السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

كل شيء الأن يتململ .. مستقبل مشروع الهامش ! بقلم حامد حجر – بيروت

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/19/2005 2:57 م

كل شيء الأن يتململ .. مستقبل مشروع الهامش !
حامد حجر – بيروت :
بعد مرور أسبوعين علي عودة الدكتور جون قرنق الي الخرطوم وتسنمه لمهام النائب الأول في الجمهورية الثانية بعد أن عبد طريقه الي القصر العتيد ، بالملايين السته من المهمشين أو الأغلبية الصامتة علي حسب تعليق بعض الظرفاء ، يمكن قرأءة مستقبل ما بين سطور السياسة السودانية علي أنه تحول نوعي في مسارها الرسمي الي حد يمكن أن نعتبره "تالوكاً " فاصلاً بين ، نظام أحادي قروسطي يعتمد كلياً علي غلاة "شفرة " الجلابة ، إذا صح التعبير بمعناه – الشمال السياسي – وبين قوي الهامش التي أنتظرت طويلاً في "صف" انتقال السلطة بين العسكرتارية والنظم (الديمقراطية) التي تسيطر عليها " طنابلة " الطائفية .
يري الكثير من المراقبين الي مرحلة ما بعد سكون عاصفة " العودة" وأستصحاب "اللخبطة " السياسية علي صعيد التحالفات التي تم في أجواء التغييرالتي صاحبت العودة ، وكانت أكثرها مثاراً للجدل هو تحالف المهدي – الترابي وبالتالي إنقسم أراء السياسيين كل حسب خلفيته الحزبية كمركز للوعي بالمصالح ، والأماني الأيديولوجية لبعض قوي اليسار التي أعتادت أن تعتاش دوماً علي التعلق علي أهداب الأحزاب " الطائفية " تحالفاً ومواقف غالباً ما تصب في مجري أحزاب " الرموت كنترول " بإعتبارهم مجرد كائنات "طحلبية" تعتاش علي الغير .
إن مألات "اللخبطة" التي حدثت وما زالت ، إنما يعود أولياته الي قوي الحراك الأعظم ، التي جعلت من التوقيع علي برتكولات نيفاشا ممكناً في وقتها ، وأقصد هنا "قوي الهامش" و التي وبإنتفاضاتها الطرفية في دارفور و الشرق ، قد أعطت المتفاوض – الحركة الشعبية – الحليف المهمش كل أدوات كسب معركة التنازلات الحكومية ، مع أستذكار جزرة واشنطن و هراوتها الغليظة المتمثلة في (العقوبات الأقتصادية) ، التي عجلت التوقيع في ربع الساعة الأخيرة من عام 2004 حسب الأملاء الأميركي الذي كان يسابق البرنامج الأنتخابي الي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض مما حدا بكل الأطراف الأسراع الي ضاحية نيفاشا للتوقيع .رغم أن أجهزة أعلام الأنقاذ يحول جاهداً أقناع نفسها بأعتبارها هي من صنعت السلام ، وليست "الضغوط" هي التي أجبرتها علي إبتلاع السُم الزعاف .
معلوم أن ثورة "الهامش " كانت خارج وعي الأحزاب التقليدية التي ساءها ما يحدث في بنياتها الجغرافية ، وفي أماكن كانت تأريخياً تخضع " الرموت كنترول " وبالتالي رؤية تلك "القواعد وهي تسير في إتجاه التأريخ بتبني مطالب الحقيقية ، وأن تسبق القيادات القديمة التي ركنت الي " الجهاد المدني " خوفاً من تحمل تبعات مواجهة إستبداد حزب الأنقاذ ، جعلها اليوم في موقف لا يحسد عليه أمام ووسط جماهير المهمشين في دارفور ، التي أستوعبت الدرس من خلال تجرع الحرمان والتبعية للمركز طيلة سنوات مرحلة ما بعد العهد الوطني " الأستقلال " ، فلجأت موخراً الي تبني طريقة أكثر ديناميكية للتعريف بقضايا المهمشين بلغة الأرقام كما فعلت ( الكتاب الأسود ) في تقديم حجته الدامغة "الجرم التأريخي" في مقابل العقل غير "البرهاني " لسياسيي الجلابة التي أستغبت حسن نية الهامش بهم طيلة هذه السنين من عمر السودان الحديث ، فحق عليه حصاد العوف .
