![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بقلم مدينق ودا منيل
فتتح المشير عمر حسن البشير رئيس الجمهورية نظام الصراف الآلي لبنك أمدرمان الوطني و قد لخّص البشير في سياق حديثه إنجازات هذا البنك ، و الشيء الذي استوقفني في خطاب الرئيس البشير هو دعوته للبنك ليضطلع بدور ريادي في خدمة عملية السلام .
هذه دعوة نبيلة و تستحق الإشادة لأن الفترة المقبلة تحتاج إلى بنوك وطنية تلعب دوراً حقيقياً في تنمية البلد الذي مزقته الحروب ، و بالذات توسع نشاطات البنك إلى الريف السوداني حتى يتمكن أهلنا الغبش من توفير مدخراتهم البسيطة في البنك ، و تفادي أن تتعرض مدخراتهم من الأوراق المالية للتلف واضعين نصب الاعتبار المساحة الشاسعة لبلادنا ..
نريد مصارف تصل لأهل البجة و الكبابيش و البقارة الرحل والأنوك و الدينكا و النوير و الأمبررو و سائر الرحل ..
لا مناص للبنوك الوطنية من المبادرة .. بل المسارعة إلى هذا النشاط الوطني العظيم لأنها سوف تواجه منافسة شرسة من البنوك العالمية المستعدة لإنفاق مليارات الدولارات لتحقيق أهدافها خاصة في ظل عوامل العولمة و النظام العالمي الاقتصادي الجديد الذي يستند إلى المنافسة الحرة .
الشيء المثير للدهشة في حديث الرئيس البشير دعوته للبنك أن يلعب دوراً في السلام والتنمية في الجنوب .. لست أدري كيف سيعمل بنك أمدرمان الوطني في ظل النظام الربوي في الجنوب و نظام الشريعة في الشمـال ، علماً بأن بنك أمدرمان سيتم اعتباره بنكاً شمالياً حسب التقسيمات التي تجري للنظام الاقتصـادي في السودان ، و علماً بأن قوانين حكومة الجنوب لن تسمح بقيام بنوك تعمل بالنظام الإسلامي في الجنوب ..
أم ترى سيصدر أحد دهاقنة النظام فتوى يحل بها للبنك ممارسة النشاط البنكي الربوي في الجنوب ..
لن يكون ذلك مدعاة للتعجب فما أكثر الفتاوى التي تصدر في الآونة الأخيرة من مدّعي العلم .. فمنهم من أفتى بتحريم انخراط أو مشاركة بعض أبناء الوطن الواحد في بعض التنظيمات السياسية المنسوبة لتيارات غير إسلامية بحجة أن تلك التنظيمات منتمية لحزب الشيطان ...
أريد من الرئيس البشير أن يفهمني كيف سيفكك هذا الطلاسم ، علماً بأن العّراب السابق للنظام حسن الترابي قد نأى بنفسه كلياً .. و يتربص بانتظار أي فرصة سانحة لتوجيه طعنة نجلاء إلى خاصرة النظام ..
ربنا أخرج السودان من هذا النفق المظلم الذي حشرنا فيه .
[email protected]
[email protected]
العنوان: الدوحة – قطر
الجّوال: 5802130