للرعاية حتي نجعله ينمو ويعيش في وضع أفضل ، فاذا أحتجت أن اعرف الطريق وسط كل شجرة في الغابة وقت الحرب فأنا الان في حاجة الي ان اعرف كل شجرة في غابة السلام ، وأنا سعيد الان بالعمل مع الجعليين والشوايقة ... يقاطعه الحضور ... فيسترسل قرنق في حديثه ويشير الي ابناء الشرق والغرب وكل القوة الوطنية في السودان ..وأنا معكم من أجل توفير العدل والسلام .. فأنا معكم من اجل تحقيق السلام في دارفور والشرق ، فالانسان في حاجة الي رجليه كما انه في حاجة الي يديه وأنا اعتبر ان السودان جسدا واحدا ، وأنا أطالب بحذف كلمة ( تقليل مستوي الفقر ) من الادب الاقتصادي وأدعو الي ( استئصال الفقر ) من حياتنا ، ويجب ان يبدأ عهدنا بالتسامح والمصالحة الوطنية وتحقيق السلام وأن يكون السودان نموذجا لدول العالم في هذا المجال .. ولكن اكن أعرف أن وفدا من حركة نمور التاميل كان موجودا ساعة الاحتفال .. وقد طلبوا مني نسخة من اتفاقية السلام الشامل حتي يطبقوها في سيرلانكا .. ونحن سوف نستفيد كل يوم خبرة جديدة في تطبيق السلام .. وأذكركم بنكتة مفادها ان ثلاثة اشخاص طلبوا من الله ثلاثة امنيات .. فطلب الاول الحكمة وطلب الثاني المال والثالث كان سودانيا فقال ( انا مرافق لهولاء القوم ) ولم يذكر أمنيته .. ونحن لا نريد أن نكون مرافقين ونطلب من الله الحكمة .. قاطعه بعض الوزراء ..وذكروه بامنية المال !! فضحك قرنق وقال وهو يجاملهم ( والمال ايضا والحكمة ) .. سوف نعمل سوية في سبيل محاربة الفقر وتوفير الضمان الاجتماعي وجعل السلام جاذبا للجميع
أنتهي خطاب الدكتور جون قرنق والذي كان بسيطا وخاليا من لغة المداهنة والكذب التي تمارسها حكومة المؤتمر الوطني حتي هذه اللحظة ، وقد بدأ علي السادة الوزراء الوجوم واعتلت علي وجوهم امارات القلق من فقد المناصب البراقة والامتيازات الكبيرة التي حظوا بها طوال ايام الانقاذ ، ومن المحتمل ان يبقي الوزراء الذين يمثلون الدائرة السرية في الحكم مثل مجذوب الخليفة وعلي نافع والزبير احمد ومصطفي عثمان ويتوقع خروج أحزاب التوالي من هذه التشكيلة والذين من بينهم يوسف الدقير والوسيلة الشيخ السماني ، ان النظام في هذه المرحلة لن يثق الا في كوادره ومن المرجح بقاء عبد الباسط سبدرات في منصبه او ان ينتقل الي منصب اخر لا يقل اهمية عن المنصب الذي يتربع عليه الان ، والسبب في ذلك ان عبد الباسط سبدرات يملك وسائل التعايش مع اجنحة الحكم المختلفة ويجيد بمهارة لعبة التنقل بين الوزارات المختلفة ، ولا اري اثرا لوزير الاوقاف الحالي عصام احمد البشير ممثل حزب الاخوان جناح الصادق عبد الله عبد الماجد في الحكومة ، وتفيد مصادري أن هذا الحزب الصغير يواجه أزمة ومعارضة من قيادات الشباب التي أرتأت ان مشاركة الاخوان في الحكومة شرعت وجود نظام علماني يعادي الدين الاسلامي ، لقد كان خطاب الدكتور جون قرنق حذرا ولم يكثر من اعطاء الوعود المعسولة ، وقد اعادت عودة قرنق الي الدولة السودانية الشكل الافريقي الذي ظل غائبا طوال ايام حكم الانقاذ ، وحرص قرنق علي ارتداء الزي الافريقي البسيط طوال ساعات عمله الرسمي وهي اشارة لها الكثير من المعاني ، فقرنق الان هو الذي يتصدر اجهزة الاعلام وتهرع الفضائيات الي نقل تصريحاته ، فالرجل كان رقما صعبا في ايام الحرب ورقما مهما لا يمكن تجاوزه في عملية السلام ، واتمني ان يبدأ قرنق عمله بتحقيق السلام في دارفور واعادة الامن والاستقرار الي هذه المنطقة وتوفير السلامة والحماية للنساء والاطفال والشيوخ الذين هجروا قراهم بسبب القصف الجوي الذي قامت به قوات المشير البشير ، بالتأكيد ان حرب قرنق في الغابة ضد الحكومة اسهل من التعامل ذئاب المؤتمر الوطني التي تتحصن بمناصبها في الخرطوم ، وسوف تكشف الايام القادمة عمق العقبات التي تعترض مسيرة الدكتور جون قرنق السلمية .
سارة عيسي
__________________________________________________