حسن اختيار الكفاءات المقتدرة لشغل الوظائف العامة من اهم الامور التى تقود الى النجاح والتطور فى الدولة , لكن من اين لنا بالكوادر المقتدرة اذا لم نقم اولاً بالاعداد والتدريب والتأهيل " فمن زرع فسوف يحصد " , فحجر الزاوية للنجاح يتطلب تعزيز المهارات والخبرات وذلك باعداد البرامج الطموحة لتنمية الموارد البشرية فى المجالات المختلفة .
لابد من الاستفادة من تجارب الدول الاخرى فى شأن اعداد الكوادر المقتدرة التى ستقوم بعمليات البناء والتنمية فى البلد فاذا اخذنا الدولة الماليزية كنموذج نجد انها عملت بمبدأ الشراكات الذكية لتنمية البلاد واهم هذه الشراكات هى التى تقوم بين الحكومة والقطاع الخاص والجامعات ومراكز الابحاث العلمية الوطنية والخاصة , هذه الشراكات هى التى تقررماهى الكميات المطلوبة من الكوادر والتخصصات المطلوبة وماهى المجالات المطلوبة ويتم ذلك فى تنسيق تام بين هذه الجهات , بذلك نجحت الدولة فى اعداد كوادرها بطريقة علمية ومنهجية لذلك لم تواجه مشكلة فى الوظائف وكيفية الاختيار لانها سلفاً حددت كمية وظائفها ثم قامت باعداد وتنمية وتأهيل العدد الذى يتناسب وهذه الوظائف .
طالما اننا ندعو الى سودان جديد يتوجب علينا العمل بمنهجية وعلمية ونظام فى كل مايتعلق بالدولة فنحن فى حاجة الى اعادة النظام للدولة او خلق نظام للدولة فيما يختص بالخدمة العامة ويبدا ذلك باعداد الكوادر المطلوبة وقبله تحديد الكوادر المطلوبة وتأتى هنا اهمية دور الاحصاء الشامل فى عملية التنمية فيما يختص بالموارد البشرية فوضع المعلومات الاحصائية عن الامكانيات الهائلة التى يتميز بها السودان ضرورة مهمة لمعرفة التخصصات المطلوبة , فالاحصاء الشامل يعتبرمن أساسيات التنمية كما انه من اهم العناصر التى من دون دراستها لايمكننا تطوير الكادر البشرى , فعكس احصائيات حقيقية عن حال الموارد المختلفة يسهل وضع دراسات جدوى فيما يختص باعداد وتنمية الموارد البشرية المطلوبة , وأي تصرف فى اى مجال لا بد وان تحكمه او تسبقه وفورات احصائية أو يكون منطلقاً من أحدى الطرق الاحصائية , اضافة إلى أن الاحصاء علم له العديد من الوظائف المتطورة مع التقدم والرقي في كافة الميادين وهو يشكل في إطاره العام أدق وأحسن أسلوب للبحث العلمي لذلك لابد من معرفة البيانات الاحصائية و الحجم المطلوب والمتوقع بالنسبة للموارد البشرية والتى تعتبر من اهم البنيات التحتية لتنمية الدولة , كذلك يجب ان تمتد عملية الاحصاء الشامل لتغطى الموارد المختلفة من اراضى وغابات وثروة حيوانية وجبال ومياه وموارد كامنة تحت الارض و طرق واتصالات و الاحصاء الشامل للامكانيات السياحية , كما يجب وضع خطة احصائية شاملة توضح حجم وحركة التبادل التجارى مع دول الجوار وكيفية الاستفادة من معلومات هذه الاسواق لوضع الدراسات بالنسبة للاحتياجات من الكوادر البشرية المطلوبة الآن و الاحتياجات المتوقعة فى المستقبل القريب والبعيد .
يجب ان تتكامل ادوار اجهزة الدولة لعرض المعلومات الاحصائية فيما يتعلق بالكوادر البشرية وان يتم تفعيل دور الجهاز الاحصائي المركزى و يتطور ليصبح مركزاً للمعلومات الاحصائية و يتم ربطه شبكياً بجهات مصادر المعلومات والعمل على تحديث معلوماته اولاً باول.
لقد سعدنا كثيراً بالتصريحات التى تطلقها قيادات الحركة الشعبية فى هذه الايام بشأن شغل المناصب المختلفة حيث ذكر احد قياديى الحركة ان الحركة قد وضعت معايير الكفاءة والاستعداد المهني والفكري كشروط يجب ان تتوفر فيمن يشغل المنصب المعني , اذا كان هذا هو مبدأ الحركة فيما يختص بمعايير التوظيف فكلنا حركة شعبية .
صلاح الدين حمزة الحسن
لاهاى - هولندا