السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الاخطاء هي مدرسة لتعليم المناضل كيفية اختيار الطريق الصحيح ,عبدالرازق ابراهيم ادم بقلم عبدالرازق ابراهيم ادم-رابطة ابناء المساليت بالخارج ,مصر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/20/2005 2:13 ص

لا يشك احد من الناس عن ان الذين رفعوا السلاح في دارفور منذ 2003 وحتي الان ,كانوا في موقف يحسد عليه علي الاطلاق حتي من اشد المتفائلين والمؤيدين لفكرة منازلة النظام بالقوة التي اصبحت في تلك الفترة اشد واقعية لا مفر منها علي غرار مناضلي الحركة الشعبية لتحرير السودان ,وذلك للمخاوف الجمة والاكيدة من ان نجاح تلك العمل النضالي كانت محفوفة بالمخاطر والمخاوف من ناحية ,وكيفية الاستمرار علي السير في هذا الدرب الطويل من ناحية اخري ,لان كل المؤشرات والدلائل تشير علي ان تلك الثورات سوف تفشل لا محالة لاسباب ليس ببسيط وهناك سابقة لفشل مثل هذا العمل ,التي تمثلت في حركة بولاد الثورية التي اخمدت في بواكيرها دون ان تحقق اي نجاح يزكر سوي خلودها في ارشيف الثورات النضالية التي اصبحت المرجع الاساسي للثورات التي قامت في تاك الاقليم مؤخرا ,ان الذين تحملوا عبء الاعلان عن قيام الحركات الثورية في دارفور في هذه العهد الراهن عهد القبضة الحديدية لحكم السودان علي ايدي اقلية دخيلة عليها وبالذات في الاقاليم النائية ودارفور في مقدمتهم ,هم علي الاطلاق اكثر الرجال شجاعة وبسالة وهم تجردوا عن الذات وفضلوا الدفاع عن المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة واعلنوا تحدي الحكومة في زمن كان الاقليم فيها في عوج فقرها المدقع ,علي اساس ان امداد الثورة ونجاحها ترتكز في المقام الاول علي الجهد الشعبي من الموالين لها والاقليم علي النقيض تماما من ذلك في ذلك الزمن ,الشيء التي جعلت من النظام العنصري ان تنظر الي تلك الحركات بعين الاستخفاف والاستكبار ,ولكن عظيمة الذين فضلوا الموت علي حياة الذل والاستعباد والاضطهاد من عناصر اقلية لا يمثلون 5% من سكان السودان جعلهم يرفعون شعار الموت وفشلها قبل نجاح هذه الثورات ,بفعل ذاك التحدي والتمسك بالمباديء التي تفدي في الاخير الي التحرر من هؤلاء الدخيلين ,تمكنوا من هزيمة النظام العنصري شر هزيمة في زمن وجيز لم يشهد لها مثيل في اي حركة ثورية , ولكن مثل ما للفشل احباطاتها في النفوس ايضا يمكن ان يكون للنجاح اطماعها واغراءاتها في النفوس اذا لم تقدر الامور باوجهها الصحيحة ,وهذا ما حدث بالضبط في الغرور التي اصابت الحركتين في الانتصارات التي حققوها مما ادي للتشابك والتصادم فيما بينهما في الاراضي المحررة والتي اودت بحياة اكثر من 17قتيلا من بين زملاء الدرب والنضال الطويل بين الحركتين من ناحية وبين رفقاء القضية في حركة واحدة والتي اودت ايضا بحياة عدد كبير من جنودنا البواسل في حركة تحرير السودان والتي لا زالت مسلسلها متواصلة حتي الان في زمن خطير وحساس جدا من تاريخ سوداننا الحبيب والتي تشهد مرحلة السلام والسعي نحو ميلاد دولة ديمقراطية تحوي الجميع باسم السودان الجديد ,فكل هذه الالاعيب والتصرفات العنهجية المصحوبة بالاطماع والغرور وبالتقدير الغير مربوط بحسابات العقل والمنطق والتي استجابت لها بعض الثوار الذين خضعوا وانصاعوا لبرامج ومخططات العقلية الشمالية المتمثلة في اغراءات استخبارات النظام والمنفذة بايادي اخري خارج البلاد حاولت بكل مقدراتها الي الوصول لصنع تلك التصادم والتشابك بين قواتنا وجنودنا في الحركتين , الشيء التي زرعت الاحباط حتي في العالم الخارجي ناهيك عن المواطن الدارفوري المتشرد ,ولكن كل هذا ليس ببعيد عن عقولنا ونحن في اتم التاكيد من ان اي نجاح يصحبه السرعة والانجاز في زمن مبكر غير مالوف يكون تثبيتها محفوفة بالمخاطر او معرضة حقا لمشاكل وهذا ما حصل بالضبط ولكن من المسلمات ان ليس عيبا ان يرتكب الانسان خطا ولكن العيب التمادي في ارتكابها مع معلومية اساليب التفادي وعدم الرجوع للعقل العالي المستوي التي ارتفعت لدرجة حمل السلاح ضد دولة وبمجموعة قليلة هدفها الموت في سبيل حق الشعب المسلوب اولا قبل ان يكون هناك امل كبير لتحقيق الانتصار ,ولكن مثل هذه الاخطاء الكبيرة التي وقعت بفعل من بعض قاداتنا في حد ذاته مدرسة لتعليم القائد والمناضل كيفية اختيار الطريق الصحيح واتباعها لاتمام مشوار ثورته النضالية والتي بات وشيكا من الحصول علي كل حق شعب دارفور المسلوب لخمسين سنة مضت من قبل الدخلاء ,وبالرجوع للعقل والمنطق والتي بدونها لم يحصل اي تقدم اخري لقضيتنا بالامس القريب قد تم التوقيع علي ميثاق وقف العدائيات المسلحة وبناء الثقة مرة اخري بين الحركتين التحرير والعدل والمساواة برعاية الزعيم الليبي معمر القزافي الذي فعل العجب في هذه الازمة وانني بصدد ان افرد له مقال خاص به ودولته في مقبل الايام ,وبتوقيع علي هذا الميثاق نحن نشهد ونؤمن ان رفقاء الدرب الطويل احتكموا للعقل والذي لا يحتاج الي اجتهاد اللهم الا الرجوع الي مراعاة ظروف واحوال المشردين الذين من اجلهم تم رفع السلاح ,وهذا العمل مقدر من جانبنا وندعوا الي مزيد من التوافق ونبذ الخلافات حتي داخل الحركة الواحدة وعدم الاستجابة لاغراءات العملاء الذين يتحركون وفق مصالخ رخيصة ودنيئة لاتسوي زرة بالنسبة لمعاناة شعبنا واهلنا الذين تعرضوا لابشع انواع الابادة الجماعية حتي لو قدر هذه الاغراءات بكل اموال السودان وبترولها , فهنيئا لقادة الحركتين علي التوقيع علي هذا الميثاق والتي سوف يؤدي دون ادني شك الي مزيد من توحيد الرؤي والهدف في الجولات المقبلة للمفاوضات التي تحتاج الي مزيد من التكتيكات والتمسك بصلابة بالحقوق التي لا يمكن التنازل عنها مهما كانت حتي يتحقق احلام وطموحات المتشرد واللاجيء والرجوع الي وطنه الذي ورثه من اجداده الذين خلقوا هناك وليس دخلوا اليها عن طريق الهجرة .
عبدالرازق ابراهيم ادم
رابطة ابناء المساليت بالخارج ,مصر



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved