السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

يان برونك وصكوك الغفران بقلم احمد الحسكنيت / الرياض

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/18/2005 9:59 ص

يان برونك وصكوك الغفران


بقلم/ احمد الحسكنيت / الرياض( [email protected] )

كانت للتصريحات الصادقة والوصف الدقيق , من موكايش كابيلا الممثل الاممى السابق لدى السودان , للحالة المزرية في دارفور , كانت لها دلالتها ومؤشراتها الايجابية للفت نظر المجتمع الدولي والضمير الانساني للمأسأة والجريمة التي ترتكب في دارفور . *( أعلن منسق الامم المتحدة للعمليات الانسانية في السودان موكايش كابيلا , أن النزاع الدائر في ولايات دارفور غربي السودان يشكل اليوم اكبر كارثة عالمية علي الصعيد الانساني وحقوق الانسان , وأفاد بأن النزاع الذي إندلع بدارفور في شهر فبراير من العام الماضي أسفر عن سقوط أكثر من عشرة الاف قتيل وأكثر من مليون منكوب , وأشار الي أن مايقع بالمنطقة يعيد الي الاذهان عمليات الابادة الجماعية التي شهدتها رواندا , مشيراً الي أن الفرق بين رواندا ودارفور هو عدد من ماتوا وقتلوا وعذبوا وتعرضوا للاغتصاب .) *( الجزيرة نت –19-03-2004م) ,...(أتهم كابيلا مسؤولين كباربالتورط في حوادث الاغتصاب والقتل والنهب والتصفية العرقية , وطالب الحكومة بمحاكمتهم . وهدد أن المجتمع الدولي " لن يتركهم في حال لم تحاكمهم الخرطوم " مشيراً الي أن المنظمة الدولية تعرفهم بأسمائهم . ) *جريدة الحياة –28- 03-2004م ) هذه التصريحات شكلت دافعاً أخلاقياً للاسراع باحتواء الازمة الانسانية الناتجة عن فظاعة الجرم , ووضع حكومة الخرطوم تحت ضغوط متزايدة وتلويح وتكشير للاعتراف بأن الذي يجري في دارفور , ليس تأديباً لقطاع طرق .. !! أو اخماداً لاحتراب قبلي ... بقدر ما هو صراع عسكري وفق أجندة سياسية خبيثة , تم إلباسها لبعض السحنات المرتزقة .. !! حتي تبدو للناظر وفق تصوير الاعلام المأجور ذو الرواية الاحادية القاصرة بأنها إقتتال قبلي كما العادة من سنوات خلت .

غباء الطغمة الانقاذية بدت واضحة وجلية للعيان عندما لجأت الي سلاح الطيران ودعم الجنجويد بالاسلحة الثقيلة والدعم اللوجستي والتخطيط , بل وتسخير القوة العسكرية الوطنية .. ! لتأتمر بامر قادة الجنجويد والمليشيات .. ! للاسراع بحسم المعركة وقطع رؤس اللصوص وقطاع الطرق وإفناء ذريتهم ونسلهم وأهلهم ... * ( قال حاكم جنوب دارفور الناطق باسم آلية بسط هيبة الدولة , أدم حامد موسى إن الحكومة أعطت فرصة عشرة أيام للحوار مع حاملي السلاح , مؤكدا أن الجيش مستعد لحسم التمرد عسكريا في حال فشل المفاوضات . وأكد أن الجيش والاجهزة الامنية أحكمت سيطرتها على المنافذ المؤدية الي جبل مرة. وعلم أن السلطات بدأت إستعدادت مكثفة لتعزيز وجودها الامني والعسكري في دارفور , وحشد قوات وآ ليات عسكرية ومروحيات . * الحياة مارس 2003م – الخرطوم –4مارس2003م) *. هكذا كان المشهد وفق الرعونة الانقاذية وموكايش كابيلا الممثل الاممي لايملك من آليات الدعم والردع سوى لسانه الصادق ونزاهة المنصب ووضوح الرؤية . . لقد نال كابيلا حظه من السخط والويل والثبور من قادة الانقاذ سليطي الالسن , ومنحطي القيم الانسانية ... وهم في الدرك الاسفل عندما نقيم تاريخ الامم والشعوب في الممارسات غير الانسانية و غيرالاخلاقية حين الازمات والاحتراب ... أو أسباب تأجيج الصراع وإفرازاتها من الضحايا البشرية ..وإهدار الانفس والمال .. والشعارات الخواء الدافعة للاحتراب . وهذه بعض مما ناله كابيلا :
* ( الخرطوم تطالب بابعاد مسؤول دولي اعتبر حرب دارفور كارثة إنسانية . .. " أستدعى وزير الدولة للخارجية نجيب الخير عبد اللوهاب امس المقيم بالنيابة دون نيمال وحمل على كابيلا بشدة واعتبر إتهاماته غير سليمة وتنطوي علي تقويم شخصي وتفتقر الي الموضوعية ولاتتسق مع المبادي المهنية التي تعمل بها الامم المتحدة . " الحياة 22مارس 2004م .
• أعتبر وزير الشؤون الانسانية , ابرهيم محمودحامد .. توصيف ممثل الامم المتحدة أوضاع دارفور بالكارثية > بأنه محض اكاذيب < لاتستند الي ارقام حقيقية او مرجعيات بعينها , وزاد .. قد يكون عملا سياسيا مدفوعا .) جريدة الاضواء 21-03- 2004م .
• دمغ وزير الخارجية د . مصطفى عثمان اسماعيل الممثل المقيم للامم المتحدة في السودان " بالكذب والخداع " ووصف تصريحاته بالنفاق . ) الاضواء 31-03-2004م.

