ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الدكتور العقيد / جون قرنق دي مابيور داخل القصر الجمهوري السوداني بقلم عبد الله موسى نور-فرجينيا _ الولايات المتحدة الأمريكية
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/19/2005 3:03 م
الدكتور العقيد / جون قرنق دي مابيور داخل القصر الجمهوري السوداني في الحادي عشر من يوليو الجاري وصل رئيس الحركة الشعبية وجيش تحرير السودان الدكتور قرنق الخرطوم بعد ان توصلت حركته وحكومة الفريق /عمر البشير علي اتفاق سلام يلزمه ان يلقي سلاحه الذي استمر في حمله ضد حكومات السودان المختلفة لاكثر من عشرين عاما . الاتفاق جاء علي مبأدي ايغاد وبعد ضغوط الوسطاء الأمريكان وبموجبه يكون وضع الدكتور / قرنق الشريك الرئيسي لحكم السودان في فترة انتقالية مدتها ست سنوات وترتيبه حسب الاتفاق التنائي بعد الفريق /البشير والأول علي الشيخ علي عثمان طه أولا : تهنئة للشعب السوداني باتفاق السلام والف مبروك للدكتور بهذا المنصب الرفيع فهو آهل لذلك فالي الإمام لتحقيق المزيد . ثانيا : اكثر من مليون سوداني يستقبلون الزعيم قرنق في الساحة الخضراء يرددون هتافات الترحيب الممزوجة بالفرح ورغم بعض الظواهر السلبية في الاستقبال من الاصوات التي تعالت بان الاتفاق لم يكن مرضيا لكل الناس فهذا طبيعي , فقد كان في مقدمة المستقبلين كبار مسئولي الدولة والضيوف ممثلي الدول الصديقة مما يؤكد للجميع بان الاتفاق اصبح أمرا واقعا يحمل في طياته تطلعات الشعب السوداني الي بلد يشاركون في رسم معالمه المستقبلية ونأمل ان تترجم بنود الاتفاق الي واقع حقيقي متبصرين بان هذا الاتفاق لا يعني انتصار طرف وهزيمة الطرف الأخر بل انتصار لارادة الشعب السوداني . مشاركة الدكتور /قرنق في حكم السودان بداية لحرب جديدة قد تختلف أدواتها عن التي كان يحملها في غابات الجنوب من دبابات وكلاشنكوفات الخ . الحرب الجديدة عبارة عن صراع بين الجديد الذي ينادي به وهو دولة المؤسسات التي يتساوي فيه الجميع زنوجا وعربا , مسلمون ومسيحيون وغيرهم والقديم وهو منهج تهميش الاخرين الذي يمثله القوي التقليدية من السياسيين الذين دأبو علي حكم السودان منذ الاستقلال الي يومنا هذا ومن التحليل السيكولوجي في قرأت سلوكياتهم نجدهم يتعاملون دائما وابدا بسلوك التعالي أي تقسيم الشعب الي فئات تحترم واخري يهون التفريط في حقوقها , قادة همهم الاول السلطة والثروة . هنا اود ان اذكر الدكتور/ قرنق انه ليس اول واحد من أبناء جنوب السودان يتقلد هذا المنصب فقد سبقه كلا من اللواء جو زيف لاقو والقانوني / ابيل الير والفريق شرطة جورج كنقور واما من خارج القصر أمثال كلمنت امبورو ووليم دينق كلهم في الشأن الجنوبي والسؤال كيف تعامل حكام السودان الشماليين بالاطروحات التي قدموها ؟ ألم تكن اطروحات جادة ؟ الإجابة استوعبت كلها في قوالب الهامش بدليل ظهور قرنق وآخرين وهنا اورد سؤالا آخر ألا وهو من قتل الزعيم وليم ديتق ؟ ولماذا ؟ والإجابة هي قضية الجنوب . في عام 1989 عندما جاءت حكومة البشير العقائدية إلى السلطة منقلبة علي النظام الديمقراطي آنذاك , خرج السياسيون من السودان فمنهم من هرب بطريقته والبعض الآخر بمساعدة حكومة البشير نفسها . قدر لهؤلاء بعد حوارات ولقاءات مكثفة الوصول إلى صيغة توفيقية تجمعهم للعمل المعارض وكان الإجماع علي إسقاط نظام البشير وفق برنامج يتصدي لمعالجة السلبيات بهدف الوصول إلى سودان موحد ديمقراطي تحترم فيها حقوق الإنسان ولعل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية والتي بلغت أقصى درجات التعقيد بمجيء نظام البشير وردود الأفعال العنيفة للمخزونات العاطفية لدي الذين انتظموا في تجمع المعارضة , سهلت اتخاذ القرارات الهامة في مؤتمر اسمرا عام 1995 والتي أصبحت ملزمة لعمل الجماعي لاستعادة الديمقراطية وحل قضية الجنوب الخطر الحقيقي علي الوحدة الوطنية . قادة تجمع المعارضة كانوا علي قمم الحكومات الديمقراطية وآخرها التي انقلبت عليها حكومة الإنقاذ العقائدية برئاسة عمر البشير , تلك الحكومات فشلت في تفاوضها مع الحركة الشعبية لأنها لم تكون جادة ( كوكادام ) كما فشلت أيضا في حربها عليها , بالرغم من هذه الخلفية الغير مشرفة انضمت الحركة لقوي المعارضة أيمانا من رئيسها بان عمل الجماعة افضل من عمل الفرد , وجدت الحركة استقبالا حارا لما تتمتع بها من خبرات وإمكانيات عسكرية هائلة فضلا عن الرصيد الإعلامي الضخم والتعاطف الدولي . المعارضة نجحت في فضح ألاعيب نظام البشير للأسرة الدولية كما كثفت نشاطها العسكري في شرق البلاد بلغت أقصاها بتحرير همشكوريب وقد أزعج ذلك عمر البشير كثيرا واصبح في حالة هستيريا يصرخ في اللقاءات الجماهيرية ويكيل الشتائم للمعارضين ومتوعدا بالتصفية أي القتل كما صرح اكثر من مرة في لقاءات كثيرة بأنهم قد جاءوا إلى السلطة بالقوة ومن يريدها ان يسلك نفس الطريق , كما اتجه إلى اختراق المعارضة بأجراء محادثات مع بعض الشخصيات كلقاء الترابي / الطيب في سويسرا , افورقي/البشير في الدوحة , طه /الميرغني في كل من جدة والقاهرة , طه /دريج في كينيا وأيضا البشير قرنق والعودة المفبركة للعميد عبد العزيز خالد . كما ان مشروع تهتدون الذي أتي بالسيد / الصادق المهدي إلى إرتريا ظهر جليا منذ الوهلة الأولى ان المقصد هو تجميد عمل المعارضة وبالفعل تغيرت لهجة المعارضة واصبح التركيز علي قضايا السلطة والثروة مما اقعد التجمع عن العمل الحقيقي . المعارضة رغم أنها قد لعبت دورا هاما في فضح نظام البشير الا أننا نجد إنجازاتها في القضايا المعلقة صفرا , فمثلا قضية دارفور رغم الإقرار الدولي بوجود حملات التطهير العرقي , يتعامل التجمع معها علي أنها قضية بين نظام البشير ومجموعات قبلية ( فوق الأربعمائة ألف قتيل ) . نقول للمعارضة بان الغريب افضل من القريب فقد هب المجتمع الدولي والمنظمات الخيرية الي نجدة أهل دارفور المسلمين العزل في المخيمات والذين لم يجدوا في دولة الإسلام غير قتل الشيوخ والأطفال واغتصاب النساء وحرق الممتلكات . أسلوب التهميش الذي يمارسه التجمع حيال القضايا القومية ( دارفور ) يعني تخلي المعارضة عن مبادئ اسمرا وتأكيدا علي ذلك اضطر / قرنق زعيم الحركة الشعبية عضو هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي الأقدام على إبرام وتوقيع اتفاق سلام منفردا مع حكومة البشير دون شمول المعارضة الشمالية. بعودة الدكتور قرنق واستلام منصبه كنائب أول لرئيس الجمهورية نجد في الجانب الآخر هرولة بعض رموز المعارضة نحو إبرام صفقات العودة ( اتفاق القاهرة متناسين بذلك أسباب خروجهم من السودان والتي ما تزال قائمة ( دارفور وشرق السودان) ولكن نقول ان النفوس ضعيفة فهؤلاء يستعجلون العودة حتى لا تفوتهم اقتسام الكعكة . الأفضل لهم العودة لأنهم طيلة بقائهم في الخارج لم يقدموا للشعب السوداني غير الخيانة مما زاد بؤس وشقاء الحيارى وما بقاء نظام البشير إلي اليوم إلا لضعف المعارضة. وهنا نذكر العائدين طلاب السلطة بأنهم هذه المرة سيواجهون سدا منيعا إلا وهو رغبة الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية والعدالة أى أن الاحتفاظ بمقاعد السلطة آلتي ورثوها من الاستعمار وظلوا يستأثرون بها لسنوات طوال سوف لن يتكرر لأن الشعب قد وعى الدروس ويعرف الكثير عنهم ويريد أن يوظف كل هذا ليعيش فى أمن وسلام وحرية ورخاء . قبل أن يتطلع الشريك الجديد (قرنق) على ملفات القضايا الساخنة , على الشعب السوداني أن