في الوقت الذي يجعل فيه ( الكتاب الأسود ) و ما يحتويه من حقائق – أرقام - لا يمكن تجاوزه "بحسن النية" ثانيةً ، فأن الكتاب هو المرجع الذي لا تخطئه قوي الهامش للتدليل علي أحقيتهم في القسمة العادلة للثروة و السلطة في أية مرحلة من مراحل النقاش حول " إتفاق المبادئ " التي تم التوصل اليه في أبوجا الثانية . فحجية ما بين دفتي الكتاب الذي حدت بالأكثرية المهمشة من تلمس طريقها في حلكة الأعلام الأنقاذي الذي حاولت رمي الثوار بدارفور في اتون مشاكل أقليمية ( كالصراع الفلسطيني الأسرائيلي ) لكسب مواقف عربية "مفترضة " لصالحها في الوقت الذي كانت فيه الدول العربية أقرب الي تل أبيب من الخرطوم التي تنام وتصحو علي وسادة قديمة أسمها " خرطوم 1967 " ، وبلغته الخشبية الذي تم تجاوزه هناك في "كامب ديفيد " من قبل العرب (الأصليين ) أنفسهم دون أن يكون ذلك هماً للبسطاء في دارفور اللذين كل امانيهم أن يعيشوا في وطن واحدٍ تنظر اليهم علي أساس "المواطنية " وليست علي - أوهام - "العروبوإسلامية " التي جعلت من الخرطوم لزاماً عليها أن تحارب في كل الجبهات من أجل مشروع دفن حياً في مقبرة الدولة الأمنية – العنصرية برسم " العشرة الكرام " ! .
بالنسبة لأهل الهامش ومع ترحيبهم بقدوم الدكتور جون قرنق مؤخراً ، إلا انهم في ريب من أمرهم أذاء عقليات السودان القديم التي مازالت تتربص الدوائر للحفاظ علي مصالحها التأريخية ، وبالتالي تنادي " قوي الهامش"بسودان ديمقراطي مستقل عن العقليات (الشفرة) و (الضيزي) ، فقد ولي عهد السياسات و القرارات التي لا تؤمن بمناخ الحرية في التعبير عن ما يريده " الهامش" من تنمية متوازنه وبنية تحتية قابل للحياة فيها ، واحقية أبداء الرأي في كل المسكوت عنه سودانياً وبحجج واهية لتغطية كل الجرائم السياسية – الثقافية و الأنتماء الي الفضاء الأفريقي ، فلا ينوبن أحداً من أوعية السودان القديم عن مشكلات "الهامش " ومن ثم تقرير مصير البلاد علي شاكلة ما رأينا في السابق .
إن مكان "قوي الهامش " المتمثل في ثوار دارفور ، البجا ، الأسود الحرة ، حركة كوش النوبية ، ... والخ ليست مكانها في ذيل القوي الطائفية والأحزاب التقليدية و الأحادية "اليسارية" لأنها في حقيقة الأمر وعبر تأريخ مجرب ، لم تكن تستطيع التعبير عما يريده . وقد غابت الأحزاب أعلاه من التمثيل عن همومها لأنها تشترك في قصور نظرتها للهامش فأصبحت بحكم الواقع تشبه ( يسارها - يمينها ) لا فرق جوهري بينهم لأنهم من العينة نفسها - المتعالم بشوؤن الناس – كل الناس ، ولعل ليست من الصدفة أن يفكر كل أحزابنا بالطريقة نفسها بغض النظر عن ما يحمل منتسبوها من فكر أو "أيديولوجيا" يكفي أنهم جميعهم بدون أستثناء تحمل بذرة (الشفرة) والتي هي من تهدي أستشراف ا لتعامل النرجسي مع الأخر السوداني وليس البرنامج أو وحدة الهدف الأنساني للأيديولوجيا قومية كانت أم أممية أو حتي إسلاموية .
كتب مؤخرا – إسحق أحمد فضل الله – وهو من أقلام (الشفرة) معروف بكراهيته لأهل الهامش ينحي منحي البروفسير الشوش وخال الرئيس البشير المهندس الطيب مصطفي صاحب "القسمة الضيزي" . كتب أسحاق مقالاً في ذكري مجازر – سربرنتسا - في جمهورية يوغسلافيا السابقة ، يهمس فيه بما يمكن فهمه ، بأنها دعوة للجلابة الي الحيطة و الحذر من زعيم الهامش جون قرنق ، وخاصة أولائك "الغبش" الذين تجمعوا في الساحة الخضراء للترحيب به ، فاتحاً عهد ( السودان الجديد) ، وبدأ ممتعضاً أسحاقنا في قول " في ظل التحالفات الجديدة كل شيئ الأن يتململ ، مما جعلني أستعير مقولته كنوان لمقالي هذه . حسناً ، في ظل كل هذه " التململ" ما هو المطلوب من " قوي الهامش " ومنهم ثوار دارفور للتعبير عن امالهم العريضة قبل أن يتم اللتفاف علي - السودان الجديد - من قبل الأحزاب التقليدية من خلال قانون انتخابي مفصل لا يأتي الأ بقوي - السودان القديم – للسلطة من جديد ، بمعني اخر ماهو مشروع " الهامش " حتي لا يبتلع من قبل " طنابلة " ( الرموت كنترول) ؟

أولاً : يجب علي قوي الهامش وخاصة " ثوار دارفور "المتمثل في حركتي - تحرير السودان و حركة العدل و المساوأة السودانية ، بالأضافة الي مؤتمر البجا والأسود الحرة ، حركة كفاح كردفان ، حركة كوش النوبية ، والحركة الشعبية لتحرير السودان الي بلورة مشروعها الخاص بها دون الأنتظار الي ما يؤول اليه الوضع بنهاية الفترة الأنتقالية ، هي المهلة الدستورية وفقاً للإتفاق الأخير ، يجب أن لا يرتهن قوي الهامش بالمشروع أي من أحزاب المركز للأسباب السالفة التي عددناها أعلاه ، والأ سيكون هناك بعد كل الذي حدث أنما يتم أجترار ما هو قديم وبالي تجاوزته " الهامش " عبر تضحياته الكبيرة . لذلك عليها الوصول مع المركز الي ما يشبه "نيفاشا" الثانية و الثالثة لضمان التعامل المكتوب و المؤثق مع قوي السودان القديم التي خبرت الألتفاف علي المواثيق و العهود .
ثانياً : علي ثوار دارفور بعد المصالحة الأخيرة بين – الحركتين - التركيز علي القضايا التنظيمية للحركتين بقيام مؤسسات موضوعية تستطيع أستيعاب الكم الهائل من الأنصار ، الذين أيدوا الثورة في الريف الدارفوري من جميع القبائل عربها و زرقتها لتفويت الفرصة علي من يعتقد أن ثورة دارفور (مرحلية) ليجني ثمارها أحزاب " الرموت كنترول" التي أخترقت حركة تحرير السودان باعتبارها "الجسم الأكثر هلامية" في ثورة دارفور .

في الختام .. هل يقوي " قوي الهاش" في دارفور إبتداءً تجاوز وحدتها المفاهيمية لقضية الثورة ، وبالتالي مخاطر المرحلة وقبل أن يستعيد المركز المبادرة ، للأستمرار في استنزاف دارفور من خلال إنخفاض سقف مطالب الثوار في أبوجا ، والذي يمكن أن تنتج عن عدم التنسيق المتقن من قبل المفاوضين الأضرار بقبول ما هو سياسي ، رغم شهادتنا لهم بالإقتدار في تدوير الزوايا السياسية كما كانت في الجولات السابقة بيد أنهم يعرفون كيف يفكر رجالات الأنقاذ ؟ . هل تستطيع حركة تحرير السودان التغلب علي هشاشة البني التنظيمية وتعالج ذلك من خلال عمل مثابر عبر المؤتمر الذي دعا اليه " الأمين العام" " مني أركو ميناوي " خلال الأسبوع المنصرم ؟ وتحصين وحدة قيادتها التأريخية بعد كل المكاسب السياسية والدبلوماسية التي أنجزتها ،وللنفاذ الي المرحلة – التنظيم - الجيد لكادرها في الدياسبورا، لأن المعركة القادمة أكثر صعوبة من العمل بالأرض الحرام واقصد هنا " الميدان" . وأخيراً هل تستطيع حركتي الثورة في دارفور السير قدماً بإتجاه التنسيق مع أطراف السودان الأخري وبخاصة الحركة الشعبية لتحرير السودان ، قبل أن يتربص به المؤتمر الوطني الدوائر ، ليختار مرغماً خيار الأنفصال بعد أنقضاء المهلة الدستورية ؟
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved