ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
زيارة كوندوليزا رايس للخرطوم ـــ دارفور لها ما بعدها بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/20/2005 2:16 ص
أبو بكر القاضي: زيارة كوندوليزا رايس للخرطوم ـــ دارفور لها ما بعدها واخيرا استجابت كوندوليزا رايس لطلباتنا المتكررة ووافقت على زيارة الخرطوم / دارفور بنهاية هذا الاسبوع , اليوم تؤكد رايس انها خير خلف لخير سلف لقد ترك كولن باول كرسي الخارجية الاميركية وهو مرتاح الضمير لانه قدم لشعب دارفور الهائم على وجهه بين نزوح ولجوء, وقد تم تجميع الملايين الاربعة من النازحين في زرائب من المعسكرات وهي عبارة عن سجن يفتقر الى الامن والطمأنينة,, الان ادركنا من جديد بيقين علم الذوق معنى الامتنان الالهي في قوله تعالى «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف», زيارة كولن بول لدارفور عام 2004 كانت زيارة مقدسة قمة في السمو الاخلاقي من اجل نصرة الضعيف واغاثة الملهوف التقى كولن باول بانسان دارفور الاغبش الاغبر الذي فقد الامن والامان فهرب من قريته المحروقة بحثا عن الامان- الذي لم يجده حتى في معسكرات زرائب البشر,, فقد نـشر موقع المجلة السودانية بالشبكة العنكبوتية بتاريخ 2005/7/16 في نبأ لها من الفاشر- قبل اسبوع واحد من زيارة كوندوليزا ان رئاسة شرطة ولاية شمال دارفور قد بدأت في تدريب شرطيات للاسهام مع قوات الاتحاد الافريقي في حفظ الامن داخل معسكرات النازحين والانتشار على الطرق لتأمين الفتيات اثناء خروجهن لجمع حطب الوقود وجلب المياه!! كنا نقول في داوفور «المرأة ليس لها عدو»,, فالمرأة في دارفور ليست هدفا امنيا لاي انسان علما بان المرأة في دارفور منتجة عبر تاريخ دارفور فهي تزع في موسم الزراعة وتشارك في جميع الانشطة الاقتصادية بالطبع المرأة لا تحارب,,,ولا تحمل سلاحا,, لانها ليست مستهدفة,, بل من عدم المروءة استــــهداف امرأة,, عـــــش دهرا,, تر عجبا!! كوندوليزا في الخرطوم/ دارفور- أهداف الزيارة؟ تلقت الحكومة السودانية اخطارا رسميا من الخارجية الاميركية ان الوزيرة كوندوليزا رايس ستزور الخرطوم نهاية هذا الاسبوع في اطار جولة افريقية اوسطية هدف الزيارة حسب مصادر الشرق الاوسط هو «للضغط على الحكومة لإيجاد حل سياسي لمشكلة دارفور في أقرب فرصة», لماذا الضغوط الأميركية,, وما جدوى الضغوط لقد اثبتت تجربة ملف جنوب السودان ان الضغوط على الحكومة السودانية مجدية والضغوط الاميركية بصورة خاصة حيث اصدرت الحكومة الاميركية قانون سلام السودان الذي اصدرته السلطات التشريعية في اميركا واجازه الرئيس بوش واخيرا انذار مجلس الامن الذي وضع تاريخا فاصلا لانهاء المفاوضات في موعد اقصاه 31/12/2004, ولعل القارىء يتساءل لماذا الضغوط لحسم ملف دارفور بعد ان وقعت الحكومة السودانية اتفاق اعلان المبادىء مع الحركتين المتمردتين في دارفور نهاية الاسبوع الاول من شهر يوليو الجاري؟ الاجابة هي ان الحكومة الاميركية تخشى ان تماطل الحكومة السودانية وتسوف في المفاوضات السياسية التفصيلية حول قسمة السلطة والثروة ولعلنا نذكر في هذا الخصوص ان اتفاق مشاكوس الاطاري كان في 20/7/2002 وفرح اهل السودان جميعا واعتقدوا ان السلام قد اصبح قاب قوسين او ادنى ولكنهم اصيبوا بالاحباط عندما استمرت المفاوضات اسابيع وشهورا وسنين عددا ولم تحسم المفاوضات الا بضغوط اوروبية واميركية تهديدا بالعصا وترغيبا بالجزرة, ان اكبر ضغط مارسته اميركا على حكومة «السودان الجديد»,, حكومة التحول الديمقراطي يتمثل في ربط رفع العقوبات الاميركية الاحادية بالتقدم في ملف دارفور وربط تطبيع العلاقات بملف دارفور, وقد اتخذت المجموعة الاوروبية ذات المنحنى عندما ربطت المساعدات وثمرة ومكافآت سلام جنوب السودان بالسلام الشامل في السودان, وملف دارفور بصفة خاصة جدول مباحثات الوزيرة يشمل لقاءات مع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ونائبه الاول د, قرنق ونائب الرئيس علي عثمان والوزير المكلف د, مصطفى وبالرغم من ان حكومة الوحدة الوطنية لم تتشكل بعد الا ان وجود مجلس الرئاسة يكفي خاصة وان المجلس قد ابقى ملف دارفور بطريف الاستاذ علي عثمان, ما هي أهمية زيارة كوندوليزا للخرطوم/دارفور؟ تكتسب زيارة الوزيرة كوندوليزا رايس اهمية كبيرة على عدة صعد نبسطها في الآتي: 1- دفع الجهود الاميركية لقد اصبح سلام السودان الشامل شأنا اميركيا حيث افلح اعلام المهمشين في دارفور ان يجذب انتباه مجموعات الضغط على اميركا وانتباه الكونغرس ومجلس الشيوخ وعليه فان الحكومة الاميركية لن ترتاح الا اذا اغلقت ملف سلام السودان- السلام الشامل,, ومن فوائد زيارة الوزيرة كوندوليزا ان الزيارة تركز اهتمامات الادارة الاميركية على السودان واكبر دليل على ذلك ما نقلته وكالة رويترز من واشنطن يوم السبت 16/7/2005 بعد الاعلان الرسمي عن زيارة الوزيرة حيث افادت الوكالة ان بوش امر بتخصيص موارد بوزارة الدفاع الاميركية لتوفير المساعدات في مجال الإمداد والتموين لقوات الاتحاد الافريقي التي تحاول الحفاظ على السلام في دارفور, وقال بوش انه يجب تخصيص ما يصل الى ستة ملايين دولار اميركي في شكل معدات ومواد اخرى لأزمة دارفور التي وصفها بأنها «إبادة جماعية», 2- زيارة الوزيرة سوف تحرك الاتحاد الاوروبي بل سوف تستفز فرنسا بصورة خاصة ونذكر في هذا الخصوص ان اقليم دارفور يجاور منطقة وسط غرب افريقيا الفرانكفونية وهي منطقة نفوذ خالصة لفرنسا التي تغير من أي نشاط انجلو ساكسوني او الماني في هذه الرقعة المهمة لفرنسا لعلنا نذكر المنافسة غير المباشرة بين الاطلسي والاوروبي حول تولي ملف الخدمات اللوجستية لقوات الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور حيث ترغب فرنسا في ابعاد النفوذ الاميركي عن هذه المنطقة لذلك اتوقع ان يجري تحرك اوروبي مواز ومنافس للتحرك الاميركي في دارفور, 3- رفع معنويات الاتحاد الافريقي: زيارة الوزيرة سترفع معنويات الاتحاد الافريقي والرئيس ابوسانجو بصورة خاصة الذي يرغب في تحقيق انجاز في دورته الثانية لرئاسة الاتحاد الافريقي بانهاء ملف دارفور قبل نهاية هذا العام حيث ستنتقل رئاسة الاتحاد الافريقي الى الرئيس عمر البشير ولعل الرئيس عمر البشير من طرفه يريد ان يستلم رئاسة الاتحاد الافريقي وقد شفي السودان من علته كرجل افريقيا المريض وذلك بانهاء ملفات الحروب الاهلية في الجنوب والغرب والشرق لينطلق لتحريك ملفات افريقية الاخرى خاصة ملف الصومال, 4- الضغط على الحكومة السودانية وقد تناولنا هذا الأمر في صدر المقال, 5- رفع معنويات إنسان دارفور: علمت من مصادري الخاصة ان اهل دارفور عموما في غاية الابتهاج بزيارة الوزيرة كوندوليزا وقد اكتملت استعدادتهم لاستقبالها وعرض الحال عليها خاصة نساء دارفور اللائي تعرضن لاكبر اهانة واذلال ان المرأة في دارفور هي التي تضررت من حرق 4500 قرية والتهجير القسري لان البيت هو مملكة المرأة لقد فقدت المرأة في دارفور بيتها وشرفها في جرائم الاغتصاب الموثقة بشهادات منظمة اطباء بلا حدود وقد تفضلت الكاتبة سارة عيسى بترجمة تقرير هذه المنظمة ذات المصداقية العالية وقد تضمن التقرير افادات وشهادات حية وموثقة لقد امتلأت الخرطوم سلفا بمراسلي وكالات الانباء والقنوات الفضائية والصحف المحلية والعالمية لتغطية هذه الزيارة الامر الذي سيعيد لقضية دارفور وتيرة الزخم والاهتمام الدولي بقضية دارفور بكل جوانبها سيتذكر العالم اليوم ان هناك اكثر من اربعة ملايين شخص بلا مأوى وبحاجة الى اعادة توطين واعادة اعمار للقرى والمدن وذلك بتوفير البنيات الاساسية (ماء بئر+ مدرسة + شفخانة «مركز صحي صغير») سوف يتذكر العالم ان المعالجة النهائية لقضية دارفور تتمثل في دعم محور مفاوضات ابوجا المحدد لها 2005/8/24 من اجل حسم اسباب المشكلة باعتبارها قضية سياسية تهدف الى ازالة اسباب التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي «والثقافي» وانتهز هذه السانحة للتعبير عن عظيم امتناني لجهود الاشقاء في القيادة الاريترية والقيادة الليبية في تقريب وجهات النظر وابرام المصالحة التاريخية بين حركتي التحرير والعدل والمساواة وارجو أن تعود الحركتان للتنسيق بينهما من اجل المصلحة العليا لشعب دارفور لعلنا نذكر ان من ضمن اسباب اطاكة امد المفاوضات في الجولة الماضية بأبوجا غياب التنسيق بين الحركات والمشاكل الداخلية لهذه الحركات لقد ربط المجتمع الدولي مسألة اعادة اعمار الجنوب بالسلام الشامل في دارفور وهذا الامر يقتضي سرعة البت لحسم ملف دارفور وهو اجراء لا يمكن ان يتم في مناخ التنافر والتناحر بين حركات التحرير بدارفور زيارة الوزيرة كوندوليزا رايس التي اطلق عليها اهل دارفور اسم «خديجة» كناية عن الاحساس بالانتماء لهم هذه الزيارة ستساهم بشكل مباشر في دعم الجهود الانسانية بدارفور واعادة تركيز الاهتمام والاضواء مرحبا بالوزيرة- كوندوليزا في دارفور,