يفهم تماما بأن /قرنق يهمه وحدة السودان أرضا وشعبا فهو مواطن سوداني كغيره من أبناء السودان الذين يحق لهم الجلوس علي كرسي الحكم . أمام الدكتور/قرنق ملفات كبيرة تحتوى قضايا سودانية خطيرة حتى لا نوجع رأس الدكتور ونسخنه نقول له أن بعض القضايا تحتاج بالفعل إلى العلاج الفوري وأخرى في طريق الألف ميل لأنها على مراحل التنفيذ ومن هذه القضايا :- 1/ التطهير العرقي في دارفور 2/ الاقتتال في شرق السودان 3/ المطلوبين لدى لاهاى بجرائم حرب دارفور ( أغلبهم من حكومة البشير) 4/ ملف جنوب السودان 5/ المرحلة الانتقالية ( مدتها أربع سنوات) 6/قضايا أخرى القضايا الملحة على الساحة السودانية اليوم هي قضيتي دارفور وشرق السودان فهي صدمات وزلازل لابد من علاجها حتى يستقيم الوضع الأمني والأستقرارى في البلاد , الدكتور قرنق قد صرح كثيرا بأنه سوف يعالج قضية دارفور سلميا نحن نصدقه ونثق فيه إلا أنها تحتاج إلى جهدا جبارا وعملا جماعيا . أما في ما يتعلق بالمطلوبين بجرائم حرب دارفور وأغلبهم أعضاء في حكومة البشير مما يعقد الأمر بعض الشيء إلا أن تناول مثل هذا الملف سيكون سهلا لأن السودان عضو في الأمم المتحدة بما توجبه الالتزام بالقرارات الصادرة منها . ملف قضية جنوب السودان والذي يحوي الاتفاقية الموقعة بين حكومة البشير والحركة الشعبية والمصادقة عليها من قبل شركاء الايغاد والولايات المتحدة والدولة المستضيفة كينيا , لابد من الهدوء والتعقل والوعي في تنفيذ بنودها حتى لا تعود القضية إلى المربع الأول ( أي بداية من الصفر ) . السودان كغيره من بلدان العالم التي تجد فيها تفاوتات كبيرة في التشكيل الاجتماعي وما يدخل في إطارها التمايزات والاختلافات بين ثقافات المدن والأرياف وكذا الاختلاف بين أشكال التدين والتقوى . المطلوب هو الإصلاح باتجاه سيادة القانون وتعميق مفاهيم الحقوق والواجبات وممارستها وتعميق مفهوم المواطنة ثم تعميق الديمقراطية , ان السودان ( ارض المليون ميل مربع ) لا يمكن ان يحكم الا بالنظام الفدرالي الحقيقي وهي الأفضل لهذه الأسباب أولا : تبقي المواطنة هي الوحدة المكونة الأصغر بين الولايات والأقاليم ولا توجد فدرالية لا يتضمن فيها مشاركة المواطن علي المستوي الولائي أو الاتحادي . ثانيا :الفدرالية تضمن مبادئ العدالة والمساواة وعدم التمييز بين البشر بسبب الدين او العرق . علي الشعب السوداني ان يعي جملة الأدوات الإجرائية التي تسمح بتنظيم الشأن السياسي في صورة ناجحة ( ثم رفع الطوارئ ) ولابد من الحكومة الانتقالية من بسط الديمقراطية بين أيدي الناس والإلقاء بها في قلب حركة التجمع المدني حتى تتوفر الفرصة الكافية لاختيار النظام الديمقراطي إلى ارض الواقع . نظام يكفل عدم مجيء أي مغامر ( انقلاب عسكري ) يقفز إلى كرسي الحكم ويزيق الشعب مرارة الاستبداد ويبدد ثرواته او ينهبها مع أولاده وبناته أهله وأصدقائه , بل عصابته المتعاونة معه . فهلا يتم ذلك من خلال ابتداع آلية التداول السلمي علي السلطة واختيار البرنامج المناسب والإنسان الجدير والاقتداء بالأنظمة الديمقراطية وفعالية المناظرات للمقارعة التداولية والحوارية كل هذه القضايا تحتاج لحركة مكثفة وفاعلة لأجهزة الدولة في كافة مجالاتها المختلفة ولابد من توفر الإرادة الجماعية حتى نجني الثمار الطيبة وإلا يكون الوضع شبيها بقصة جحا حينما كان يتنقل من منزله القديم إلى آخر جديد ركع علي الأرض أخذت زوجته في وضع العفش علي ظهره وهو صامت لا يتكلم واخيرا سألته زوجته ( باقي دولاب فهل أضعه علي ظهرك ) فأجابها لا عليك ضعيه هو الآخر فمن قال لك أنني سأقوم وانهض أصلا بأحمالي . عبد الله موسى نور فرجينيا _ الولايات المتحدة الأمريكية 19يوليو2005 E/mail: [email protected]