إن التاريخ لايخطي .. ولايستمر في مسيرته مغمض العينين .. !! وبقدرما للتاريخ من أيام مشرقات .. ورجال شرفاء ونبلاء نستذكر إنجازاتهم وملامحهم مر العصور . فإنها في الجانب الاخر تلاحق السفلة وجزاري الامم والشعوب ... ولم يصدر قط صك غفران .. ليس للاحياء بل للاموات تعفيهم من الجرم الذي أرتكب .. أو القول الساقط .. والشعارات الخواء.. فالتاريخ لاحق هولاكو ، ولويس الرابع عشر ،هتلر , ومسوليني , وايدي أمين دادا ، وكرادتش البوسنة .. وغيرهم من الطغاة حتى وأن تجاوزت بلدانهم وشعوبهم نيران الجراحات والظلامات سلماً وعدلا... ولفظ الاباطرة والجبابرة الطغاة ... الشاه محمد رضا بهلوي ، وشاوسيسكو ،.. وصدام المخلوع ...!!
ولا أحسب أن يان برونك يرمي الي سن أدب جديد لمكافأة الجناة الاحياء .. ! ان هم جنحوا الي تقديم تنازلات مستحقة تفضي الي السلام في أزمة دارفور حسب اشارته الاخيرة في تصريح مقرؤ على صفحات " سودنيز اون لاين – بتاريخ 13/07/2005م " (وفي العدد15444 من جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 14/07/2005م)
وفي سياق الحديث عدد من الاشارات والايحاءات لعدد من الاطراف .وقد كان العنوان المقرؤ ( مجلس الامن يبحث تطورات الاوضاع في دارفورالاسبوع المقبل : برونك الحكومة رفضت دخول القوات الالمانية للمشاركة في بعثة السلام . ) .. >> وبشأن الازمة في دارفور، جدد برونك الدعوة لأهمية محاكمة المتورطين من المسؤلين رفيعي المستوى ، وأكد أن المحكمة الدولية لن تحاكم الا كبار المجرمين بعد توافر الادلة الدامغة . واكد أن قائمة ال"51 " لن تكشف أصلا خشية عدم توفر الادلة ، وأتهام أشخاص غير مذنبين . وقال : "العدالة قبل السلام " ومع قوله أن أن المحكمة الجنائية الدولية أمامها خيار اعفاء المفاوضين الحكوميين من العقاب اذا كانوا في قائمة المتهمين ونجحوا في جلب السلام الي دارفور . << . وهذا القول الاخير يذكرني بقصة مجرم عاتي ، قتل ونهب واغتصب .. فرافع عنه محامي نبيه فطن ! خفف عنه حكم الاعدام الي سنوات عشر .. فأنتشى وأبرق الي محاميه من السجن شاكراً له بلاءه الحسن في الدفاع عنه ، ويعتذر له عن عدم تمكنه من دفع أتعاب المرافعة، ويوعده خيرا بأنه عندما يخرج من السجن بعد السنوات العشر سيقوم بعملية سطو معتبرة ليسدد له الاجر . ( للعلم يان برونك محامي هولندي ) .
هذا هو حال يان برونك مع مجرمي الانقاذ . يرتجي سلاما شاملا وتنازلا عن دارفور بعد سنوات اربع! ... تضاف الي سنوات نيفاشا.. ليكتمل عدة سنون بني انقاذ عشرا كزمرتهم ! .. ويهنأ المجرمون من رهق لاهاي .. ومن عناء قتال حركات عسكرية متكاثرة بعدد مساحة الوطن . إذا لاغرو إن ألحق الانقاذ كل مرتكبي مجزرة دارفور بوفد ( مجزوم ) الخليفة !.. ولاعجب إن راينا الشبح ! موسى هلال يعم المصلين في اروقة أبوجا ! ويتوسط بمصحفه الانقاذي لفض تصارع قادة الثوار. ..! وقسمهم الغليظ علي مصحف أبوجا لتجديد الولاء للثورة وعدم خيانة المبادئي !! الم يكن محمد يوسف عبدالله ممهرا لاتفاق المبادئي وهو أبن خالة أحد قادة الثوار ...!! (جرائم الحرب والجرائم ضدالانسانيةلاتسقط بالتقادم .ولقد تعرضت لذلك بنص المواد في مقال سابق " الجنجويد والحكومة وعدم تقادم جرائم الحرب ."
ان في تصريحات برونك بعض فطنة ولباقة ، فان هذا الكلام المعسول يسيل له لعاب الانقاذيين! ويمدهم بأمل إستثمار ثروات النهب .. وأتاوات سد مروي .. ومشاريع برسيم الشمالية ! ومدخلات وزارة الاستثمار !! إن حكومة أغسطس القادمة سوف تقضي علي كثير من مراكز القوة والقرار والسطو المنظم لموارد البلاد ، وبعض مجرمي الانقاذ حتما سيلتحقون بركب أبوجا ، وعلينا حينذاك أن ندقق طويلا في قائمة التفاوض الحكومي حتي نتبين بعض من أسماء قائمة لاهاي اللاهثة خلف جزرة يانك برونك المعسلة .
نشكر المنظومة الاممية .. كما نشكر الممثل الاممي على سهره من أجل حقوق أهلنا في المخيمات .. ولانخطي الظن بالرجل ! فأنه لايملك صكوك غفران ، بقدر تمكنه من اللعبة السياسية والدبلوماسية ! إن ذقون الانقاذ عندما تلهث من الطعم فإنها حتما سوف تنتف إكراها ، أو تحلق جبرا للخطايا ! ومنهم من أتخذ عُرفا كالديكة ولكنه عرُف لايستدل به لاقامة الفريضة ! ولامنع الديك ذو العرف الجميل من الذبح ! .
هنالك حسابات كثيرة ، وجراحات عميقة ، تجاوزها لابد لها من قربان !! وأهل دارفور لن تتشابه عليهم البقر ! كما بنو إسرائيل، ولن نجتهد تمعنا في الوصف صدق الرؤية..أوتصديق خوارعجل الانقاذ !... فهي حمراء بدماء الشهداء ، صفراء فاقعة كوجوه أهلنا الغبش تلفحهم ريح المخيمات ... لاتسر الناظرين كما فعل الانقاذ والجنجويد .. ؟
إن باب العدالة المشرعة ، حفظ وصون لأجيال السودان من الاقتتال والاقتصاص العرقي ... العدالة المطلقة المرتجى .. برء للغبن والجراحات .. وطريق طويل ممتد لتعزيز الثقة ، ورد الحقوق والمظلمات وما أكثرها . لانريد أن ننجرف خلف المرارات واحباطات صكوك الغفران ، لنقتص عاجلا أم آجلا اذا مضى البعض في المساومة وقبض الثمن !

** همس الوداع **
( الجنجويد الزرق )
دخل لفظ الجنجويدلغات الكون كدلالة لوصف عربان السلطة وهم يرتكبون جريمتهم بفظاظة ضد أهل دارفور في وضح النهار ، وعلى مرآى من العالم الذي يترصد كل بقاع الارض من السماء..! هؤلاء كانت للنفس البشرية السوية .. موقف بغض وإشمئزاز تجاهم . ولم تقف المنظومة الدولية أخلاقيا موقفا سالباً بالشجب والتنديد وحسب .. بل تجاوزت ذلك باستخدام آلياتها القانونية والعقابية لوقف هذه البشاعة الانسانية باحالة الامرالي المحكمة لتقييم حيثيات الجرم وآثارها السالبة بحق الانسانية ، وبالتالي تقديم الجناة الي العدالة . هذه إختصارا حيال الجنجويد .. ولكن بالنسبة الي الجنجويد الزرق وأعني بهم بعض من الارتزاقية وثوار اللحظة الذين يتاجرن ويتبضعون بالقضية والمعاناة ... فان هؤلاء أمرهم كسوس الارض ! .. وسوس الانقاذ .. تنخرفي العود السوي الصلب حتى تنهكه فينهار ! هولاء لنا معهم موقف فضح وجدلية فكرية ثورية ، وما تلميح يان برونك علي " موقع سودانيز أون لاين – بتاريخ 13/07/2005م " التي ذكر فيها أنه التقى ( 10 من القادة الميدانيين والانسانيين بالحركة في مكان ما داخل الاراضي المحررة لبحث الموقف الامني وتطورات منبر أبوجا ) الا إشارة ضمنية لاختراق الجنجويد الزرق للقيادة العليا للحركة ،التي فقدت صلتها وسيطرتها على أرض الواقع وتنصلت من التزاماتها .

الحسكنيت/الرياض/ 16/07/2005م

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved