السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دار فور القواسم المشتركة وفقدان المؤسسية لدى الحركات بقلم الهادى عجب الدور المحامى-الجبهة الشعبية الديمقراطية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/18/2005 1:50 م


[email protected]

دار فور القواسم المشتركة وفقدان المؤسسية لدى الحركات

من المعلوم سلفا ان اتفاقية نيفاشا التى وقعت بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان هى اتفاقية ثنائية اذ انها اختزلت السودان فى محورين لا تتوافر فيهما كل سبل النجاح , محور شمالى ومحور جنوبى لتدار عبرهما دفة الامور وتنسج القصص و تداعب الخارطة السودانية بفسيفسائياتها وفقا لابجديات واساسيات هى اهتمامات سلطوية تخص طرفى بيقاشا ولا ترقى الى مستوى الموزايك السياسى الحقيقى او كونها رد لمظالم الكافة او اعتبار الاخر كشريك من حيث المبدأ فى هذا الوطن المشوه دوما , ذلك مما لا يجعل مجالا للشك لجوء اطراف وهوامش و اصقاع السودان الاخرى ان تقف موقف جدى وفعال نحو المناهضة و النهوض بالفكر السياسى كقيمة جديدة باعتباره جزء من ثورة الحقوق و عقلية جماعية للانتفاض وبناء مفاهيم حرة ومنطقية لا تخضع لمبدأ الممنوع عاجلا واجلا هذا الوضع المعاش و المستمر بعدة فرضيات قد تصيب وقد تخطئ , لا يمكن ان تبنى عليه ركائز النجاح مالم تكون هنالك ولادة فكرية ومخاض سياسى جماعى , وبالفعل تحرك الوضع فى الاطراف نحو المصادمة بغض النظر عن ضرورتها او عدمها امر حتمى تتحمل نتائجه الانظمة المتعاقبة فى الخرطوم وعلى رأسها نظام مابعد العام 1989, الا ان الوضع فى دار فور يعتبر شاذا وغريبا نوعا ما و من المؤسف جدا بدأ من حيث وجدت القبيلة فاصبحت السياسية هى تراث جديد للقبيلة الاحادية و رديف للصراع الاهلى هذا الوضع المرتبك و الشائك فى دار فور قاد الجميع الى نافورة الموت و التصادم والاحتراق دون تحديد درجة حرارة الاقليم بمعناه الشامل السياسى و الاجتماعى و الامنى و الثقافى والمؤسسى .

ومع ان الحركات المسلحة لها مطالب مشروعة من حيث المبدأ, الا ان افتقادها للمشروع السياسى الجماعى المشترك الذى يحوى بداخله كافة الوان الطيف الدافورى شكل نقطة تباعد اضافة الى غياب المؤسسية كاطار تنظيمى تلتقى عبره تقاطعات كل التيارات الناضجة , ولعل الاخفاق فى عدم فهم الهم المشترك لكافة اطياف ومحاور القوى على الارض كان عامل غير مساعد نحو ارتقاء الحركة النضالية فى الاقليم ولعل تسيد المفاهيم الاثنية و الفكر القبلى على نهج وسلوك الحركات كمنظومة سياسية هو عامل معطل ومؤخر لمسيرة الكفاح المشترك و من الملاحظ ان تعمد تغيب(( القوى الحيوية)) فى الاقليم من قبل النظام فى الخرطوم ومن قبل المنظومات القبلية الممثلة فى تيار الحركات الاثنية وبمفاهيمها المحلية الضيقة واستنادا لعدة معطيات مشبعة بنفس عنصرى بشكل روتينى وصياغات محورية لقبيلة ما كان عامل مهم وفعال نحو هدم الجسم الدافورى والانزلاق لهاوية النحيب و العويل واقتناء التهشم كسمة وميزة لشرح وتوضيح ملامح الحق الدار فورى المهدر من اهله اولا ثم انظمة السودان المتعاقبة بكل تركيباتها , ومن الاخطاء الاستراتيجية الغير مبررة الاستمرار بعبثية المشهد القاتم للوحة الوطن بكل تفاصيلها المبهمة والمفندة كمحفز نحو الفشل اللانهائى .

ومن الملاحظ ان فتونة المنظومات الاثنية بتصوراتها المتذبذبة وملامح سلوكها السياسى النهبوى المباح فى قاموس الحالة الاثنية على الارض كان من اكبر المشوهات والمثبطات لالتئام الاقليم فى نسيج سياسى منسجم من حيث التوجهات والمبدأ و القواسم المشتركة ومهما يكن من اختراقات للوئام المدنى الجماعى فان دار فور محتاجة لاعادة تصحيح وهيكلة للعمل النضالى الجماعى والكلى والاعتراف بالاخر و القواسم المشتركة والاعتزاز بالتعددية كرصيد ومخزون وقائى للخروج بنتيجة منطقية ومقبولة لكافة الاطراف واحترام الاخر كشريك اصيل له حقوق وعليه التزامات وواجبات كجزء من الثوابت و الاستحقاقات البديهية والتى لا تحتاج لجهد للبحث عن قتله يملئون الواجهات والتحكم فى المسارات او الركون و الاستسلام للاقصاء لاغتيال الاخر اجتماعيا وسياسيا وامنيا وتحجيم دوره تحت سقف موصد الابواب و المنافذ باسم التحرير و العدالة و الروح الطوباوية المدجنة بنفس السلطة واكذوبة الوطنية التى لا معنى من حيث الخديعة و الاستغفال المستمر وغيرها من ابجديات الصراع هنالك , ومع ان التنظيم الحركى فى دار فور يعتبر من الامور المنفرة لمسيرة النضال اذ انها لا تستند على اى مرجعية و مبدأ كلى يخص دار فور عامة الا انها كفكرة تنظيرية وهم مشترك امر يمكن ان يكون مقبولا لو توافرت له المصداقية والشفافية للسير نحو رصد الاحداث بافق متفهم للحالة المتعثرة فى الاقليم وذلك قد يسهل استيعابه من كافة الزوايا المضيئة والمشرقة لو تمت هيكلة طريقة التفكير السياسى واختيار مصطلحات المرحلة وتعاطى الامور فى اطار القواسم المشتركة و الاعتراف بالخصوصية للكافة باعتبارها من منشطات ومخصبات الذاكرة الجماعية للاقليم لكسب النجاح و حصد ثمار النضال والتمتع بالسيادة والحرية والتنمية والمشاركة فى صناعة القرار فى البلاد الخ..... من مرتكزات مفاهيم النضال والمقارعة الناضجة , وليست مناسبة عابرة تصنف كبديل لبدائل لحظية الهدف من ورائها مغنطة الاوضاع نحو الانجذاب المدجن لتسويق مرحلة على حساب مرحلة غير مرغوب فى سرد متونها سرعان ما تنتهى الى فوضى واختراقات امنية تهشم الوجه السودانى عامة والدار فورى خاصة , وبما ان الوضع فى دار فور محتاج وبشكل عاجل وسريع لاعادة تأهيل مؤسسى وتنظيمى للعمل الحركى لترتيب فصول ومفاصل تحركات الحالة المعاشة بشفافية وموضوعية للخروج من النفق المظلم والورطة التنظيمية بكافة مستوياتها يتطلب ائتلاف كل مكونات القوى فى الاقليم للنهوض والتخلى عن مبدأ الاقصاء و الديكتاتوريات القبلية و الغبن الاثنى و الاحتقان السياسى المدجن بافكار غير منطقية لاتصلح ان تكون وعاء لكافة الاطياف فى الاقليم .

ومن خلال هذا الرصد الموجز نجد ان تكيف المسيرة النضالية لا يمكن ان تكتمل بشكل ناجح و نهائى ما لم تعاد صياغة الاطر التنظيمية وخلق محاور تواصل و روح قبول لدى الاخر و النظر الية كند لان سلام دار فور هو سلام للجميع وان هنالك طرف اساسى ما لم يدخل فى التسوية فان المفاوضات القادمة ماهى الا هندسة لعنف قادم لن يستثنى احد وان تفاصيل الاتفاق لو تم بعقلية القبيلة المتسلطة لاتعنى شئ على الارض ولن يلتزم به الا من غنوا فى سربه وان التصادم سيتمر و ستتوسع دائرته ويصبح الفكر السياسى المتاح آنيا ما هو الا تمهيد لمرحلة التطاحن القادم والتناطح الشرس ما لم يعاد التفكير مليا فى تفاصيل هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ الاقليم ولتجنب حرب القبيلة للقبيلة لابد من الاسراع باتخاذ خطوات عملية وجادة ومنطقية ومدروسة لاخراج المسيرة النضالية من النفق المظلم لاهل دار فور كافة وتصحيح مسار وسلوك الحركات والمنظمات العسكرية وشبه العسكرية وتبنى مشروع دارفورى يحوى الكافة بندية و الدفع بالعمل التنظيمى نحو تقنين و توجيه الاوضاع على الارض لصالح اهل دار فور بدلا من المهاترات و الصدامات الاهلية والعنف الجماعى الغير مبرر والانتقام اللامتناهى.

الهادى عجب الدور المحامى

الجبهة الشعبية الديمقراطية


--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved