفيهم جسدبا. لقد تعرض الاستاذ محمد الزين لهذه الظاهرة ايضا في مقالاته علي الشبكة لمن يريد مراجعتها.

هل تجعل مثل هذه الممارسات خيار الوحدة جذابا؟

ان معاناة الشرق معروفة فهنا اعلي معدلات سوء التغذية, والانيميا, والسل, والعمي الليلي في العالم, والمجاعات صارت تتوالي بشكل لم يسبق له مثيل, شحت الامطار وعم الجفاف والتصحر.والوضع صار ماساويا للغاية,كما تدل التقارير من المنظمات الدولية علي ذلك.

فعلي الحكومة لكي تجعل خيار الوحدة جذابا ان تسعي فورا لمحاربة هذه الكارثة وتنشد المنظمات الدولية لتقديم المساعدات من غذاء ودواء وتقديم مشاريع تاهيل للمنطقة وترفع الالغام فهذه تزيد من المعاناة,وتضع حدا للجبروت والضغط والارهاب والملاحقات وترفع حالة الطوارئ ولكن فوق هذا وذاك عليها ان توفر:

الخــــــــبز اولا للجـــــــــياع.